أحالت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، الثلاثاء، المرشح الرئاسي المحتمل الفريق «سامي عنان»، رئيس أركان الجيش المصري الأسبق، للتحقيق، بتهمة التزوير والتحريض ضد الجيش المصري، وسط تأكيدات باعتقاله.

وقالت القيادة العامة للجيش المصري، في بيان صوتي، عبر صفحتها على «فيسبوك»، إن «عنان» فى ضوء ما أعلنه بشأن ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية، «ارتكب مخالفات قانونية صريحة مثلت إخلالا جسيما بقواعد ولوائح الخدمة لضباط القوات المسلحة».

وأضاف البيان، الذي أذاعه التليفزيون الحكومي، أن إعلان «عنان» الترشح جاء دون الحصول على موافقة القوات المسلحة أو اتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء استدعائها له. (فيديو)

واتهم البيان «عنان» بتضمين البيان الذي ألقاه بشأن ترشحه للرئاسة «تحريضا صريحا ضد القوات المسلحة بغرض إحداث الوقيعة بينها وبين الشعب المصري».

ووجه البيان لـ«عنان»، تهمة التزوير في محررات رسمية بما يفيد إنهاء خدمته في القوات المسلحة، الأمر الذي أدى إلى إدراجه في قاعدة الناخبين دون وجه حق، مشددا على «اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه ما ارتكبه من مخالفات وجرائم تستدعي مثوله أمام جهات التحقيق».

وتداول مقربون من «عنان»، على نطاق واسع، ما يفيد باعتقاله فعليا، واحتجازه في مقر غير معلوم.

وأكد «محمود رفعت» منسق حملة «عنان»، اعتقال المرشح الرئاسي المحتمل، دون تفاصيل.

وكان «عنان» ينتظر موافقة المجلس العسكري المصري، لخوض السباق الرئاسي، وهو ما رد عليه المجلس اليوم في البيان الذي اعتبر قرارا من المؤسسة العسكرية التي تدير البلاد فعليا بإنهاء طموح رئيس أركان الجيش المصري الأسبق في خوض السباق الرئاسي، المقرر مارس/آذار المقبل، والوصول إلى سدة الحكم.

ويخلي موقف المؤسسة العسكرية، الساحة أمام الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي» لنيل ولاية رئاسية ثانية تمتد حتى 2022.

في وقت سابق، قالت مصادر خاصة لـ«الخليج الجديد»، إن «عنان» لا يزال عضوا بالمجلس العسكري، وأن هذه الصفة هي ما تمنعه من الترشح دون الحصول على موافقة المجلس العسكري، رغم أن صفته هذه شرفية لا تمنحه حق المشاركة في اجتماعات المجلس والتصويت داخله.

وأضافت أن الفريق أرسل طلبا بشأن ذلك يوم الخميس 11 يناير/كانون الثاني الجاري، قبيل اجتماع حزب «مصر العروبة» الذي قرر ترشيحه لانتخابات الرئاسة، ثم أرسل مرة ثانية لاستعجال الرد.

وأمس الاثنين، أكد المتحدث باسم حملة «عنان»، أن الحملة تقدمت بطلب رسمي للمجلس العسكري للحصول على موافقة القوات المسلحة على خوض «عنان» السباق الرئاسي.

وقال «حازم حسني»، في مداخلة هاتفية مع برنامج «كل يوم» على فضائية «ON E»: «هناك إجراءات يجب اتخاذها مع القوات المسلحة، وقدمنا بالفعل طلبا لوزارة الدفاع».

وأوضح: «الفريق عنان كتب الطلب بواسطة قانونيين، ووقعه، وسلمه للفريق القانوني لتقديمه للقوات المسلحة»، مشيرا إلى أن هذا الإجراء ضروري، وقد فعله المرشح الآخر، الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي».

وعن الموقف المتوقع من قبل المؤسسة العسكرية إزاء ترشح «عنان»، لخوض السباق الرئاسي، قال «حسني»، إنه «إذا عاملت القوات المسلحة عنان بنفس الطريق التي عاملت بها السيسي فستوافق، وإذا لم توافق فهذا يعني أنها تحيزت لأحد المرشحين».

ويعتبر كثيرون أن «عنان» وكما أنه ينتمي إلى المؤسسة العسكرية، فإنه أيضا ينتمي إلى الدولة العميقة، إبان حكم الرئيس المصري المخلوع «محمد حسني مبارك»، حيث شغل فيها أرفع المناصب العسكرية في القوات المسلحة وهو منصب رئيس أركان الجيش المصري.