هرباً من ملل الكرة المصرية.. الشباب يقتحمون روابط أولتراس أوروبا

الثلاثاء 16 يناير 2018 07:01 ص

تشهد كرة القدم المصرية تراجعاً ملحوظاً على مستوى المنافسة بين الأندية؛ ففي الغالب يوجد بطل واحد وهو الأهلي ينافسه بين الحين والأخر غريمه التقليدي الزمالك؛ الأمر الذي جعل البطولات المحلية المصرية تتسم بالملل.

هذا الملل دفع محبي الساحرة المستديرة، وخاصة فئة الشباب، إلى متابعة الدوريات الأوروبية المختلفة بشغف أكبر من ذي قبل، خاصة مع انتشار كبير للمقاهي الشبابية في مختلف الأحياء.

وذهب البعض من هؤلاء الشباب إلى أبعد من مجرد متابعة لنديتهم الأوروبية المفضلة، بأن بدأوا في مخاطبة إدارات بعض تلك الأندية لتأسيس روابط رسمية خاصة لتشجيع فرقها، كبايرن ميونيخ وتشيلسي ويوفنتوس وغيرهم.

البداية كانت مع أربعة شباب هم «محمد السقا»، «محمد بصل»، «على عادل» و«حسام الدين»، وقد اجتمعوا على حب فريق بايرن ميونيخ الألماني منذ 2000، واعتادوا سويا مشاهدة كافة مبارياته في مختلف البطولات.

وقبل المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2010 بين بايرن ميونيخ وإنتر ميلان، قرر الشباب الأربعة البحث عن المزيد من محبي الفريق البافاري داخل القاهرة وخارجها من أجل التجمع ومشاهدة المباراة سويا لزيادة المتعة والحماسة؛ وذلك عن طريق الإعلان عبر منتدى الكرة الألمانية على شبكة الإنترنت.

وفى يوم المباراة وبإحدى مقاهي القاهرة وصل عدد الحضور إلى 20 مشجعا بافاريا، وتكررت التجمعات حتى جاء نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2012 بين البايرن وتشيلسى ووصل عدد الحضور لما يقارب 40 مشجعا؛ الأمر الذي شجع الشباب الأربع على التفكير جديا في تأسيس رابطة رسمية تجمعهم تحت مسمى «U.B.E» أو «أولتراس بايرن مصر».

ويقول «على عادل»، نائب الرابطة، لـ«الخليج الجديد»، أن خطوات التأسيس بدأت عبر موقع «فيسبوك» بإنشاء جروب خاص بالأعضاء الرسميين، وعددهم قد تجاوز المائة، وصفحة عامة للمعجبين بالفكرة، وقد تجاوز عدد المشتركين بها الألف معجب.

وفى مارس/آذار 2013، تمت مراسلة إدارة بايرن ميونيخ عبر الموقع الرسمي للنادي من أجل اعتماد الرابطة، وهو ما استوجب إقامة انتخابات داخل الرابطة لتحديد منصبي الرئيس والنائب بناء على شروط النادي الألماني الذي أرسل بدوره استمارات خاصة يملأها الأعضاء الذين يشترط ألا يقل عددهم عن 20 عضواً.

ويتابع «علي» حديثه بأن الرابطة متاحة أمام أي مشجع للبايرن في مصر بشرط ألا يكون مشجعا لأي نادي أوروبي أخر، ولا يوجد أي متطلبات أخرى سواء مادية أو غيرها باستثناء حضور العضو للتجمعات بـ«تي شيرت» البايرن.

كما كشف عن خضوع كل عضو قبل انضمامه الرسمي للرابطة إلى مقابلة شخصية للتأكد من كونه مشجعا بافاريا فعلا، وليس مجرد معجب بالفكرة.

ويضيف «علي» أن الرابطة بصدد استئجار مقر دائم لها بالقاهرة.

ويشير إلى ما تقدمه إدارة بايرن ميونيخ من مزايا لروابط مشجعيها الرسميين في مختلف دول العالم من تذاكر للمباريات تكون متاحة لهم قبل طرحها بالأسواق وبأسعار مخفضة، وكذلك المنتجات المختلفة التي تحمل شعار النادي، إضافة لإمكانية تبادل الزيارات، وقضاء فترة للتعايش بين إدارة النادي ولاعبي الفريق وبين المشجعين الرسميين.

وعن الروابط الأخرى المعتمدة داخل مصر، نجد الموقع الرسمي لنادي تشيلسي الانجليزي أعلن عن وجود رابطة له منذ عام 2010 برئاسة «روز بيير» وهي إنجليزية الجنسية مقيمة في مصر ونائبها «أشرف محمود» مصري الجنسية، الذي كشف أن الرابطة متوقفة عن أي نشاطات منذ 2011 لأسباب خارجة عن إرادتهم.

وفي نفس السياق، نجد مجموعة من شباب مدينة الإسكندرية (شمالي مصر) جمعهم حب نادي يوفنتوس الإيطالي؛ فقرروا تأسيس رابطة تجمعهم تسمى أولتراس «المنبوذين».

وعن سبب اختيار ذلك الاسم، يجيب «محمد الكيلاني»، أحد مؤسسي الرابطة، أنه يعود لكراهية جماهير باقي الأندية الإيطالية لجماهير اليوفي الذي يستحوذ عادة على معظم البطولات.

ويضيف «الكيلاني» أن الفكرة لاقت ترحيبا بين الكثير من الشباب داخل الإسكندرية وفى محافظات أخرى كالقاهرة والأقصر (جنوب) وغيرهما، وأن القائمين على الرابطة يسعوا حاليا للحصول على الاعتماد الرسمي من قبل نادي يوفنتوس.

ولذلك يعكفون، حاليا، على تصميم شعار وزي خاص ورسمي بالرابطة، إضافة للخطوة الأهم وهى مراسلة إدارة النادي الإيطالي، وكذلك العديد من الروابط الإيطالية المعتمدة من أجل تبادل الخبرات.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك فهناك روابط عدة لأندية أخرى تسعى للحصول على اعتراف إدارتها بها رسميا، ومنها رابطة أولتراس مانشستر يونايتد التي يؤكد مؤسسها «أحمد صقر» أن عدد أعضاءها حاليا تجاوز الـ30 عضواً.

لكن إدارة المان يونايتد تشترط أن يكون عدد أعضاء الرابطة لا يقل عن 50 عضواً، يتم بعدها إصدار بطاقات رسمية لكل عضو عبر الموقع الرسمي للنادي مقابل 43 جنيها إسترلينيا حتى يتم اعتماد الرابطة بشكل رسمي.

وعن الفرق بين روابط تشجيع الأندية في مصر وفي الخارج، يرى «صقر» أن الفارق كبير فالعلاقة بين إدارات الأندية في أوروبا وروابط التشجيع هناك يحكمها قواعد وقوانين، وأي خروج عن النص وعن المألوف من أي مشجع يتم معاقبته عن طريق حرمانه من حضور عدد من المباريات، وأحيانا يتم منعه مدى الحياة، أما في مصر فالإدارات ليس لها أي سلطة على الجماهير بل أن الأخيرة اعتادت مخالفة القوانين ودون رادع.

ولم يخلو الأمر من وجود روابط في مصر لأكبر ناديين في العالم هما ريال مدريد وبرشلونة؛ حيث توجد رابطتي أولتراس «سير مدريد» وأولتراس «كتالان»، لكنهما لا يزالان قيد التأسيس.

  كلمات مفتاحية

أولتراس أهلاوي الوايت نايتس الأهلي الزمالك مصر

«ألتراس أهلاوي» ينفي علاقته بشغب مباراة «الأهلي» و«مونانا»

لماذا يخاف المستبدون مثل السيسي من جماهير كرة القدم؟