بالصور.. سكان رفح المصرية يودعونها قبل مسحها بـ«القوة الغاشمة»

الاثنين 22 يناير 2018 07:01 ص

أكدت مصادر سيناوية، استمرار عملية النزوح الجماعي لأهالي مدينة رفح، بمحافظة شمال سيناء، شمال شرقي مصر، استباقا لعملية عسكرية واسعة سيقوم بها الجيش المصري في المدينة.

وقالت مصادر محلية لـ«الخليج الجديد»، إن المدينة أصبحت خالية تماما، إما هربا من العمليات أو تنفيذا لقرار الإخلاء.

وكشف مصدر مسؤول في مجلس مدينة رفح، الأسبوع الماضي، عن أن قوات الجيش أبلغتهم بوجود قرار سيادي يقضي بمسح مدينة رفح بشكل كامل في غضون شهر.

وأضاف المصدر، الذي رفض الإفصاح عن هويته، أن الجيش سينتشر في كافة مناطق رفح بعد تجريف المنازل فيها، ويُبقي على حي الصفا المتمركز فيه كمرحلة أخيرة في المنطقة العازلة لوجود المستشفى المركزي للمدينة فيه.

ونفذ الجيش المصري عملية إخلاء للمراكز الحكومية والمدارس، تمهيداً لمرحلة الهدم، التي ستكون في غضون شهر تقريباً.

ورصدت صفحات على مواقع التواصل، عبارات توديعية كتبها أهالي «حي الصفا» آخر أحياء مدينة رفح قبيل مغادرتهم المنطقة.

وتهدف الخطة العسكرية إلى استكمال إقامة المنطقة العازلة بين سيناء وقطاع غزة، والتي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2014، ووصلت إلى مرحلتها الرابعة بمسافة ثلاثة كيلومترات تقريباً، والقضاء على نقاط تمركز تنظيم «ولاية سيناء»، غرب وجنوبي المدينة.

ويشهد حي الصفا في رفح، استقدام عشرات المدرعات والدبابات والآليات العسكرية من معسكرات الشيخ زويد والعريش، ونشر مئات العناصر.

وتقضي الخطة بتجريف ما تبقّى من منازل في كل رفح، وملاحقة مجموعات التنظيم في المناطق التي طاولها التجريف خلال الأسابيع الماضية، مع الإبقاء على نقطة تمركز للجيش في عمليته العسكرية، وتتمثل بحي الصفا كمرحلة أخيرة، والذي يعتبر آخر أحياء رفح، وبهدمه تصبح رفح بأكملها خارج الخارطة السكانية لمحافظة شمال سيناء.

في سياق قريب، استنكرت اللجنة الشعبية للدفاع عن العريش، تصريحات الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، خلال كلمته في مؤتمر «حكاية وطن» بشأن سيناء، واعتبرتها تهديدات صريحة للأهالي، بحسب صحيفة «القدس العربي».

وقال «السيسي» خلال مشاركته في جلسة «السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب وإعادة بناء مؤسسات الدولة» في مؤتمر حكاية وطن، الجمعة الماضي، إنه «أخذ قرارا باستخدام القوة الغاشمة ضد الإرهابيين في سيناء، لكنه لم يبدأ بعد».

واعتبرت اللجنة في بيان حمل عنوان «لأول مرة أبناء سيناء مهددون من رأس الدولة»، أن «تصريحات السيسي لم تحمل فقط صيغة تهديد واضحة، إنما حملت صيغة استعداء للمصريين على أهالي سيناء وكأنهم ليسوا جزءا من المصريين».

وتابعت «كأننا لم يستشهد أبناؤنا مثل أبناء الجيش والشرطة ولم نفقد مئات الضحايا في قرية الروضة بخلاف ما نعانيه من حياة شبه معدومة، بلا مياه تكفي الحد الأدنى، وبلا كهرباء في مدن شمال سيناء التي تظل مظلمة معظم أوقاتها، وبلا أمان خاصة لشبابنا سواء بقتل أو اعتقال عشوائي، وبأراض وبيوت تهدم على مراحل عند حدودنا الشرقية».

وانتقد البيان سياسات «السيسي» في مواجهة الإرهاب، قائلا إنها فشلت في الحد من العمليات الإرهابية، كما انتقد دعوات تهجير أهالي سيناء، مؤكدا أن «من يهدد أبناء سيناء يهدد استقلال مصر كلها، لأن سيناء الحرة هي الضامن لاستقلال مصر كلها».

وتأتي الحملة العسكرية في الوقت الذي يتبقى نحو 40 يوماً من المهلة التي أعطاها «السيسي»، لرئيس الأركان المصري، «محمد فريد حجازي»، لـ«إنهاء الإرهاب في سيناء في غضون ثلاثة أشهر كحد أقصى»، بعد مجزرة الروضة التي وقعت نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأدت إلى مقتل 320 مصرياً وإصابة العشرات.

وتشهد سيناء المصرية منذ أكثر من 4 سنوات، معارك ضارية بين قوات الأمن وجماعات مسلحة، أدت إلى مقتل مئات من عناصر الجيش والشرطة المصرية.

  كلمات مفتاحية

سيناء رفح العريش عبدالفتاح السيسي القوة الغاشمة الجيش المصري

مصر تبدأ المرحلة الرابعة من تجريف رفح خلال أيام