«لافروف»: الولايات المتحدة لا تريد الاعتراف بعالم متعدد الأقطاب

الثلاثاء 16 يناير 2018 10:01 ص

اتهم وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، أمس الإثنين، الولايات المتحدة برفض الاعتراف بحقيقة وجود عالم متعدد الأقطاب، منددا بالمواقف الأمريكية إزاء الملفات الدولية الكبرى مثل إيران وسوريا وكوريا الشمالية.

وقال وزير الخارجية الروسي، خلال مؤتمره الصحفي السنوي حول حصيلة عام 2017: «للأسف، لا يزال الأمريكيون وحلفاؤهم يريدون فرض رؤيتهم معتمدين حصرا على إملاء قراراتهم وإصدار الإنذار الأخير، لا يريدون سماع وجهات نظر قوى أخرى على الساحة السياسية الدولية»، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط».

وتابع: «لا يريدون حتى الاعتراف بحقيقة وجود عالم متعدد الأقطاب.. يستخدمون الكثير من الوسائل، بدءا بنشر منظومة للدفاع الصاروخي إلى فرض عقوبات أحادية الجانب، مرورا بتطبيق قوانينهم الخاصة خارج نطاق أراضيهم، وصولا إلى التهديد بحل أي مشكلة دولية بحسب السيناريو الخاص بهم فقط».

ورأى «لافروف» أن 2017 كانت سنة «معقدة»، مشيرا إلى «الكثير من بؤر التوتر في مختلف مناطق العالم».

وأكد أن «تهديدات واشنطن فاقمت الوضع بشكل جدي»، لافتا إلى الأزمة في شبه الجزيرة الكورية.

وانتقد الوزير الروسي أيضا مشروع الدرع الصاروخي الأمريكي في آسيا الذي سيمتد إلى اليابان، واتهم واشنطن بمواصلة العمل من أجل تغيير النظام في سوريا.

وتحدث «لافروف» عن إيران، معبرا عن قلقه حيال إنذار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الأخير لتشديد الاتفاق النووي، ومؤكدا تأييده الحفاظ على الاتفاق، ورأى الوزير الروسي أن البحث عن تسوية جديدة أمر «خطير».

وقال إن «تصريحات ترامب الأخيرة لا تثير التفاؤل ولا تعزز الاستقرار»، معلنا أن روسيا ستواصل العمل «حتى نتأكد أن الولايات المتحدة تقبلت الحقيقة، والحقيقة هي أن إيران تحترم التزاماتها»، وفق الاتفاق الموقع عام 2015 عقب مفاوضات طويلة وصعبة للغاية.

تحذير أوروبا

وبعد أن أعلن تمديد تعليق العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران «للمرة الأخيرة»، أمهل «ترامب»، الجمعة الماضي، الأوروبيين ليساعدوه في تشديد بنود هذا الاتفاق، إذا أرادوا تجنب انسحاب واشنطن منه.

وحذر «لافروف» الأوروبيين الذين «يسعون إلى تسوية» بعد إنذار الولايات المتحدة، مضيفا أن «هذا الأمر قد يأخذهم إلى مسار سيئ، نحو اتجاه خطر جدا».

وذهب وزير الخارجية الروسي إلى حد التحذير من أن انسحابا من الاتفاق النووي مع إيران سيكون له تأثير سلبي على أزمة كوريا الشمالية، وقال: «إذا كان يطلب من زعيم كوريا الشمالية (كيم جونغ أون) وقف البرنامج النووي العسكري، وفي المقابل وعد برفع العقوبات، هذا هو بالتحديد جوهر الاتفاقات بين الأسرة الدولية وإيران».

وتابع: «إذا ألغيت هذه الترتيبات، وأبلغت إيران بأن عليها البقاء في إطار التزاماتها وسنعيد فرض العقوبات.. ضعوا أنفسكم في مكان كوريا الشمالية».

وتأتي تصريحات «لافروف» قبل أيام من الذكرى السنوية الأولى لوصول «ترامب» إلى الحكم، وهو الرئيس الذي كان يعتبر لدى انتخابه قريبا من موسكو ويتم التحقيق مع عدد من أعضاء حملته الانتخابية بتهمة «التواطؤ» مع روسيا، لكن العلاقات مع إدارة «ترامب» أصبحت أكثر تعقيدا من إدارة «أوباما»، بحسب «لافروف».

وأوضح في هذا السياق أن «تحركات الإدارة الحالية تسير للأسف على خطى إدارة أوباما، رغم نهج الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية، ففي بعض المجالات، تمارس إدارة ترامب ضغوطا أكثر».

وردا على سؤال لقناة «سي إن إن» الأمريكية عما إذا كانت موسكو نادمة لانتخاب «ترامب»، قال «لافروف»: «الندم على أمر ما ليس ما يفعله الدبلوماسيون»، وتابع: «نتعامل مع الحقائق، والحقائق التي نراها اليوم. لذا، نقوم بما هو ضروري للحفاظ على مصالح روسيا في الظروف الحالية».

واتهم «لافروف» الولايات المتحدة بأنها «خائفة» من منافسة على قدم المساواة في مجالات متعددة، خصوصا الطاقة وإمداد أوروبا بالغاز.

من جهة أخرى، من المنتظر أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» مع نظرائه من 4 دول غربية وإقليمية لإقرار تصور يتضمن مبادئ الحل السوري، على أن يقوم «تيلرسون» بالتفاوض على أساسه مع نظيره الروسي «لافروف» لإحداث اختراق في المفاوضات التي قرر المبعوث الدولي «ستيفان دي ميستورا» عقد جولتها التاسعة بفيينا في 26 من الشهر الجاري بعد تعثر عقدها في جنيف أو مونترو.

وتتضمن استراتيجية «ترامب» دعم «قوات سوريا الديمقراطية» شرق نهر الفرات، الأمر الذي انتقده «لافروف» أمس، إضافة إلى تلويح أنقرة بـ«وأد» المشروع الأمريكي.

  كلمات مفتاحية

إدارة ترامب لافروف العلاقات الأمريكية الروسية علم متعدد الأقطاب

«بوتين» يهدد واشنطن: موسكو سترد على «الوقاحة»