استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الرياض لا تزال بانتظار إسرائيل

الاثنين 26 يناير 2015 06:01 ص

لقد انبعثت مبادرة السلام العربية التي تقترح "سلاما عربيا كاملا مقابل انسحاب اسرائيلي كامل" قبل 13 سنة في ظروف غريبة. والان بالذات، مع تغيير الحكم في القصر الملكي في الرياض والانتخابات المقتربة عندنا، نوصي بالمراجعة فيما اذا كان ما يمكن عمله بالخطوة التي لم تنطلق ابدا: فقد بذل السياسيون منذ 13 سنة جهودا كبرى للفرار من مبادرة السلام العربية بذريعة انهم "لم يتشاوروا معنا".

واليكم المفاجأة: مع انصراف واضع المبادرة وجد رئيسان، روبي ريفلين وسلفه شمعون بيرس من الصواب التمجيد بشخصية الملك عبدالله السعودي. فقد وصفه ريفلين كـ "شخصية قدوة وزعيم متزن ومسؤول في منطقتنا". اما بيرس فيشدد على أننا "فقدنا زعيما حكيما ومجربا"، ويذكر في نفس الوقت ايضا "الخسارة للسلام".

في شباط 2002 نال كاتب الرأي الامريكي توماس فريدمان تشريفا ملكيا حين دعي الى وليمة لدى الملك عبدالله في الرياض، حين كان ولي العهد والملك الفعلي. وكتب فريدمان يقول ان الحديث دار حول فرص السلام في الشرق الاوسط. واقترح فريدمان على عبدالله وضع اسرائيل في الاختبار. ففاجأه محادثه قائلا وكأن بك نبشت في جواريري. فقد وضعت خطة سلام ثورية سأعرضها في قمة الجامعة العربية في لبنان.

وقد استمع فريدمان الى التفاصيل وثارت حماسته. وفي الغداة أدار مفاوضات في مكتب ولي العهد كي يسمحوا له بالكشف عما سمعه "بغير الاقتباس"، والقى قنبلة: السعودية تقود خطوة لم يشهد لها مثيل، تقوم على أساس معادلة ملزمة – اسرائيل تلتزم بالانسحاب و 57 دولة عربية واسلامية تضمن السلام والتطبيع الكامل.

في القدس قرأوا وذهلوا. فخطوات السلام التي تأتي من الطرف العربي، مثلما في حالة مصر، الاردن واتفاقات اوسلو، تعتبر عندنا مثابة المؤامرة الشريرة. وبعد نحو شهر، عندما اجتمع زعماء العالم العربي، تقررت لرئيس الوزراء شارون مقابلة تعقيب في قناة "الجزيرة". ووصل الفريق الى مكتبه، واطلع المستشارون شارون على ما جرى امام ووراء الكواليس في بيروت. وقد صدرت المبادرة، وصوت الحكام بالاجماع، ولكن وزير الخارجية السعودية أضاف تفاصيل مقلقة: هذه رزمة ليس لاسرائيل الحق في الجدال فيه. إما ان يوافقوا أو أن نعيد الخطة الى الجارور. والمعنى: حق العودة للاجئين (دون الاشارة اذا كانوا سيعودون فقط الى المناطق أم الى اسرائيل ايضا"، تقسيم القدس وانسحاب كامل من الضفة، من هضبة الجولان ومن مناطق موضع خلاف في لبنان.

شارون الغاضب الغى المقابلة. المبادرة السعودية التي نالت مصادقة اخرى في القمة العربية في الرياض في 2007 ركلت. كان صعبا ان ينتزع من السياسيين الاسرائيليين رد فعل – نعم أو لا – لخطوة يمكنها أن تخرج اسرائيل من العزلة المحلية والاقليمية، وتفتح اسواقا وتجلب مستثمرين اجانب وسياح مقابل ازالة المستوطنات. وصاغ واضعو "مبادرة جنيف" "تعديلات" و "ترميمات"، ووقع عشرات الجنرالات في الاحتياط على عرائض تأييد، فيما واصلت القدس الصمت. ومن الجهة الاخرى، انضم الاردن وتجندت مصر لاقناع اصحاب القرار والرأي العام عندنا في انه "يوجد ما يمكن الحديث فيه". وفي 2011 تشكلت حركة "اسرائيل تبادر" لدفع الخطوة السعودية الى الامام. ليس هكذا يصنع السلام، وبخوهم.

ومع اليد على القلب: كم من الناس كلفوا أنفسهم عندنا عناء قراءة الصيغة الكاملة (النص ليس طويلا، بل ويوجد موجز ايضا) لمبادرة السلام السعودية؟ في النص المعدل، كما هو هام التشديد، كتب صراحة بان كل خطوة ستتم "كما يتفق عليه بين الطرفين". بمعنى أن الاطراف المعنية، ولا سيما الفلسطينيون واسيادهم، الاردن، مصر والسعودية – سيجلسون حول الطاولة الى أن يتوصلوا الى صيغة متفق عليها. حتى اليوم لم نضعهم قيد الاختبار. فأصحاب القرار يواصلون الفرار. افراد فقط فكروا بالامكانية الكامنة. الملك في السعودية مات ولكن المبادرة حية. من يعرف ما يجري خلف الكواليس يعرف ان الشريك ينتظر رنين الهاتف. 

المصدر | يديعوت العبرية - مقال افتتاحي - ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

السعودية الرياض إسرائيل المبادرة السعودية

الملك الجديد وتصفية تركة سلفه

الحكومة النمساوية تعتزم الانسحاب من «مركز الملك عبدالله لحوار الأديان والحضارات»

تأبين إسرائيلي للعاهل السعودي الراحل

الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» في ذمة الله ... ومبايعة الأمير «سلمان» ملكا للسعودية

النمسا تتجه للانسحاب من مركز حوار الأديان الذي تموله السعودية

«ذخر» انتخابي لليمين الصهيوني