تركيا تقصف مواقع لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» في عفرين السورية

السبت 13 يناير 2018 02:01 ص

قصفت قوات الجيش التركي المتمركزة على الحدود السورية مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم «حزب الاتحاد الديمقراطي» (ب ي د) في مدينة عفرين شمال غرب سوريا، اليوم السبت، حسب وسائل إعلام تركية.

وذكرت وسائل الإعلام، أن نحو 10 قذائف مدفعية تم إطلاقها على الأراضي السورية، وذلك ردا على قصف أراض تركية على الحدود مع سوريا من المنطقة المذكورة.

وأكدت أنه تم سماع الانفجارات من بلدة ريحانلي التركية ومنطقة معبر سيلفيغوزو الحدودي (المعبر الرسمي الوحيد بين إدلب وجسر الشغور، الذي يسمح بدخول المرضى والجرحى فقط إلى تركيا).

وتخشى أنقرة أن يكون المقاتلون الأكراد يسعون لإقامة منطقة كردية في شمال سوريا، وهو ما تعارضه تركيا بشدة.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الوطني التركي يوم 17 يناير/ كانون الثاني الجاري، في اجتماع يصفه الخبراء والمحللون العسكريون بأن له أهمية كبيرة، وسط أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية تركية بنهاية الأسبوع إلى مدينة إدلب، والانتقال إلى مرحلة تأسيس رابع نقطة مراقبة بالمدينة.

ومع وصول التعزيزات التركية الأخيرة، تكون القوات المسلحة قد فرضت حصارا على مدينة تل عفرين التي تتمركز فيها قوات كردية مدعومة من واشنطن، تصفها أنقرة بالإرهابية.

«أردوغان» يتوعد

من جانبه، قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، بعد بدء الضربات التركية في «عفرين»، إن أنقرة ستقوم بمكافحة إرهابيي تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي «ب ي د» المتمركزين في مدينة عفرين بريف حلب السورية، في حال لم يستسلموا.

وأوضح «أردوغان» في كلمة ألقاها خلال مشاركته في المؤتمر الاعتيادي السادس لحزب «العدالة والتنمية» بولاية «ألازيغ» جنوب شرق البلاد، أن دخول القوات التركية إلى مدينة «إدلب» وفق اتفاقية مناطق خفض التوتر، سيفشل محاولات الإرهابيين، كما تم إفشال مخططاتهم من قبل عبر عملية درع الفرات.

وأضاف «أردوغان» أن تاريخ تركيا معروف في مكافحة المنظمات الإرهابية، وأن أنقرة لديها تجربة طويلة وخبرة عميقة ونضال كبير يمتد لمئتي عام في درب الاستقلال.

وانتقد دعم الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيم «ب ي د» قائلا: «الولايات المتحدة أرسلت 4 آلاف و900 شاحنة محملة بالأسلحة إلى سوريا بهدف دعم المنظمات الإرهابية، وعلى الرغم من وجود شراكة استراتيجية بين أنقرة وواشنطن، إلا أن الأخيرة تدعم الإرهابيين، وعلى الولايات المتحدة مراجعة سياساتها في هذا الشأن».

وأردف قائلا: «الولايات المتحدة الأمريكية تكذب علينا لكن لا يمكن لأحد أن يخدعنا، وسنتخذ الخطوات اللازمة من أجل القضاء على الإرهابيين في سوريا».

وجدد «أردوغان» رغبة بلاده في التنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص حل أزمات المنطقة، شرط أن تتخلى الأخيرة عن دعم التنظيمات الإرهابية.

وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم»، اليوم السبت، إنه «ينبغي أن يعلم الجميع بأن الهجمات والاعتداءات الموجهة ضد تركيا ومواطنيها عبر حدودها الجنوبية لن تبقى دون رد».

وأضاف «يلدريم» خلال كلمة في مؤتمر حزب «العدالة والتنمية» بولاية نيدة، أنه «سيتم الرد بالمثل على الذين يحاولون إلحاق الضرر ببلادنا من الداخل والخارج عبر الإرهاب».

«جيش الشمال»

وكانت وكالة «الأناضول» التركية قد كشفت في وقت سابق، عن معلومات من مصادر محلية، أفادت بأن مسلحين من منظمة «وحدات حماية الشعب الكردية» (ي ب ك) في شمال سوريا استعدوا لإنشاء جيش نظامي يدعى «جيش الشمال» بمساعدة الولايات المتحدة.

وقالت المصادر، إن «الجيش الأمريكى أنهى تدريب 400 من عناصر (ي ب ك) عقب إعلان من قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال «جوزيف فوتيل» يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2017 حول تشكيل أفراد حرس الحدود.

وكان وفد من وزارة الخارجية الأمريكية أجرى، مساء الجمعة، زيارة إلى مناطق تواجد التنظيمات الكردية شمال سوريا، والتقى عددا من زعماء التنظيمات وقيادات في قوات سوريا الديمقراطية، بحسب الأناضول.

ونقلت الوكالة أن الوفد الأمريكي ترأسه الدبلوماسي «ماكس مارتن»، والتقى قيادي تنظيم «بي كا كا» آلدر خليل، وكلا من فوزي يوسف وبدران جيا كرد.

وفي وقت سابق كان قد حذر الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، الأطراف التي «تريد إنشاء دولة في شمال سوريا»، متعهدا بأن هذه الجهات ستخيب آمالها وسترى من تركيا «ما يلزم» لإحباط تلك المخططات.

وأشار إلى أن المناطق التي يراد إنشاء «حزام إرهابي» فيها بالشمال السوري كلها تقع ضمن حدود «الميثاق الوطني» لتركيا، الذي تبناه برلمان البلاد عام 1920 ويعطيها، حسب رأي السلطات المحلية، حق المشاركة في تقرير مصير مناطق خارج حدودها الجغرافية كالموصل وحلب وكركوك وبعض أراضي اليونان وبلغاريا.

وكانت تركيا في عام 2016، قد أطلقت عملية «درع الفرات» على حدودها مع سوريا، للقضاء على ما سمته «ممر الإرهاب»، الذي يشكله التهديد المزدوج من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» والمقاتلين الأكراد السوريين.

ونفذت قوات الجيش التركي خلال الفترة من أغسطس/آب 2016، حتى مارس/آذار 2017، عملية «درع الفرات» دعما لـ«الجيش السوري الحر».

ونجحت العملية في طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من مناطق واسعة شمالي سوريا، بلغت مساحتها ألفين و55 كيلومترا مربعا.

  كلمات مفتاحية

تركيا سوريا عفرين أردوغان الجيش التركي بي كاكا قصف عفرين الأكراد

تركيا تتحدى أمريكا وتتوغل في شمال سوريا

مصدر بـ«سوريا الديمقراطية»: «التحالف الدولي» سيعترف بفيدرالية للأكراد