850 ألف موظف أمريكي متعطلون عن العمل بسبب «ترامب» و«الموازنة»

الأحد 21 يناير 2018 07:01 ص

تأزم الخلاف بين الإدارة الأمريكية من جهة، والديمقراطيين من جهة أخرى، حول التوصل إلى اتفاق يخص الموازنة ولو بشكل مؤقت، ما أدى إلى حالة من الشلل جراء إغلاق الإدارات الفيدرالية والتسبب في تعطيل أكثر من 850 ألف موظف، بخسائر تُقدر بـ6 مليارات دولار أسبوعيا.

وبعد عام كامل منذ تولي «دونالد ترامب» رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، تحوّل إغلاق الإدارات الفيديرالية بسبب خلافات مع الديمقراطيين عرقلت التوصل إلى اتفاق بشأن موازنة تمويل الحكومة، السبت، إلى تراشق عنيف بين الجانبين.

واتهم البيت الأبيض الديمقراطيين بإيلاء اهتمام أكبر بـ«اللاجئين غير الشرعيين» على حساب الجيش أو أمن حدود البلاد، وبجعل الأمريكيين «رهائن لمطالب غير مسؤولة»، بينما رأى الديمقراطيون أن ترامب «فشل» في امتحان «القيادة»، معتبرين أن الجمهوريين «مهملون».

ورغم المباحثات المكثفة في الأيام الأخيرة، فشلت الغالبية الجمهورية والمعارضة الديمقراطية والبيت الأبيض في الاتفاق على موازنة ولو مؤقتة، كانت ستتيح تفادي «الشلل» الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة السبت (05:00 ت. غ).

كما قال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ «ميتش ماكونيل» متوجها إلى الديمقراطيين، إن إغلاق الإدارات الفيدرالية «كان بالإمكان تفاديه 100%».

لكن زعيم هذه الأقلية «تشاك شومر» رد عليه أن «الإغلاق سيسمى شلل ترامب، لأن لا أحد سوى الرئيس يمكن تحميله مسؤولية الوضع الذي نحن فيه».

أما «نانسي بيلوسي»، زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، فرأت أن «ترامب» نال جائزة «الفشل في القيادة»، علما بأن الجمهوريين يسيطرون على مجلسي الشيوخ والنواب والبيت الأبيض.

وهي المرة الأولى التي يطبق فيها هذا الإجراء (إغلاق الإدارات الفيدرالية) منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2013 في عهد الرئيس السابق «باراك أوباما»، واستمر 16 يوما، وسيترجم ببطالة تقنية بلا أجور لأكثر من 850 ألف موظف فيدرالي يعتبرون «غير أساسيين» لعمل الإدارة.

وتعذر تحديد إلى متى سيستمر هذا الإغلاق الجديد، إذ من المفترض أن تستأنف المفاوضات بين الجانبين قريبا، ومن المقرر عقد جلسة جديدة في مجلس الشيوخ، للتباحث في تمديد العمل بالموازنة الحالية حتى الثامن من فبراير/شباط.

وطالب «شومر» الرئيس بالدعوة إلى اجتماع طارئ في البيت الأبيض مع زعماء الحزبين للعمل على التوصل إلى تسوية.

وكان الديمقراطيون قد أكدوا أنهم لن يصوتوا على مشروع قانون لا يشمل تمويلا على المدى الطويل لبرنامج «تشيب» للتأمين الصحي الحكومي للأطفال الفقراء.

كما يطالبون بإيجاد حل لنحو 690 ألفا ممن يسمون بـ«الحالمين - Dreamers»، وهم من اليافعين والبالغين الشباب الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير شرعي عندما كانوا أطفالا، وباتوا مهددين بالطرد بعد إلغاء برنامج «داكا» الذي أقرته إدارة «باراك أوباما» ومنحهم تصريحا مؤقتا بالإقامة.

ولم يحصل الجمهوريون الذي يشكلون غالبية بـ51 مقعدا في مجلس الشيوخ إلا على 50 صوتا، بفارق كبير عن الأصوات الستين (من أصل 100 سيناتور) الضرورية لتمديد الموازنة 4 أسابيع حتى 16 فبراير/شباط المقبل.

والمفارقة أن «ترامب» نفسه قال في مقابلة تليفزيونية عام 2013 نقلتها شبكة «سي إن إن» معلقا على إغلاق الحكومة في عهد الرئيس «أوباما»، إن «المهمة في هذه الحالة ملقاة على عاتق الرئيس الذي يجب عليه أن يأتي بالجميع حول الطاولة والتوصل إلى اتفاق».

وسخر «ترامب» من خصومه، وكتب على «تويتر»: «إنها الذكرى السنوية الأولى لرئاستي، وأراد الديمقراطيون أن يمنحوني هدية لطيفة، اهتمامهم بالمهاجرين غير الشرعيين أكبر من اهتمامهم بجيشنا العظيم وبالأمن على حدودنا الجنوبية الخطرة» مع المكسيك.

وأضاف: «كان بإمكانهم التوصل إلى اتفاق بسهولة، لكنهم قرروا اللجوء إلى سياسة الإغلاق»، واعتُبر أن الأمر يثبت الحاجة إلى فوز الجمهوريين بمقاعد أكثر، في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الخريف المقبل، موضحا: «يمكننا بعد ذلك أن نكون أكثر صرامة في شأن الجريمة (والحدود)، وحتى (نهتم في شكل) أفضل بعسكريينا ومحاربينا القدامى».

أما الناطقة باسم البيت الأبيض «ساره ساندرز»، فرأت أن ديمقراطيي مجلس الشيوخ «أعطوا السياسة الأولوية على الأمن القومي وعلى عائلات العسكريين والأطفال الضعفاء، وعلى قدرة بلادنا على خدمة جميع الأمريكيين»، مضيفة: «لن نتفاوض في شأن وضع المهاجرين غير الشرعيين (برنامج داكا)، في وقت يحتجز الديمقراطيون مواطنينا الشرعيين رهائن لمطالبهم غير المسؤولة، هذا تصرّف خاسرين معاقين، لا تصرّف مشرّعين».

وكان «شومر» قد التقى بـ«ترامب» الجمعة في البيت الأبيض، في محاولة لإبرام اتفاق اللحظة الأخيرة لتجنيب الولايات المتحدة الشلل الحكومي، وقال إن حزبه اتخذ خطوات مهمة لإبرام اتفاق، بما في ذلك إثارة مسألة احتمال تمويل الجدار الحدودي الذي يصر الرئيس الأمريكي على تشييده على حدود المكسيك، مستدركا أن ذلك لم يكن كافيا لإقناع «ترامب» بالتوصل إلى تسوية.

وسيكلف إغلاق الحكومة 6 مليارات دولار أسبوعيا من مداخيل الضرائب، ومؤثرا على أكثر من 850 ألف موظف فيديرالي يُعتبرون «غير أساسيين» لعمل الإدارة، فيما سيواصل الموظفون «الأساسيون» العمل، كما سيتابع العسكريون البالغ عددهم 1.4 مليون شخص، عملياتهم، لكن دون تلقي أجورهم.

وعلق السيناتور الجمهوري «جون كينيدي» على ذلك قائلا: «بلادنا أسسها عباقرة، ولكن يديرها أغبياء».

المصدر | الخليج الجديد + صحف

  كلمات مفتاحية

أمريكا دونالد ترامب موازنة خلاف الديموقراطيين الجدار الحدودي المكسيك

الكونجرس الأمريكي يمرر مشروعا ينقذ الحكومة مؤقتا من إغلاق وشيك