الأديب السوداني «عيسى الحلو»: فشل الربيع العربي أحبط المثقفين

الخميس 4 يناير 2018 07:01 ص

حذّر الأديب والناقد السوداني، «عيسى الحلو»، من أن المثقف العربي يعيش «حالة من الإحباط جعلته يشعر بأن كل الآفاق مسدودة أمامه؛ بسبب فشل ثورات الربيع العربي».

وقال «الحلو»، في مقابلة مع «الأناضول»، إن فشل القادة السياسيين، وعدم وجود مفكرين، فاقم من حالة الإحباط في الوطن العربي.

ويتكئ الأديب السوداني على إنتاج أدبي، يبلغ 5 مجموعات قصصية، و6 روايات، وعددا من الدراسات النقدية الأدبية، إلى جانب رصيد من العمل في الصحافة الثقافية يتجاوز 60 عاما.

واتهم «الحلو» الأنظمة العربية بـ«احتكار الأفكار والمعرفة»، قائلًا: «نحن لا نعمل على الفكر؛ لأن أنظمة الدول العربية لا تعطي ذلك الحق للمواطن».

وأضاف: «الأنظمة تمنع ذلك؛ لأنه يخلق حالة وعي عامة لدى الشعب، تقود في النهاية إلى ثورة تطالب بكل الحقوق التي تم تغييبها عنه أو حرمانه منها».

وأشار إلى أن الأنظمة عمدت إلى خلق «منتجين للأفكار والفنون الخالية من المضامين والقضايا العامة، وهو ما يفسر لنا حالة التردي في الإنتاج المعرفي والثقافي، التي نشهدها الآن في كل بلداننا العربية».

ورأى أن الساحة العربية الآن «خالية من مفكر قادر على خلق حراك، مثل الحالة التي أحدثتها كتابات المفكر الأمريكي من أصل فلسطيني إدوارد سعيد».

وأسقط ذلك على كُتّاب الأدب بصفة عامة والرواية بصفة خاصة، وضرب مثلًا بكتابات الروائي المصري الراحل «نجيب محفوظ»، والسوداني «الطيب صالح»، التي لم تشهد الساحة الأدبية عقب رحيلهما كتابًا بذات مكانة وحجم مؤلفاتهما.

وتابع: «نعم توجد استثناءات لكنها لم تستطع الصمود، ويتضح لك ذلك جليًا أمثال الكاتب السوداني (حمور زيادة)، والكاتب المصري (علاء الأسواني)؛ فالأول قدم عملًا جيدًا في رواية (شوق الدرويش) الصادرة عام 2014، والثاني قدم رواية (عمارة يعقوبيان) في 2007، لكن أين إبداعهما الآن؟».

وزاد: «الفراغ المحيط وغياب مثقفيه وكتابه، دفع القارئ والمتلقي العربي إلى الأدب العابر للقارات والمنقول لهم عبر المترجمين».

صناعة الثقافة

واعتبر «الحلو» أن غالبية الأنظمة في الوطن العربي لا تصنع ثقافة على الإطلاق.

ولعبور هذه العقبة، دعا إلى أن يلعب رأس المال ومؤسساته دورًا في تطوير الثقافة، مثل الدور الذي لعبته هوليود أمريكا، والصناعة السينمائية في تركيا.

وقال: «بذلك سنخلق حراكًا ثقافيًا كبيرًا؛ فإنتاج مائة فيلم سينمائي توفر فرصًا لمائة مصمم رقصة، ومثلهم من مؤلفي القصص، وكتاب السيناريو وشعراء الأغاني».

لكن الأديب السوداني رسم «صورة متفائلة بمستقبل ثقافي جيد»، لافتا إلى أن بعض الدول العربية بدأت تهتم بمعارض الكتاب، وبعضها تقدم جوائز محفزة على الإبداع، مثل «جائزة كتارا» التي تقدمها الحكومة القطرية، وجائزة «الطيب صالح» في السودان، و«البوكر العربية» التي تنظمها الامارات.

وأضاف: «هذا لم يكن موجودًا قبل نحو عشرين عامًا، إضافة إلى أن نسبة الأمية آخذة في الانحسار».

  كلمات مفتاحية

السودان عيسى الحلو الربيع العربي الثقافة العربية

وزير الثقافة والإعلام يتعهد بدعم صناع الأفلام السعودية