«إبراهيموفيتش»: السويد عاملتني بعنصرية بسبب اسمي

الأربعاء 10 يناير 2018 09:01 ص

شن السويدي «زلاتان إبراهيموفتش» نجم نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، هجوما عنيفا على وسائل الإعلام الرياضية السويدية، بعدما اتهمهم بالعنصرية خلال فترة بداياته مع كرة القدم ضمن نادي مالمو السويدي.

وفي لقاء حصري مع إحدى القنوات الرياضية الفرنسية، أكد «زلاتان» أن وسائل الإعلام الرياضية السويدية لم يدافعوا عنه، قائلا: «هؤلاء لم يدافعوا عني أبدا، لأنني لا أدعى أندرسون أو سفينسون ولا أي اسم من الأسماء السويدية المعروفة ولو كنت كذلك لدافعوا عني حتى إن سطوت على بنك».

وقال: «في مالمو لم يجر قبولي كالآخرين، لماذا؟ لأنني أملك اسم إبراهيموفيتش، وليس اسما سويديا نموذجيا، كأندرسون، فأنا أجنبي، لقد تعرضت مرة لحادثة أثناء التدريب فرددت على زميلي بسبب غضبي، فقام أبوه ضابط الشرطة بكتابة رسالة إلى النادي يطلب فيها طردي منه».

وأضاف: «بعد ذلك سلم الرسالة لكل زملائي في النادي، وطلب منهم التوقيع عليها لطردي إذا كانوا متفقين على ضرورة إخراجي، كنت لاعبا يافعا، هل لك أن تتخيل كيف شعرت حينذاك، حال اكتشافي الأمر؟ شعرت بأنني مقصى، إذ لم يقبلوني تماما لأنني كنت مختلفا، ولم أكن ذلك الشاب الأشقر».

وأوضح النجم السويدي العملاق أن ضواحي مدينة مالمو التي ولد فيها، ذات الأغلبية المهاجرة، قرب روسغوورد، لا تنال الكثير من تسليط الأضواء السويدية عليها بسبب انتشار المشاكل بين شبيبتها من أصول مهاجرة.

وتابع: «وسائل الإعلام عاملتني بشكل سيئ خلال حياتي المهنية، ما الذي فعلته وسائل الإعلام السويدية؟ هل دافعت عني أم هاجمتني؟ هي تهاجمني حتى ساعته، هم لا يستطيعون أن يقبلوا أنني إبراهيموفيتش، فلو ارتكب لاعب سويدي آخر خطأ، مثلما فعلت، لكانوا دافعوا عنه، أما في ما يخصني فهم لم يدافعوا عني، لكن هذا لا مشكلة فيه بالنسبة إلي فقد جعلني أقوى».

وأكمل «زلاتان»: «الأمر يدور حول العنصرية، لا أقول إنها عنصرية مباشرة، بل عنصرية مضمنة أو خفية، وهذا موجود وأنا متأكد منه بنسبة 100%، وذلك لأنني لا أدعى أندرسون أو سفينسون».

وأشار المهاجم صاحب الـ36 عاما بأن الصحافة الرياضية في بلده دافعت فيها عنه لأنه أصبح اللاعب الأفضل في تاريخ كرة القدم هناك، فلم يصل أحد إلى المستوى ذاته.

وولد «زلاتان» في أكتوبر/تشرين الأول 1981، في السويد لأب بوسني مسلم اسمه «شفيق» هاجر إلى هناك في عام 1977، وأم كرواتية كاثوليكية تدعى «يوركا غرافيتش»، مهاجرة هي الأخرى؛ حيث تقابلا لأول مرة في حي روزينبرغ بمدينة مالمو السويدية.

وفي سن السادسة من عمره لاحظ والده عشقه لكرة القدم فقدم له هدية عبارة عن زوج من الأحذية الرياضية، وبدأ «زلاتان» بالتنقل بين أندية الناشئين مثل نادي «روزينغراد» و«إف بي كي بلقان».

وفي سن الخامسة عشر كاد يعلن اعتزاله بسبب عمله في الميناء لحاجته إلى المال هو وأسرته، إلا أن مدربه في ذلك الوقت منعه من ذلك وساعده على مواصلة مسيرته الرياضة.

ودافع «زلاتان» حتى الآن عن ألوان 8 أندية بـ6 دوريات مختلفة هي «مالمو» السويدي، و«آياكس» الهولندي، و«يوفنتوس» و«آيه سي ميلان» و«إنتر ميلان» من إيطاليا، و«برشلونة» الإسباني، و«باريس سان جيرمان» الفرنسي، ومؤخرا «مانشستر يونايتد» الإنجليزي.

وخاض خلال مسيرته 677 مباراة أحرز خلالهم 402 هدف وصنع 159، وتلقى البطاقة الصفراء 99 مرة، والبطاقة الحمراء 12 مرة.

وتوج «زلاتان» مع الأندية التي لعب لها بكافة البطولات الممكنة باستثناء «دوري أبطال أوروبا»؛ حيث حصد 35 بطولة بين محلية وقارية وعالمية.

وعلى المستوى الفردي، حصل على هداف «الدوري الفرنسي» 3 مرات، وهداف «الدوري الإيطالي» مرتين، وأفضل لاعب بـ«الدوري الإيطالي» مرة واحدة، وحصد جائزة لاعب العام في إيطاليا مرتين متتاليتين، وجائزة لاعب العالم في السويد 8 مرات من بينها 5 مرات متتالية.

عرف عن «زلاتان» تصريحاته المثيرة للجدل، والتي كان أبرزها وهو في سن صغير أثناء اللعب في «آياكس» حيث قال: «زلاتان لا يخضع لاختبارات» وذلك عندما طالبه «آرسين فينغر» مدرب «أرسنال» بالخضوع للاختبار قبل التعاقد معه.

وعندما سأله صحفي عن أفضل مهاجم في «الدوري الإنجليزي الممتاز»، كان رده أنهما الثنائي الأرجنتيني «سيرجيو أجويرو»، والبلجيكي «روميلو لوكاكو»، وعندما سأله الصحفي لماذا لم تضع اسمك بينهم، رد بقوله: «الأسود لا تقارن نفسها بالبشر».

وكانت أبرز خلافات «زلاتان» مع الإسباني «بيب جوارديولا»، الذي غادر بسببه نادي «برشلونة» بعد 29 مباراة فقط رغم تسجيله 16 هدفا.

وأعلن «زلاتان» اعتزله اللعب دوليا بعد خروج «منتخب السويد» من تصفيات «كأس أمم أوروبا» الأخيرة، وذلك بعد 116 مباراة أحرز خلالهم 62 هدفا.

تجدر الإشارة إلى أن «زلاتان» جدد تعاقده مع «مانشستر يونايتد» الإنجليزي حتى نهاية يونيو/حزيران 2018 رغم إصابته بقطع مزدوج في الرباط الصليبي، ومن المنتظر عودته إلى الملاعب خلال يناير/كانون الثاني المقبل

  كلمات مفتاحية

إبراهيموفيتش السويد العنصرية مانشستر يونايتد

نار العنصرية تلاحق بالوتيلي الجديد