ضغوط سعودية رسمية لتنحية الأردن وانتزاع الوصاية على القدس

الخميس 25 يناير 2018 06:01 ص

كشفت مصادر مقدسية، عن جهود تقودها السعودية، مدعومة بضغوط، عبر مستويات رسمية في المملكة، لفرض الوصاية على مدينة القدس.

وتعيش الأوساط المقدسية حالة من الجدل حول ما أثير عن اتصالات أجراها ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» مع زعماء الطوائف الإسلامية والمسيحية وشخصيات قيادية من حركة «فتح»، للتباحث في وصاية المملكة العربية السعودية على مدينة القدس.

وقال عضو الهيئة الإسلامية العليا لمدينة القدس، «جمال عمرو»، إن «الهيئة رصدت بالفعل اتصالات أجرتها السعودية مع شخصيات إسلامية ومسيحية في القدس دون معرفة أسمائهم».

وأضاف أن «مدينة القدس تشهد للمرة الأولى إنشاء سلسلة من الهيئات والمؤسسات الدينية الممولة من جهات غير معروفة وهو أمر يدعو للقلق».

وتجري الهيئة الإسلامية بالتنسيق مع المؤسسات الدينية الأخرى تحقيقا لكشف الشخصيات التي أجرت اتصالا مع السعودية، بحسب موقع «عربي 21».

وتعود الوصاية الأردنية لمدينة القدس للعام 1922، حينما أسست المملكة المجلس الإسلامي الأعلى كمنظمة إسلامية أهلية تسعى للحفاظ على تراث مدينة القدس، وقام المجلس بدوره بجمع الأموال اللازمة لترميم قبة الصخرة، ومنذ ذلك التاريخ يعتبر الأردن أن الوصاية على القدس هي إرث تاريخي لا يمكن التنازل عنها.

ووفق المدير السابق للوعظ والإرشاد في أوقاف القدس، الشيخ «رائد دعنا»، فإن محاولات ومساعي تشكيل وفد ديني إسلامي مسيحي لزيارة السعودية انتهت بالفشل، بعد رفض بعض رجال الدين الذين طرحت عليهم الفكرة قبولها.

وحول الهدف من تشكيل الوفد وسفره للسعودية، قال «دعنا»، إن «الهدف كان لقاء الملك سلمان وولي عهده محمد، وهو يأتي في ظل طرح السعودية مسألة سحب الوصاية الأردنية على القدس».

وتشهد العلاقات الأردنية - السعودية تأزما منذ قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث رفع متظاهرون أردنيون شعارات مناهضة لموقف المملكة العربية السعودية تجاه موقفها من القرار الأمريكي.

وشهد الاجتماع الأخير للمؤتمر البرلماني العربي في الـ19 من ذات الشهر خلافات لم يسبق لها أن ظهرت بهذا الشكل بعد محاولة الوفد السعودي تجاهل الوصاية الأردنية لمدينة القدس.

وتستغل السعودية الضغوط الاقتصادية والمالية التي تعاني منها الأردن لتفرض وصايتها على مدينة القدس، كون السعودية تمتلك استثمارات استراتيجية في الأردن بقيمة 500 مليون دولار، بحسب الناشط السياسي والنقابي الأردني، «ميسرة ملص».

وترتبط العائلة المالكة في الأردن، برابطة دينية مع مدينة القدس، من ناحية النسب للرسول «محمد» صلى الله عليه وسلم، أو بالنسبة للقدس التي عرج منها الرسول العظيم إلى السماء.

وعليه فمن ناحية التقاليد وبناء على اتفاقية السلام التي وقعها الأردن مع (إسرائيل) عام 1994 فالأردن وصي على المقدسات الإسلامية (والمسيحية) في القدس، وأي تغيير في الوضع القائم سيضر بشرعية العائلة المالكة.

بالإضافة إلى غالبية سكان الأردن هم من اللاجئين الفلسطينيين الذي طردوا من بلادهم في حربي عام 1948 و1967.

ويدفع المتطرفون في الحكومة الإسرائيلية بقيادة «بنيامين نتنياهو»، الذين شعروا بالجرأة بعد اعتراف «ترامب» بالقدس عاصمة لهم نحو ضم مناطق واسعة استعمرها المستوطنون الإسرائيليون، ويقومون أيضل بإحياء  الشعار القديم «الأردن هو فلسطين» (الوطن البديل) مؤكدين أن الفلسطينيين لديهم وطن وهو الأردن.

ويتعامل قادة الأردن مع هذا باعتباره تهديدا وجوديا، ويخشون أن تؤدي أفعال (إسرائيل) إلى رحيل ثالث عبر نهر الأردن وتخريب التوازن السكاني الهش في المملكة.

المصدر | الخليج الجديد + عربي 21

  كلمات مفتاحية

القدس الأردن السعودية الوصاية الهاشمية محمد بن سلمان دونالد ترامب

مشاجرة في البرلمان الأردني بسبب الوصاية الهاشمية (فيديو)