وجه السودان، سفيره بالقاهرة والموجود حالياً في الخرطوم «عبدالمحمود عبدالحليم»، بالعمل على حل القضايا العالقة مع مصر التي استوجبت استدعاءه.

جاء ذلك، خلال اجتماع عقده الرئيس السوداني «عمر البشير»، الأربعاء، مع «عبدالحليم»، في بيت الضيافة التابع للرئاسة السودانية بالخرطوم، حيث ناقشا «الأوضاع في المنطقة والإقليم»، بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية «سونا».

ولم تورد الوكالة أي تفاصيل عن القضايا العالقة التي تحدث عنها «البشير»، في اللقاء الذي لم يشهد حضور وزير الخارجية المستقيل «إبراهيم غندور»، على عكس المعهود في مثل هذه اللقاءات.

ويوم الأربعاء، قال وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية «حامد ممتاز»، خلال اجتماعات المكتب التنفيذي لمجلس العلماء والخبراء السودانيين بالخارج، التابع لـ«جهاز المغتربين» (حكومي)، بالعاصمة الخرطوم، إن بلاده حريصة على حل كافة المشاكل العالقة مع دول الجوار عبر التفاوض.

وأوضح «ممتاز»، أن «حكومته حريصة على حل كل الإشكاليات العالقة مع دول الجوار عبر التفاوض المشترك وعدم التصعيد بأي وسيلة»، في إشارة ضمنية إلى التوتر الحاصل على مستوى العلاقات بين الخرطوم ومصر وإريتريا.

والخلافات بين الخرطوم والقاهرة تتصاعد في ملفات، منها النزاع على مثلث «حلايب وشلاتين وأبو رماد الحدودي»، والموقف من «سد النهضة» الإثيوبي على نهر النيل، فضلا عن اتهامات لمصر بدعم المتمردين المناهضين لنظام «البشير»، وهو ما نفته القاهرة.

ويعد لقاء «البشير»، والسفير، الأول منذ استدعاء الأخير من مصر في 4 يناير/كانون الثاني الجاري.

ووفق الوكالة، أكد «البشير»، ثقة الحكومة في الدبلوماسية السودانية نحو تأسيس علاقات مع دول الجوار كافة تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

ونقلت الوكالة عن السفير قوله إن «رئيس الجمهورية اطمأن على أوضاع الجالية السودانية بمصر»، دون أي إشارة إلى أي معلومات عن عودة السفير.

وفيما لم يعلن السودان رسميا حتى اليوم، سببا واضحا لاستدعاء السفير، قال وزير خارجية مصر «سامح شكري»، الأسبوع الماضي إن «استدعاء السودان لسفيره لدى القاهرة سببه النزاع بين البلدين حول مثلث حلايب الحدودي».

وبعيدا عن التصعيد الإعلامي، شهدت الأيام الماضية تهدئة دبلوماسية، تمثلت في وصف وزير خارجية مصر، في 8 يناير/كانون الثاني الجاري، للسودان بأنها «من أهم الدول لمصر».

كما قال الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، قبل أيام، مخاطبا السودان وإثيوبيا، إن بلاده «لا تتآمر على أحد ولا تتدخل في شؤون الآخرين ولن تحارب أشقاءها».