مفاجأة.. «الأمن الوقائي» الحوثي وراء اغتيال «صالح» في منزله

الأحد 24 ديسمبر 2017 05:12 ص

كشفت مصادر أمنية في صنعاء أن الحوثيين استعانوا في قتل الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» بقوة أمنية سرية متعددة المهام يطلق عليها اسم «الأمن الوقائي»، تتلقى أوامرها مباشرة من زعيم الجماعة «عبدالملك الحوثي».

ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن المصادر قولها إن «عناصر الجهاز الأمني الحوثي عملت منذ أشهر على رصد كل تحركات الرئيس السابق بما في ذلك اتصالاته ولقاءاته واتصالات المقربين منه والأماكن التي يتنقل بينها، كما حصلوا على معلومات دقيقة عن حجم القوات الموالية له ونوع التسليح الذي تمتلكه».

وأكدت أن «الحوثيين عملوا من خلال جهازهم السري على شراء واستئجار المئات من المنازل في الحي السياسي والمناطق المحيطة بالمنازل التي يمتلكها صالح وأقاربه والقيادات القريبة منه وقاموا بتكديس الأسلحة داخلها، كما جعلوها مأوى للمئات من المسلحين في انتظار اللحظة المناسبة للانقضاض على صالح وأعوانه».

وأفادت المعلومات التي حصلت عليها هذه المصادر بأن «هذه القوة الحوثية استطاعت زراعة أجهزة تنصت داخل منزل صالح واشترت مقربين منه ضمن حراساته وطاقمه الإعلامي لرصد كل تحركاته، بما فيها اتصالاته مع زعماء القبائل المحيطة بصنعاء».

وأضافت المصادر أن «الجهاز الأمني الحوثي ساهم بشكل مباشر في اقتحام منزله وتصفيته مساء الثالث من ديسمبر/كانون الأول الجاري مع عدد من أعوانه وتلفيق رواية أخرى عن مقتله أثناء هروبه في الضواحي الجنوبية للعاصمة».

ويقدر حجم عناصر هذا الجهاز بـ3 آلاف شخص بينهم خبراء في المعلوماتية ومهندسون في تقنيات الاتصال والرصد والتحليل، إلى جانب وحدة عسكرية مدربة للمهام الخاصة وظيفتها تنفيذ الاقتحامات والاغتيالات وصناعة المتفجرات، إضافة إلى وحدة أخرى مهمتها التجنيد والاستقطاب، بحسب المصادر.

كما يضم الجهاز وحدة خاصة بالعمل الإرشادي الدعوي (الأمن الثقافي) ووظيفتها بحسب المصادر نشر أفكار الجماعة ومؤسسها «حسين بدرالدين الحوثي» واختراق الوسط الإعلامي وتنظيم الدورات والندوات وورش العمل سواء داخل اليمن أو في بيروت وإيران، وفقا للمصادر.

وأوضحت المصادر أن «الغموض والسرية يحيط بحياة أفراد الجهاز الأمني الحوثي ولا تتوفر معلومات كبيرة إلا النزر اليسير عن قيادات هذه القوة الأمنية حتى داخل أنصار الميليشيا وقياداتها المدنية والعسكرية».

وتابعت: « أسس زعيم الجماعة هذه القوة الأمنية في صعدة مسقط رأسه من عناصر شديدة الولاء له كما تقدر المصادر أن عناصر من المخابرات الإيرانية وعناصر أمنية تابعة لحزب الله ساهمت في تدريب هذه القوة السرية قبل أن توسع دائرة نطاق هذه القوة جغرافياً إلى صنعاء وكل المحافظات التي باتت تحت سيطرة الجماعة بعد اجتياح العاصمة في سبتمبر/أيلول 2011».

ذراع استخباراتية

وأفادت المصادر بأن «هذه القوة الأمنية متعددة المهام تمثل الذراع الاستخباراتية لزعيم الجماعة وتتجاوز وظيفتها دائرة الخصوم إلى عناصر الجماعة نفسها، حيث ترصد كل تحركات قيادات الميليشيا وتقدم تقارير يومية إلى زعيم الجماعة تشمل كل التفاصيل عن أداء الميليشيا».

ورجحت أن «فريق الاغتيالات في هذا الجهاز هو المسؤول عن تصفية عدد من عناصر الميليشيا وقياداتها الذين حاولوا تجاوز الخطوط الحمراء لزعيم الجماعة ومن بينهم الإعلامي عبدالكريم الخيواني، وعضو البرلمان عبدالكريم جدبان، وعضو مؤتمر الحوار الوطني أحمد شرف الدين، ومحمد عبدالملك المتوكل».

وكان «جدبان» و«شرف الدين» من العناصر «المتزنة» في الجماعة التي تبنت أفكارا وطنية ضمن سياق الإجماع العام، واغتيل الأول مع «المتوكل» في حادثين منفصلين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 واغتيل «شرف الدين» في يناير/كانون الثاني 2014 في اليوم الذي كان مقررا لإقرار المسودة النهائية لمخرجات الحوار الوطني.

ويعتقد مراقبون أن «محمد عبدالملك المتوكل» القريب عقائديا من الجماعة كان يمثل صداعا لـ«عبدالملك الحوثي» بسبب أفكاره العلمانية وثقله السياسي ومعارضته للمشروع العام للجماعة نتيجة إيمانه بمشروع الدولة المدنية.

ولا تستبعد المصادر أن يكون الجهاز الأمني الحوثي هو «المسؤول عن الاغتيالات التي طالت ضباطا عسكريين وقيادات أمنية إبان فترة حكم هادي، إضافة إلى حوادث أخرى استهدفت قيادات حوثية في مناطق سيطرة الجماعة في العامين الأخيرين».

كما ترجح مصادر قريبة من الجماعة أن «جهاز الأمن الوقائي الحوثي كان سببا في الإطاحة بقيادات كثيرة من مناصبها القيادية»، وتستدل على ذلك بالإطاحة بخطيب الجماعة وأمين أموالها في صنعاء «شرف المتوكل» قبل أشهر من منصبه.

وأرجعت ذلك إلى «وصول تقارير أمنية للحوثي عن سرقات قام بها المتوكل أدت إلى إزاحته وتهميش دوره القيادي رغم تعصبه العقائدي للجماعة ومجاهرته بالولاء لها منذ سنوات إبان حكم الرئيس السابق لليمن وقبل أن تصبح الجماعة قوة مهيمنة».

وقالت المصادر إن «تقارير أمنية مماثلة من قبل مسؤول الأمن الوقائي في محافظة ذمار يدعى عبدالله الوشلي كانت سببا في إطاحة القيادي المقرب من زعيم الجماعة أبوعادل الطاووس من منصبه مشرفا عاما لمحافظة ذمار، إذ شاع أنه نهب ملايين الريالات من إيرادات المحافظة قبل أن يقيله الحوثي».

ورغم سيطرة الجماعة الانقلابية على كل أجهزة الدولة اليمنية الاستخباراتية والأمنية بعد الانقلاب على الحكومة الشرعية فإنها أبقت عمل هذه الأجهزة شكلياً بعد أن أزاحت قياداتها السابقة وعينت موالين لها للسيطرة على موارد هذه الأجهزة المالية والفنية لصالح الجهاز الأمني السري الذي أنشأه زعيم الجماعة، بحسب المصادر.

  كلمات مفتاحية

الأمن الوقائي عبدالملك الحوثي علي عبدالله صالح الحوثيون الحرب في اليمن

«الحوثيون» أعدموا «صالح» بثلاثين رصاصة.. وهذه هي وصيته

«هادي» يعزي اليمنيين في «صالح» ويطالبهم بالانتفاضة ضد «الحوثيين»