مصر أمام اختبار أمني صعب بعد استئناف الرحلات الروسية

الجمعة 12 يناير 2018 09:01 ص

تقف السلطات المصرية، خلال الأسابيع المقبلة، أمام تحد أمني صعب، واختبار جدي بشأن إجراءات السلامة في مطاراتها ومرافقها السياحية ومواقعها الأثرية، للحفاظ على استمرار تدفق أكبر سوق سياحية وافدة إلى البلاد.

وتضع مصر آمالا عريضة على عودة السياحة الروسية للبلاد إلى سابق عهدها، بعد توقف دام أكثر من عامين.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أوقفت روسيا رحلاتها الجوية مع مصر، إثر تحطم طائرة ركاب روسية فوق سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015، بعد 20 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أسفر عن مقتل 217 شخصًا كانوا على متنها، باﻹضافة لأفراد طاقمها السبعة، وتبنى وقتها تنظيم «الدولة الإسلامية» المسؤولية عن الحادث.

لكن الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، وقع في 4 يناير/كانون ثاني الجاري، مرسوما لاستئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين موسكو والقاهرة.

وأعلنت مصر عن تخصيص أموال لتعزيز الأمن في المطارات والمرافق السياحية، في محاولة لطمأنة السياحة العالمية الوافدة إلى البلاد.

إجراءات مشددة

وقال نائب الاتحاد المصري للغرف السياحية سابقا (مستقل) ومنظم رحلات سياحية، «عادل عبد الرازق»، إن الجانب الأمني مستقر في الوقت الحالي، خصوصا في شرم الشيخ (شمال شرق)؛ رغم الأحداث الإرهابية التي تشهدها مصر من وقت لآخر.

وأضاف: «هناك إجراءات أمنية مشددة بجنوب سيناء، والحكومة ألزمت كافة فنادق شرم الشيخ بتركيب أعداد كبيرة من كاميرات المراقبة».

وأنفقت مصر نحو 60 مليون دولار في المرحلة الأولى لتدعيم منظومة تأمين المطارات بأحدث الأجهزة، بحسب تصريحات سابقة لوزير الطيران المصري، «شريف فتحي».

وتواجه مصر تحديات كبيرة في استعادة السياحة الروسية حال استئنافها رسميا بعودة الطيران الشارتر.

ووفق «عبد الرازق»، فإن مصر ليست مؤهلة بالدرجة الكافية لاستعادة السياحة الروسية لأسباب غير أمنية، هي أسباب مرتبطة بالفنادق التي أصبحت غير مؤهلة وتحتاج لأعمال صيانة وعمالة مدربة.

وهجرت غالبية العمالة المصرية المدربة الفنادق المصرية إلى دول الخليج منذ تراجع الحركة السياحية في أعقاب حادث سقوط الطائرة الروسية.

وتمثل العمالة في قطاع السياحة نحو 12% من إجمالي القوة البشرية لسوق العمل في مصر، وفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية.

وقال مدير التعاقدات بشركة بيجاس الروسية «سامح سالم»،: «مع استئناف الرحلات السياحية (الشارتر) من روسيا في صيف 2018، لن تكون الأعداد كبيرة كما كان في السابق».

وتابع: يمكننا جلب 2000 سائح روسي في الأسبوع، ونتوقع ارتفاع الأعداد تدريجيا إلى أن تعود لمعدلاتها في السابق خلال الموسم السياحي الشتوي المقبل».

ووفق «سالم»، انخفضت الأسعار السياحية في مصر بنسبة 50% في أعقاب حظر روسيا السفر إلى مصر، وبلغ سعر الغرفة نحو 12 دولارا في فنادق شرم الشيخ.

وتتوقع وزارة السياحة المصرية جذب ما يصل إلى مليوني سائح روسي خلال 2018 مع عودة الرحلات الجوية الروسية المنتظمة إلى القاهرة مطلع فبراير/ شباط المقبل.

حملة ترويجية

وقال نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية (حكومية)، «أحمد حمدي»، إن الهيئة جهزت «حملة ترويجية في السوق الروسية؛ لكن لم نحدد موعد إطلاقها بعد، وهذه الحملة هي جزء من حملة الترويج التي تنفذها مصر لمقاصدها السياحية في الخارج».

وتمثل السياحة الروسية نحو 30 %، بينما تمثل السياحة البريطانية 10 بالمائة من إجمالي الحركة السياحية الوافدة لمصر.

وأرسلت روسيا على مدار الفترة الماضية عددًا من الوفود الأمنية لتقييم إجراءات تأمين المطارات المصرية، خاصة مطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة.

وصاغت الوفود عددًا من التقارير التي أشارت إلى ضعف إجراءات التأمين، كما أوصت بتطبيق عدد من الإجراءات، الأمر الذي أرادت موسكو إلزام القاهرة به من خلال اتفاقية أمنية، غير أن تفاصيل تلك الاتفاقية لا تزال غير معلنة.

ومن المقرر أن تقلع ثلاث رحلات طيران أسبوعيا بين القاهرة وموسكو، اعتبارا من فبراير/شباط المقبل.

وتقوم شركة «مصر للطيران»، حاليا، بإنهاء الترتيبات الخاصة باستئناف الرحلات الجوية إلى روسيا كافة، وإعادة افتتاح مكتب الشركة في موسكو، والبدء في عمليات التشغيل الفعلي.

وتكبدت مصر مليارات الدولارات جراء توقف السياحة الروسية وإغلاق 115 فندقاً بمدينتي الغردقة (شرق) وشرم الشيخ (شمال شرق).

والسياح الروس هم أول من تخطوا حاجز الـ2 مليون سائح مقارنة بالجنسيات الأخرى في مصر؛ حيث بلغ عددهم عام 2009 نحو 2.5 مليون سائح، بينما ارتفع الرقم عام 2010 إلى نحو 3 ملايين سائح.

  كلمات مفتاحية

مصر روسيا السياحة الروسية مصر للطيران العلاقات المصرية الروسية المطارات المصرية

استئناف الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو بعد انقطاع عامين ونصف

شركة روسية تخطط لاستئناف الرحلات السياحية إلى مصر

3 أسباب تجمد عودة السياح الروس إلى مصر