أسرار رفض «مبارك» لقاء العائلة المالكة البريطانية؟

الاثنين 22 يناير 2018 07:01 ص

كشفت وثائق سرية بريطانية أن الرئيس المصري المخلوع «حسني مبارك» رفض بإصرار لقاء أي من أفراد العائلة الملكية البريطانية خلال سنوات رئاسته الأولى بسبب «موقفه من طريقة تعامل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات معها».

وتقول الوثائق إن «مبارك» الذي أطاحت به ثورة يناير/كانون ثان 2011، حرص على أن يعطي صورة لنظام حكمه مختلفة عن سابقه، بما في ذلك دور زوجته في المجال العام.

وخلال الترتيب لزيارته الثانية للندن في شهر فبراير/شباط 1983، رفض «مبارك» دعوة بريطانية للقاء «تشارلز»، أمير ويلز ولي عهد بريطانيا، وزوجته «ديانا»، أميرة «ويلز» آنذاك.

وتكشف الوثائق، التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن هذا الرفض أزعج الحكومة البريطانية التي كانت تأمل في أن يؤدي مثل هذا اللقاء إلى دعم العلاقة بين أسرة «مبارك» والعائلة الملكية.

ووفق الوثائق، فإنه ربما شعر «مبارك» بأنه لو أن اتصاله الوحيد مع الأسرة الملكية خلال زيارته هو عشاء خاص مع أمير وأميرة ويلز، فإن هذا سوف يثير انطباعا بأنه يشارك «السادات» في تطلعه إلى المجتمع الراقي، ويهز صورة رجل الدولة الجاد التي يسعى لخلقها عن نفسه.

وفي برقية «سرية عاجلة» إلى وزارة الخارجية في 27 يناير/كانون الثاني 1983، قال «سير مايكل وير»، سفير بريطانيا في القاهرة، إنه تلقى معلومات تشكل «مفاجأة مذهلة له وللخارجية البريطانية» بشأن موقف «مبارك».

وتلخص البرقية ما وصفها السفير بـ«محادثة مزعجة» مع «إبراهيم شكري»، زعيم حزب العمل المعارض آنذاك، نوقش فيها اللقاء المقترح بين «مبارك» و«تشارلز» و«ديانا».

وحسب البرقية، فإن «شكري» أبلغ السفير بأن «مبارك» قال خلال لقاء قريب معه إنه «ليس سعيدا بالترتيبات التي يجريها البريطانيون خاصة الدعوة للقاء أمير وأميرة ويلز».

وأضاف «شكري»: «لم يكن هذا ملائما لزيارة رئيس دولة، وشعر مبارك بأن عليه رفض» الدعوة، وفق ما جاء في البرقية.

ونقل السفير عن «شكري» قوله إن «مبارك انتقد الطريقة التي تعامل بها الرئيس (المصري الراحل) السادات مع زيارة أمير وأميرة ويلز لمصر في نهاية جولة شهر العسل بعد زواجهما».

وكان «تشارلز» و«ديانا»، قد قضيا الفترة بين 12 حتى 15 من أغسطس/آب عام 1981 على متن اليخت الملكي «بريتانيا» قبالة سواحل مصر، ثم نزلا بمنتجع الغردقة، الذي طارا منه إلى لندن. وكان ذلك بدعوة من «مبارك»، نائب الرئيس «السادات» في ذلك الوقت.

غير أنه وفقا للرواية التي نقلها السفير عن زعيم المعارضة المصرية آنذاك، فإن «مبارك كان يرى أنه نظرا لأن الزوجين كان يمران بمصر، فإن من الطبيعي والملائم تماما أن يحييهما السادات في بورسعيد (حيث مر اليخت بقناة السويس)، لكنه لم يكن يجب أن يطير، إضافة إلى ذلك، هو وعائلته كلها لوداعهما».

وكان آخر لقاء لـ«السادات» بالملكة البريطانية قد جرى خلال زيارته للندن أوائل شهر أغسطس/آب 1981، أي قبل اغتياله بحوالي شهرين.

  كلمات مفتاحية

السادات مبارك تشارلز العائلة المالكة البريطانية

مبارك رفض الإفراج عن مهربي مخدرات بريطانيين رغم حاجته لدعم اقتصادي