انهيار دعم الديمقراطيين في الكونغرس للعقوبات الجديدة ضد إيران

الاثنين 26 يناير 2015 07:01 ص

إضافة الى الهجوم الاعلامي والسياسي المتزايد ضد الخطاب المتوقع لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الكونغرس، يُضاف في هذا الوقت انهيار دعم الديمقراطيين للعقوبات الجديدة ضد ايران.

في الفترة القريبة ربما يؤدي ذلك الى تأجيل المسيرة كلها على الأقل حتى أبريل/نيسان القادم. تعرض بنيامين نتنياهو وجون باينر، رئيس مجلس النواب الامريكي، في الايام الاخيرة لانتقاد جماهيري وإعلامي غير مسبوق، ليس فقط من قبل الصحفيين والمحللين الليبراليين الذين يعتبرون متعاطفين مع الكونغرس، بل ايضا من مصادر محافظة مثل شبكة "فوكس"، الذين يعتبرون بشكل عام كخصوم للرئيس وكأصدقاء لنتنياهو.

المحلل كريس فالس قال أمس إن الاجراء الذي قام به نتنياهو "مجرم" المتمثل بتجاهل الرئيس اوباما و "مخجل"، كما وصف ذلك شبرد سميث، "ماذا يعتقدون؟ أننا أغبياء؟".

وهناك ايضا سناتورات واعضاء كونغرس لا ينتقدون بشكل عام اسرائيل، تمادوا هذه المرة واعترضوا على دعوة نتنياهو الى الكونغرس في مثل هذا الوقت. السناتورة ديان فاينستن من كاليفورنيا قالت أمس لـ "هآرتس" إن "دعوة نتنياهو بدون التشاور مع الادارة الامريكية هي خرق واضح للبروتوكول وتجاوز غير مقبول للسياسة الحزبية والسياسة الخارجية لنا".

وأضافت فاينستن إن "فرض عقوبات جديدة ضد ايران خلال المفاوضات – وهو الموضوع الذي سيحاول نتنياهو الحديث عنه – سيؤدي الى انهيار الاتصالات وتدمير الفرصة الدبلوماسية التاريخية. وفرض العقوبات الآن هو عمل غير مسؤول وخطير". إن فاينستن الليبرالية غير محسوبة على المبادرين لفرض العقوبات المقترح، لكن الكثير من اولئك الذين دعموا القانون في الماضي أو الذين قالوا إنهم فكروا في ذلك يتباطؤون الآن ويعلنون أنهم يدعمون تأجيل فرض العقوبات.

الصحفية لورا روزن من موقع الـ"مونيتور" كتبت تقريرا أمس مفاده أن السناتور روبرت ماندز الذي بادر الى العقوبات الجديدة مع السناتور الجمهوري مارك كريك اللذين سمي الاقتراح باسمهما "قانون كريك - ماندز"، يحاول الآن انقاذ ما يمكن انقاذه من الوفاق الحزبي.

ويعرض ماندز على الديمقراطيين تأجيل التصويت على القانون الجديد الى 26 مارس/آذار، وهو الموعد الذي يتوقع أن تصل فيه الولايات المتحدة وطهران إلى اتفاقات مبدئية حول المشروع النووي بينهم.

إن اجراء ماندز يتوقع أن يضع الجمهوريين أمام معضلة: هل يعملون على إقرار العقوبات في مجلس الشيوخ في الايام القريبة القادمة، كما وعد السناتور الجمهوري لندز غرهام بعد مقابلة أجراها في كانون الاول مع نتنياهو في القدس – بدون دعم الديمقراطيين – أو الانتظار حتى نهاية شهر آذار حتى ينضم الديمقراطيون الى الاقتراح.

في السيناريو الاول سيحظى الجمهوريون بإنجاز إعلامي لكنهم سيضمنون أنهم لم يتمكنوا من إحراز الأغلبية التي ستلغي الفيتو الأكيد الذي سيفرضه أوباما.

في السيناريو الثاني قد يحصلون على اغلبية أكثر جوهرية – لكن هذا الامر قد يحدث متأخرا جدا بعد احراز الاتفاق المبدئي بين واشنطن وطهران، "حينها ستكون الخيول قد هربت من الاسطبل"، كما قال أمس أحد المساعدين في تل الكابتول.

في هذا الاسبوع سيتبين الى أين تتجه الرياح عندما تجتمع اللجنة البنكية للسنات في يوم الخميس للتباحث في هذا القانون. إن فضيحة دعوة نتنياهو ستلقي بظلالها على هذه المداولات وتفرض عليها تركيز اعلامي لم يكن متوقعا من قبل. والمشرعون من الحزبين يتأثرون بالتأكيد من هذه الموجة غير المسبوقة من الانتقاد الموجه الى باينر، الذي دعا، والى نتنياهو، الذي استجاب.

وسيأتي بعد ذلك الاحتجاج ضد الخطاب، ليس فقط من مؤدي الادارة الامريكية بل ربما من المعارضين أيضا. المحلل من "نيويورك تايمز"، ديفيد بروكس، الذي تعرض في بداية هذا الشهر للانتقاد الحاد بسبب مقال نشره تحت عنوان "عصر بيبي"، قال أمس في مداولات في شبكة البث الجماهيرية إن الحديث يدور عن "اجراء غير حكيم سيضر باسرائيل". وقال زميله الليبرالي مارك شلدز في نفس الحدث إن الاجراء "غير مسؤول وملوث".

في المقابل هاجم المحلل المحافظ (الصهيوني) المعروف، شارلز كراوتهامر، هاجم إدارة أوباما وقال إن "الرئيس يتعامل مع اسرائيل كطفل صغير – أو كعدو".

 

المصدر | حيمي شليف، هآرتس العبرية - ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الولايات المتحدة أوباما نتنياهو الكونغرس إيران

مساعدون سابقون لـ«أوباما» يقولون إن الإدارة تحتاج اتفاقا أكثر صرامة مع إيران