الملياردير السعودي المعتقل «معن الصانع» يسعى لتسوية ديونه

الاثنين 11 ديسمبر 2017 08:12 ص

قالت مصادر مطلعة، إن الملياردير السعودي المعتقل «معن الصانع» الذي قاد مجموعة «سعد» المنهارة يسعى لسداد جزء من ديون بمليارات الدولارات للدائنين بموجب اتفاق قد يتيح إطلاق سراحه.

وكان رجل الأعمال السعودي قد اعتقل في أكتوبر/تشرين الأول بالمنطقة الشرقية في المملكة بمزاعم عدم سداد ديون، ويحتجز منذ ذلك الحين في مركز احتجاز بمدينة الخبر، وفقا لما قالته عدة مصادر.

وكشفت مجموعة «ريماس»، وهي شركة للاستشارات المالية فوضتها مجموعة «سعد»، عن الخطوط العريضة لتسوية مقترحة تغطي أربعة مليارات من الديون.

وفي رسالة إلكترونية أرسلتها «ريماس» إلى الدائنين وحصلت «رويترز» على نسخة منها، أشارت الشركة الاستشارية إلى أن الدائنين سيستردون من أموالهم مبالغ أكبر مما سيستردونها إذا تمت تصفية الشركة بحكم القضاء وإن كان السداد على فترة أطول.

وفي ذروة نجاحه، كان لـ«الصانع» استثمارات في عدد من الشركات الكبرى، بما في ذلك حصة نسبتها 3.1 في بنك «إتش.إس.بي.سي» الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له اشتراها في 2007.

وفي ذلك العام، حينما قدرت ثروته الصافية بأكثر من عشرة مليارات دولار، صنفته مجلة «فوربس» ضمن الرجال المئة الأكثر ثراء في العالم.

لكن حظوظ «الصانع» تغيرت في 2009، حين انهارت شركته تحت وطأة ديون ثقيلة، ما أثار سلسلة من النزاعات القضائية الطويلة.

واحتجز «الصانع» قبل أسابيع من إطلاق ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، حملة على الفساد احتجز فيها العشرات من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين.

غير أنه لا يوجد مؤشر على أن قضية «الصانع» مرتبطة بالحملة، إذ احتجزته السلطات السعودية بسبب عدم سداد ديون لا بشبهة الفساد.

وبحسب المصادر، فإن «الصانع» مسموح له باستخدام الهاتف للتحدث إلى فريق محاميه ومستشاريه، وأنه يسعى لترتيب تسوية الديون بمساعدة بعض أفراد عائلته.

وقال مصدر بوزارة العدل في الرياض إنه قد يتم إطلاق سراح «الصانع» إذا جرت تسوية ديونه مع الدائنين.

وقالت مجموعة «ريماس»، التي تملك فروعا في الخبر والبحرين، في الرسالة الإلكترونية إن 34 مؤسسة مالية حصلت على أحكام قضائية في القضية بقيمة 15.7 مليار ريال (4.19 مليار دولار).

وقالت الرسالة الإلكترونية التي أرسلت إلى دائنين آخرين الشهر الماضي: «خاطبنا 90% سواء بشكل مباشر أو عبر ممثليهم المحليين خلال الأيام القليلة الماضية، لقد رحبوا بالفكرة، ولم نتلق موافقتهم المبدئية بعد كي نمضي قدما في الخطوة التالية».

وذكرت «ريماس» في الرسالة الإلكترونية أنه بدلا من بيع أصول مجموعة سعد في مزاد بموجب عملية التصفية، سيتم نقلها إلى شركة ذات غرض خاص وسيملك الدائنون الشركة الجديدة.

وأضافت: «المبادرة ستحمي الأصول من انخفاض كبير في القيمة وستعزز نسبة تغطية الدين لتصل إلى 20-25% على الأقل».

ومنذ 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، جرى احتجاز عشرات الأمراء والوزراء ورجال الأعمال، على خلفية تحقيق تجريه لجنة جديدة لمكافحة الفساد يرأسها ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، بينما لم يستبعد مراقبون أن يكون من بين أهداف الحملة القضاء على أي معارضة من داخل الأسرة، لتولي الأمير الشاب السلطة.

ونشرت وسائل إعلام سعودية، قائمة بأسماء وصور وصفات وأعمال الأمراء والمسؤولين الذين تم توقيفهم، أبرزهم الأمير «الوليد بن طلال»، والأمير «متعب بن عبدالله» وزير الحرس الوطني المقال، والأمير «ناصر بن تركي» رئيس الأرصاد، والأمير «تركي بن عبدالله» أمير منطقة الرياض سابقا.

وعبرت منظمات حقوقية عن مخاوفها من أن تكون الحملة مجرد غطاء للتخلص من الخصوم، وأفادت مصادر باحتجاز الأمراء والمسؤولين المعتقلين في عدد من فنادق الرياض، بينما فوجئ المتابعون بنبأ مصرع الأمير «منصور بن مقرن» إثر سقوط مروحية كانت تقله.

وتداولت مصادر إعلامية قائمة بأسماء رجال الأعمال والأمراء الموقوفين وشركاتهم، وقدرت المبالغ التي سيتم الاستيلاء عليها من أموالهم بقرابة 2 تريليون ريال سعودي.

  كلمات مفتاحية

السعودية معن الصانع توية اعتقال أمراء اعتقالات

«بن سلمان»: 95% من معتقلي الريتز وافقوا على التسوية وسنجني 100 مليار دولار