قرار القدس تهديد للأردن والدور السعودي يضعف الوصاية الهاشمية

الأربعاء 17 يناير 2018 06:01 ص

قالت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية إن تحرك الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بشأن القدس يعتبر تخل عن حليف هش للغرب وهو الأردن والذي كان مهما لاستقرارالمنطقة.

وأضافت في عددها الصادر الأربعاء: «من بين الأفعال السياسية التخريبية لدونالد ترامب والتي ارتكبها في سنته الأولى في البيت الأبيض وأكثر الأفعال المجانية هي قراره الشهر الماضي الاعتراف بالقدس كعاصمة لـ(إسرائيل). وأنهى بالتالي أي منظور لحل الدولتين في النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني يكون الجزء الشرقي من المدينة المقدسة عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة».

وتابعت أن القدس الشرقية التي احتلت عام 1967 وضمت بطريقة غير قانونية هي لب النزاع القابل للاشتعال والذي تراجع بسبب شراسة الحرب الأهلية السورية والمواجهة ضد تنظيم الدولة الإسلامية ويمكن أن يعود من جديد.

وأشارت الصحيفة للرابطة الدينية التي تربط العائلة المالكة في الأردن، من ناحية النسب للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، أو بالنسبة للقدس التي (عرج منها الرسول العظيم) إلى السماء. وعليه فمن ناحية التقاليد وبناء على اتفاقية السلام التي وقعها الأردن مع (إسرائيل) عام 1994 فالأردن وصي على المقدسات الإسلامية (والمسيحية) في القدس.

وأي تغيير في الوضع القائم سيضر بشرعية العائلة المالكة ولكن هذا جزء من الوضع. فغالبية سكان الأردن هم من اللاجئين الفلسطينيين الذي طردوا من بلادهم في حربي عام 1948 و1967. ويدفع المتطرفون في الحكومة الإسرائيلية بقيادة «بنيامين نتنياهو»، الذين شعروا بالجرأة بعد اعتراف «ترامب» بالقدس نحو ضم مناطق واسعة استعمرها المستوطنين الإسرائيليين. ويقومون أيضل بإحياء  الشعار القديم «الأردن هو فلسطين» (الوطن البديل) مؤكدين أن الفلسطينيين لديهم وطن وهو: الأردن.

ويتعامل قادة الأردن مع هذا باعتباره تهديدا وجوديا. ويخشون أن تؤدي أفعال (إسرائيل) إلى رحيل ثالث عبر نهر الأردن وتخريب التوازن السكاني الهش في المملكة.

وكان الملك «عبدالله الثاني» قد أخبر قمة التعاون الإسلامي في إسطنبول وهي المظلة التي تضم 57 دولة عربية ومسلمة أن حلا تفاوضيا ومجمعا عليه بشأن القدس هو «المفتاح لإنهاء النزاع التاريخي في الشرق الأوسط».

وردت منظمة التعاون الإسلامي التي أنشئت قبل نصف قرن عندما هاجم يهودي متطرف المسجد الأقصى، على فعل التخريب السياسي الذي قام به الرئيس الأمريكي باعتبار القدس الشرقية عاصمة لفلسطين. واعتبرته «خطابا فارغا في معظمه» لكنه خطاب يحتوي على نواة حرب دينية حول القدس لأي جماعة متطرفة تريد الإمساك به.

الموقف السعودي

وفي الوقت الذي عرفت فيه تصرفات الرئيس الأمريكي المتقلبة إلا أن المحير هو موقف السعودية في ظل حاكمها الفعلي الأمير «محمد بن سلمان». وفي الوقت الذي انتقد فيه السعوديون القرار الأمريكي بشأن القدس إلا أنها أرسلت مسؤولا من الدرجة الثانية ليمثلها في القمة. وضغطت الحكومة السعودية على الأردن لكي تفعل نفس الشيء إلا أن الملك «عبدالله» حضرها.

 وصوت الأردن ضد القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة مما يعرضه لعقوبات انتقامية. وفي حالة الأردن، المساعدة الأمريكية السنوية 1.2 مليار. ولم يتلق الأردن منها هذا العام سوى الثلثين وهو يحتاج لعناية حوالي مليون لاجئ سوري داخل حدوده.

ولفتت الصحيفة إلى أن والد الملك «عبدالله»، الملك «حسين» الذي كان يمثل الاعتدال العربي حضر 45 لقاء سريا مع مسؤولين إسرائيليين بحثا عن السلام واجه نفس المعضلة.

فقد كان الملك «حسين» يعرف أن الهزيمة محتومة في عام 1967 لكنه شارك فيها وخسر الضفة الغربية والقدس الشرقية. واتخذ موقفا مختلفا من التحالف الدولي الذي أخرج قوات «صدام حسين» من الكويت 1990- 1991 وكان يعرف أنه سيواجه العزلة. وكانت هذه المواقف من أجل الشرعية. فبعد كل هذا فجده الملك «عبدالله» الأول، اغتيل في الأقصى عام 1951 بعد حملة اتهامه بالتعاون مع الصهيونية. 

المصدر | القدس العربي + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة الأردن الملك عبدالله القدس فلسطين الملك حسين السعودية بن سلمان

مشاجرة في البرلمان الأردني بسبب الوصاية الهاشمية (فيديو)