تبدأ السلطات المصرية، خلال أيام، المرحلة الرابعة من إخلاء مدينة رفح بشمال سيناء (شمال شرقي البلاد)، التي تصل إلى كيلومترين، تمهيدا لإقامة منطقة عازلة بين مصر وقطاع غزة.

وبحسب مصادر أمنية، تحدثت إلى صحيفة «المصري اليوم»، فإن الأجهزة المعنية في محافظة شمال سيناء، ستبدأ في تنفيذ إزالة وإخلاء مباني المرحلة الرابعة ومنشآتها والتي تمتد من مسافة 500 متر، ليبلغ إجمالى المنطقة العازلة حتى انتهاء المرحلة الرابعة مسافة كيلومترين، على طول خط الحدود مع القطاع، حفاظا على أمن مصر القومى وحماية حدودها الشرقية.

وسبق إخلاء وإزالة المرحلة الأولى لمسافة 500 متر، شملت 802 من المنازل، وإخلاء المرحلة الثانية للمسافة نفسها، وضمت 1220 منزلا يقطنها نحو 2044 أسرة، والمرحلة الثالثة شملت 1215 منزلا و40 منشأة حكومية.

وحسب المصادر، فإنه تم تعويض الأهالي عن ممتلكاتهم، حيث تم صرف مبلغ 286 مليون جنيه (16.2 مليون دولار) كتعويضات فى المرحلة الأولى، ومبلغ 370 مليون جنيه (21 مليون دولار) كتعويضات في المرحلة الثانية، وجارٍ استكمال إجراءات صرف تعويضات المرحلة الثالثة.

وقبل أيام، قالت مصادر محلية لـ«الخليج الجديد»، إن مدينة رفح أصبحت خالية تماما، إما هربا من العمليات أو تنفيذا لقرار الإخلاء.

وكشف مصدر مسؤول في مجلس مدينة رفح، أن قوات الجيش أبلغتهم بوجود قرار سيادي يقضي بمسح مدينة رفح بشكل كامل في غضون شهر.

وأضاف المصدر، الذي رفض الإفصاح عن هويته، أن الجيش سينتشر في كافة مناطق رفح بعد تجريف المنازل فيها، ويُبقي على حي الصفا المتمركز فيه كمرحلة أخيرة في المنطقة العازلة لوجود المستشفى المركزي للمدينة فيه.

ونفذ الجيش المصري عملية إخلاء للمراكز الحكومية والمدارس، تمهيداً لمرحلة الهدم، التي ستكون في غضون شهر تقريباً.

ورصدت صفحات على مواقع التواصل، عبارات توديعية كتبها أهالي «حي الصفا» آخر أحياء مدينة رفح قبيل مغادرتهم المنطقة.

وتهدف الخطة العسكرية إلى استكمال إقامة المنطقة العازلة بين سيناء وقطاع غزة، والتي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2014، ووصلت إلى مرحلتها الرابعة بمسافة ثلاثة كيلومترات تقريباً، والقضاء على نقاط تمركز تنظيم «ولاية سيناء»، غرب وجنوبي المدينة.

ويشهد حي الصفا في رفح، استقدام عشرات المدرعات والدبابات والآليات العسكرية من معسكرات الشيخ زويد والعريش، ونشر مئات العناصر.

وتقضي الخطة بتجريف ما تبقّى من منازل في كل رفح، وملاحقة مجموعات التنظيم في المناطق التي طاولها التجريف خلال الأسابيع الماضية، مع الإبقاء على نقطة تمركز للجيش في عمليته العسكرية، وتتمثل بحي الصفا كمرحلة أخيرة، والذي يعتبر آخر أحياء رفح، وبهدمه تصبح رفح بأكملها خارج الخارطة السكانية لمحافظة شمال سيناء.

وتشهد سيناء المصرية منذ أكثر من 4 سنوات، معارك ضارية بين قوات الأمن وجماعات مسلحة، أدت إلى مقتل مئات من عناصر الجيش والشرطة المصرية.