ظهر اسم «ساجدة الريشاوي» من جديد في المشهد السياسي العربي، وذلك بعد أن عرض تنظيم «الدولة الإسلامية» مبادلتها برهينة ياباني. إلا أن الاسم يحيطه الكثير من الغموض حول أهمية تلك الشخصية بالنسبة للتنظيم المتطرف الذي تمكن من السيطرة أجزاء كبيرة من العراق وسوريا في غضون أشهر.
ويُشار أن «ساجدة» كانت قد حاولت تفجير نفسها عام 2005 خلال موجة الهجمات «الإرهابية» التي ضربت آنذاك الفنادق الأردنية، غير أنها فشلت في مهمتها، وقد وصفها تنظيم «الدولة الإسلامية» في بيانه الأخير حول اقتراح عملية المبادلة بـ«الأخت الأسيرة»، عارضا مبادلتها بالرهينة اليابانية، «كينجي توغو»، بعدما قام بقتل زميله الياباني الآخر، «هارونا ياكاوا».
هذا ولم تظهر «الريشاوي» إلى العلن منذ 9 أعوام، حيث يجري حبسها في الأردن منذ اعتقالها عام 2005، وقد ظهرت في نوفمبر/تشرين الثاني من تلك السنة على شاشة التلفزيون الأردني لتقدم (بهدوء أعصاب)، إفادتها عن محاولتها الفاشلة للمشاركة في الهجمات على الفنادق التي أدت آنذاك إلى مقتل 57 شخصًا. وقالت «الريشاوي» في المقابلة: «زوجي فجّر قنبلته، وأنا حاولت تفجير قنبلتي، ولكنني فشلت.. فر الناس من المكان، وأنا ركضت معهم».
وكان القضاء الأردني قد أصدر حكما بالإعدام بحق «الريشاوي» عام 2006، ولكن في السنة نفسها علقت المملكة أحكام الإعدام، قبل أن تعود لتستأنف العمل بها الشهر الماضي. وتقول السلطات الأردنية إن «الريشاوي»، وهي الآن في العقد الرابع من العمر شاركت مع زوجها، «حسين علي الشمري»، بعملية تفجير فندق راديسون، التي راح ضحيتها 38 شخصا كانوا بحفل زفاف، وقد أدت الهجمات بمحصلتها العامة إلى مقتل ثلاثة انتحاريين و57 شخصًا بثلاثة فنادق.
في غضون ذلك، تجزم عمّان بأن تنظيم القاعدة في العراق، الذي كان يقوده آنذاك «أبومصعب الزرقاوي»، هو الجهة التي تقف خلف العمليات، وقد قتل «الزرقاوي» في غارة جوية أمريكية عام 2006، ووصف وزير الخارجية الأردني السابق، «مروان المعشر»، «الريشاوي» آنذاك بأنها «شقيقة الذراع الأيمن للزرقاوي» دون الكشف عن اسمه الكامل.
من جانبه، يقول العقيد الأمريكي «جيمس ريسي»، إن محاولة استعادة «الريشاوي» من قبل «الدولة الإسلامية» هي محاولة دعائية تخدم التنظيم الذي يحاول اجتذاب العناصر الجهادية من جميع أنحاء العالم وإظهار نفسه على أنه مرجعيتها الدولية، خاصة وأن زعيمه، «أبوبكر البغدادي»، الذي تم تنصيبه «خليفة» للتنظيم، كان بدوره أحد مساعدي «الزرقاوي»، وهو ما يطرح إمكانية وجود صلة أو معرفة بينه وبين «الريشاوي».