بريطانيا تخالف العقوبات الدولية على موسكو وتستورد الغاز الروسي

الخميس 28 ديسمبر 2017 11:12 ص

في مخالفة واضحة للعقوبات الدولية والأوروبية المفروضة على موسكو، قررت بريطانيا استيراد الغاز الروسي لتزويد المساكن البريطانية بغاز التدفئة على مدى العام الجديد.

وبحسب صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، سيتم هذا الاستيراد من خلال مشروع غاز روسي مستهدف من قبل العقوبات الأمريكية، في الوقت الذي يؤدي فيه إغلاق أحد خطوط الأنابيب الرئيسية في بحر الشمال، إلى التقليل من الناتج المحلي البريطاني، ويتسبب في تدافع شركات المنافع والتجار بحثا عن الإمدادات.

وشقت أول ناقلة للغاز الطبيعي المسال من مشروع الغاز الطبيعي المسال «يامال» في القطب الشمالي في روسيا، الذي افتتحه الرئيس «فلاديمير بوتين» الأسبوع الماضي، طريقها نحو محطة الاستيراد في جزيرة جرين في كنت، في الوقت الذي تسجل فيه أسعار الغاز في المملكة المتحدة ارتفاعا كبيرا، ومن المقرر أن تصل الناقلة اليوم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشحنة ذات التبريد الفائق المتجهة إلى المملكة المتحدة، التي كان من المتوقع أصلا أن تذهب إلى آسيا، سيتم التهليل لها في الكرملين، حيث يصوَّر مشروع «يامال» للغاز الطبيعي المسال، على أنه دليل يمكنه تحمل العقوبات الغربية.

وتتخذ حكومة المملكة المتحدة مسارا متشددا فيما يتعلق بالعقوبات الروسية منذ أن تدخلت موسكو في البداية في أوكرانيا قبل أربعة أعوام، وصعدت «تيريزا ماي»، رئيسة الوزراء، من الانتقادات في الآونة الأخيرة، متهمة موسكو بالتدخل في الانتخابات ومحاولة استخدام المعلومات كسلاح لتقويض الغرب.

ووفق صحيفة «الاقتصادية» السعودية، فإن جلب تلك الشاحنة سيسلط الضوء على تساؤلات تتعلق باستراتيجية الطاقة في المملكة المتحدة وأمن الإمدادات، حيث إنها تأتي عقب إغلاق خط أنابيب كان يعمل لثلاثة عقود هذا الأسبوع، والذي عمل على خفض الإنتاج بنسبة 12% من الغاز من حصة المملكة المتحدة في بحر الشمال، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار لمستوى قياسي لم تصل إليه منذ 4 سنوات، وإثارة المخاوف من حدوث نقص محتمل.

وفي حين أنه ليس من غير المعتاد أن تستورد المملكة المتحدة كميات صغيرة من الغاز الروسي عبر خط الأنابيب المار في بلدان أوروبية أخرى، إلا أن الوصول المقرر اليوم، لشاحنة الغاز الطبيعي المسال «كريستوف دي مارجيري» سيكون أول تسليم يصل عبر البحر، تحت إشراف «بوتين» بنفسه شخصيا، على تحميل الناقلة في الأسبوع الماضي.

وقال مصدر مقرب من وزارة الطاقة الروسية إن تسليم الناقلة جعل القرار الذي اتخذته المملكة المتحدة لدعم العقوبات المفروضة على موسكو «يبدو كأنه شخص ما يعض اليد التي تساعده».

من جانبه، قال «فرانك هاريس» من شركة «وود ماكينزي»، وهي هيئة استشارات للطاقة مقرها أدنبره، إن الشحنة أثبتت أن المملكة المتحدة تعتمد الآن على نموذج الاستيراد المستند إلى السوق بالنسبة لإمداداتها من الغاز.

وأضاف «هاريس»: «هناك مرونة كبيرة في ذلك النموذج، لكن في النهاية أنت تتنافس مع بلدان أخرى على سعر تلك الإمدادات».

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

الغاز الروسي بريطانيا عقوبات العلاقات الروسية البريطانية