انقلاب جديد في «عدن».. هكذا أطاح «انفصاليو الإمارات» بحكومة «هادي»

الأحد 28 يناير 2018 04:01 ص

لا تزال الأوضاع في «عدن الجنوبية» على صفيح ساخن، الأحد، بعد يوم حافل بدأ بمظاهرات لأنصار «المجلس الانتقالي الجنوبي»، تحولت سريعا إلى اشتباكات بين قوات «المجلس»، المدعومة من الإمارات، وقوات «الحماية الرئاسية» التابعة للحكومة المعترف بها دوليا.

التطورات بدأت بدعوة «المجلس الانتقالي الجنوبي»، المطالب بالانفصال، أنصاره للاحتشاد من كل المحافظات المحررة إلى محافظة عدن، صباح اليوم الأحد، من أجل المطالبة بإقالة حكومة رئيس الوزراء اليمني «أحمد بن دغر»، بدعوى «عدم توفير الخدمات».

«بن دغر»، بدوره، توعد بمواجهة تلك التظاهرات، مؤكدا أن حكومته لن تسمح لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي»، بإسقاط الحكومة، وذلك قبل ساعات من انتهاء مهلة حددتها قيادات تابعة للمجلس المدعوم إماراتيا، للرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، لمطالبته بتغيير الحكومة.

وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت، الجمعة الماضية، بلاغا بمنع إقامة أي تجمعات أو اعتصامات أو مسيرات بالعاصمة المؤقتة عدن، واعتبار هذه الأعمال في هذه المرحلة تستهدف الأمن والاستقرار.

بداية التوتر

بالفعل انطلقت المظاهرات، قبيل ظهر الأحد، لكن قوات «الحماية الرئاسية» منعت عددًا من المتظاهرين من إقامة تجمعات داخل ساحة العروض وسط «خور مكسر».

هنا، اندلعت الاشتباكات وزادت ضراوتها، لتؤدي إلى سقوط نحو 20 قتيلا، من المدنيين ومسلحي الطرفين، وفق أحدث إحصائية خرجت، مساء الأحد.

لكن منظمة «أطباء بلا حدود» قالت إن المستشفى التابع لها، استقبل 90 قتيلاً وجريحاً، بينهم امرأة.

وقرب العصر، كانت قوات «المجلس الانتقالي الجنوبي» المدعومة إماراتيا تسيطر على مقر الحكومة في عدن، ليطالب رئيس الوزراء اليمني «بن دغر»، دول التحالف الذي تقوده السعودية إلى التدخل لإنقاذ الوضع في المدينة، مؤكدا أن ما حدث هو «انقلاب».

وسيطرت قوات اللواء الأول مشاة التابعة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي «عيدروس الزُبيدي»، الموالي للإمارات، على معسكر النقل التابع لقوات هادي في المدينة، بحسب «المشهد اليمني».

حرب شوارع

الأمور تحولت بعد ذلك إلى حرب شوارع، خاصة في محيط قصر «معاشيق» الرئاسي بشوارع عدن القديمة، وبدت الشوارع مع حلول الظلام خالية من المارة والمركبات، خاصة شارع «أروى»، أكبر شوارع عدن القديمة، والذي يكون مكتظا بالسيارات في مثل هذا الوقت يوميا.

وسمع أصوات زخات الرصاص والانفجارات في حي «كريتر» ومنطقة «دار سعد»، شمالي عدن.

ونشرت قوات «الحماية الرئاسية» دباباتها في الشوارع، وأطلقت قذائفها، والتي سقط بعضها على أطراف حي «كريتر» دون أنباء عن وقوع ضحايا.

ومع حلول ساعات المساء، ظل الوضع مشتعلا على المستوى الميداني، وضبابيا على المستوى السياسي، وثارت التساؤلات حول دور الإمارات الحقيقي وراء الأمر، وإمكانية أن يتسبب في شرخ كبير مع السعودية، التي ترفض انفصال الجنوبيين.

وكان «التحالف العربي»، قد أصدر بيانا، مساء السبت، أكد فيه أنه يتابع ما يجري من مستجدات وأحداث في مدينة عدن، ودعا كافة المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية إلى التهدئة وضبط النفس والتمسك بلغة الحوار والعمل مع التحالف لدحر مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وفق تعبيره.

وقف إطلاق النار

لكن التطور السياسي الأبرز بعد الاشتباكات جاء من الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، والذي أصدر بيانا آخر، مساء الأحد، أمر فيه قوات «الحماية الرئاسية» بوقف إطلاق النار فورا، والعودة إلى ثكناتها.

وأكد «هادي» أن قراره جاء بناء على محادثات أجراها مع قيادة التحالف العسكري في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية.

وقبل نحو أسبوع، أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي «عيدروس الزبيدي» أنه سيشرع في إسقاط الحكومة الشرعية التي اتهمها بالفساد، معلنا فرض حالة الطوارئ في مدينة عدن، ورفض أي تواجد عسكري لقوات شمالية في المحافظات الجنوبية.

وتأسس «المجلس الانتقالي الجنوبي» برئاسة محافظ عدن المقال اللواء «عيدروس الزبيدي»، في 11 مايو/آيار العام الماضي، بدعم من الإمارات، ويتبنى مساعي انفصال الجنوب عن الشمال.

رسالة انفصالية

بدوره، اعتبر الدكتور «أنورعشقي»، رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالشرق الأوسط في «جدة»، أن التطور الميداني المفاجئ الذي حدث في عدن الجنوبية، الأحد، بسيطرة قوات «المجلس الانتقالي» على مقرات الحكومة الشرعية، يعد بمثابة رسالة من الجنوبيين بأنه «لا تراجع عن مطالبهم بالانفصال».

وقال «عشقي» إن الجنوبيين الانفصاليين أرادوا إحياء قضيتهم، مع اقتراب الجلوس على مائدة المفاوضات في «مسقط»، ليقولوا بوضوح أنه لا تسوية على حسابهم.

ولم يستبعد «عشقي»، أن يتم إقالة حكومة «بن دغر»، واستبدالها بحكومة أخري، موضحا أن الحكومة الموجودة حالياً لها ممارسات سلبية كثيرة بقيت في نفوس الجنوبيين حتى الآن، بحسب «سبوتنيك».

وأكد «عشقي»، وهو جنرال سعودي متقاعد، أن التحالف العربي كان يريد الحفاظ على مكونات «يمن موحد»، ولكن في إطار «اتحاد فيدرالي»، بحيث يتم تحقيق رغبة الجنوبيين في استقلالهم الإداري، كما بالولايات المتحدة الأمريكية والعديد من دول العالم.

وأشار إلى أن الإمارات ساعدت الجنوبيين في التخلص من التنظيمات الإرهابية، كتنظيم «القاعدة»، الذي كان يتحكم في عدد من المدن الساحلية بشكل خاص، وساعدت بذلك في لم شمل الجنوب.

  كلمات مفتاحية

انقلاب اليمن عدن الامارات انفصال المجلس الانتقالي الجنوبي عبدربه منصور هادي التحالف العربي

الرئاسة اليمنية: ما يجري في عدن عمل انقلابي مرفوض

خلافات «هادي» والإمارات تتصاعد رغم نزع فتيل أزمة عدن

«المجلس الانتقالي» يهدد باستخدام القوة لفصل جنوب اليمن