إسرائيل .. انتخابات لا تبشر بخير

الأحد 1 فبراير 2015 02:02 ص

حتى لو ضعف بنيامين نتنياهو فان انقلابا في ميزان القوى العام لن يحدث. ففي صبيحة الانتخابات سيتبين أن موشيه كحلون ليس ليكودي عادي: فهو يعد اليوم بالحفاظ على القدس موحدة، وهو مفهوم معروف لبقاء الاحتلال. اضافة الى ذلك، كما يذكر من ايامه في السلطة ووجهة نظره الاقتصادية، فهو لا يختلف كثيرا عن نتنياهو.

الشخصية الاخرى الذي يرتدي قناعا هو يئير لبيد وهو شخص عملي من الدرجة الاولى ولكنه كسياسي يتميز بالديماغوغية وليس له أي علاقة بالايديولوجيا، ومرشحا طبيعيا لجميع الفئات. وبعد سنتين في السلطة كان على الجميع أن يفهموا ذلك فهو يستطيع أن يقف الى جانب اسحق هرتسوغ أو أن يستمر مع نتنياهو أو مع كلاهما معا.

ووجهة نظره السياسية ضبابية الى حد كبير الى درجة تُمكنه من أن يتعايش مع كل جهة. وفي هذا ايضا لا توجد بشائر جديدة. فبرنامجه الانتخابي يضمن الجمود لسنوات طويلة وهو لهذا السبب مريح للجميع. اضافة الى ذلك، في ساعة الحسم فان هرتسوغ ولبيد سيفضلان الائتلاف مع الليكود بدل ضم القائمة العربية الموحدة اليهم. بكلمات اخرى: إن المجتمع الاسرائيلي سيبقى غارقا عميقا في هذا الوحل وليس له امكانية للخروج منه بقواه الذاتية.

معقول الافتراض أن هذه الحقيقة كانت في صلب قرار نتنياهو الذهاب الى الانتخابات، فهو من ناحيته يفضل ائتلاف مع حزب العمل ولبيد وكحلون، مع أو بدون المتدينين، على حكومة مع نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان. حكومة وسط – يمين تسمح له البدء من جديد بالرهان على الوقت والتباطؤ الى ما لا نهاية في المسيرة السياسية.

فمع بوغي في وزارة الخارجية ستحظى اسرائيل بدعم مجدد من المجتمع الدولي وسيحتل هو وتسيبي لفني شاشات التلفزيون في القارات الخمسة. ستبدأ في الولايات المتحدة انتخابات جديدة وفي المناطق الفلسطينية تستمر الامور على ما هي عليه، وبشكل بطيء وربما مع القليل من العنف. وبما يتعارض مع الآمال التي يبثونها في المركز فان نتنياهو لم يقل بعد كلمته الاخيرة، وحزبه لم يفقد قاعدة الدعم التقليدية له.

على هذه الخلفية فان مطالبة ميرتس بأن تقوم بالانتحار من اجل تحسين فرص بوجي – تسيبي. وهذا يعني ذهاب المصوتين من اليسار الى الوسط، الامر الذي سيصفي الصوت اليساري اليهودي الوحيد في الكنيست. إن ميرتس تعتبر لسان منظمات حقوق الانسان المركزية التي بدونها ستنتهي الديمقراطية الاسرائيلية. المقاعد الضائعة لميرتس لن تحول هرتسوغ الى رئيس حكومة جريء، بل في أحسن الاحوال الى وزير في حكومة محافظة تحمل هذا الاسم أو ذاك، لكن لن تكون مهيأة لاحداث أي تغيير جوهري في الوضع القائم: هل من اجل ذلك يجب تصفية اليسار في الكنيست.

إن تغييرا راديكاليا لن يحصل هنا ما دامت السلطة الحالية لم تنزل على رؤوسنا ازمة وطنية كبيرة، فلا يكفينا الفشل الذي حدث كما في "الجرف الصامد" الذي يدفع ثمنه الباهظ في الأساس الفلسطينيين، ولذلك فان البديل الحقيقي يكمن في التدخل الخارجي الواسع الذي يزعزع استقرار الحياة الاسرائيلية. وعندما يشعر كل منا بثمن الاحتلال على جلده ستكون نهاية الكولونيالية والابرتهايد، أزرق – ابيض. وعندما يتضرر الاقتصاد وبما في ذلك مستوى الحياة العام ويتضرر الامن كنتيجة لتعريض المصالح الامريكية في المنطقة للخطر، يبدأ العلاج الحقيقي لتصفية الاحتلال وضمان مستقبلنا.

المصدر | زئيف شترنهل | هآرتس العبرية - ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

إسرائيل انتخابات مارس 2015 التغيير البرامج هرتسوغ لبيد نتنياهو

مصائر مقولة «إرادة شعب»: فلسطينيو الداخل والانتخابات الإسرائيلية

«القائمة العربية» تحصل علي المركز الثالث في انتخابات الكنيست بـ14 مقعدا