ملفات شائكة تنتظر «بن سلمان» في فرنسا

الجمعة 19 يناير 2018 09:01 ص

أكد العديد من الصحفيين والباحثين الفرنسيين المهتمين بالشأن السعودي أن ملفات عديدة شائكة، ستكون في انتظار ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، خلال الزيارة التي سيقوم بها إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، أواخر فبراير/شباط المقبل.

ويزور «بن سلمان» فرنسا في وقت تبدو فيه رؤية باريس والرياض الجيوسياسية مختلفة تماما حول عدة ملفات، في ظل انتهاج السعودية لسياسة أكثر اندفاعية منذ وصول الملك «سلمان بن عبدالعزيز» إلى سدة الحكم، مساهمة في مضاعفة التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن باحثين فرنسيين قولهم إنه من بين القضايا المطروحة تدخل الرياض في المشهد السياسي اللبناني وحصارها غير الفعال ضد دولة قطر؛ إذ يؤكد مسؤولون فرنسيون أن السلطات في بلادهم رفضت ضغوطات من دول الحصار لأخذ موقف ضد الدوحة.

وتابعت: كذلك الارتفاع الكبير في حدة التوتر مع إيران؛ حيث تؤكد بعض الأوساط المقربة من الإليزيه أن المباحثات التي جرت بين «ماكرون» و«بن سلمان»، خلال الزيارة الخاطفة التي أجراها الأول إلى الرياض في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتسمت بالتشنج في بعض الأحيان.

وأكدت أن من بين القضايا التي ستثار الحرب على اليمن؛ حيث يثير الحصار المفروض على هذا البلد من قبل دول التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، قلق المنظمات غير الحكومية ومنظمات الإغاثة الدولية؛ الأمر الذي أدى إلى تزايد الضغوط الدولية على الرياض بسبب انتهاكات التحالف العربي لحقوق الإنسان في اليمن.

ويعتبر مراقبون ومصادر حقوقية فرنسية أن الضغوط ستتزايد على «ماكرون» وحكومته قبيل وأثناء زيارة ولي العهد السعودي، مطالبة إياه بوقف بيع الأسلحة لدول التحالف العربي بسبب انتهاكاته في اليمن، في ظل عدم إلزامية القرار الذي أصدره الاتحاد الأوروبي، في فبراير/شباط 2016، بهذا الشأن.

وما قد يزيد الضغط على الحكومة الفرنسية، هو إعلان الحكومة النرويجية قبل أيام رسميا وقف تصدير وبيع الأسلحة إلى الإمارات، حليفة السعودية في اليمن.

ويرى متابعون أن التقرير، الصادر في باريس، الأربعاء الماضي، من قبل الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب حول حقوق المرأة في المملكة من شأنه أن يضع ولي العهد السعودي في وضع حرج .

كان «ماكرون» تجاهل التطرق إلى مسألة حقوق الإنسان في مصر، عندما زاره الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» في باريس، مؤخرا، حيث رفض الرئيس الفرنسي إعطاء نظيره المصري «درسا» في حقوق الإنسان؛ ما أدى إلى تلقيه انتقادات لاذعة من قبل المنظمات الحقوقية، في مقدمتها منظمة «العفو» الدولية ومنظمة «هيومن رايتس ووتش».

وأكد التقرير الجديد للاتحاد الدولي لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب أن المرأة لا تزال تواجه «تضييقا شديدا» على حقوقها في السعودية.

وندد التقرير بقوانين سعودية لمكافحة الإرهاب «يتم توظيفها لتجريم التعبير الحر عن الرأي المخالف»، موضحا أن «عشرات من الحقوقيين والمدونين والمحامين والمتظاهرين يمضون في هذا الإطار عقوبات طويلة في السجن بداعي اتهامات بالإساءة للدين والإرهاب وزعزعة استقرار الدولة ومحاولة التأثير على الرأي وغيرها».

ونقلت «القدس العربي» عن سياسيين فرنسيين اعتقادهم أن «ماكرون» سيثير مع ولي العهد السعودي ملف احتجاز السلطات السعودية المتواصل لمجموعة من الأمراء، في طليعتهم الأمير الملياردير «الوليد بن طلال»، الذي يتمتع بعلاقات توصف بالممتازة مع الساسة في فرنسا، ولديه استثمارات عديدة في مجموعة من الشركات الفرنسية.

وقبل أيام كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن اتصالات بين ولي العهد السعودي مع كل من الرئيسين الفرنسيين السابقين «فرانسوا هولاند» و«نيكولا ساركوزي»؛ حيث أعرب كل منهما عن قلقه من تأثير اعتقال «بن طلال» على الاستثمارات الأجنبية. 

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الفرنسية إيمانويل ماكرون حصار قطر الحرب في اليمن السعودية فرنسا محمد بن سلمان

«بن سلمان» و«ماكرون» بحثا مستجدات الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب