التقى الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» في العاصمة أنقرة، وذلك في أول زيارة يقوم بها «الحريري» لتركيا منذ عدوله عن قرار استقالته.

واستغرق اللقاء، الذي جرى في المجمع الرئاسي، حوالي ساعة ونصف الساعة، وتم بعيدا عن الإعلام.

ووصل «الحريري» تركيا أمس الثلاثاء، في زيارة رسمية، والتقى في وقت سابق من اليوم الأربعاء، نظيره التركي «بن علي يلدريم»، في مقر رئاسة الوزراء بأنقرة، حيث عقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا عقب اجتماع ثنائي وآخر على مستوى وفدي البلدين.

ويرافق «الحريري» وزير الداخلية اللبناني «نهاد المشنوق»، وفقا لما نشرته وكالة «الأناضول».

وقام «يلدريم» باستقبال «الحريري» في قصر «جاناكية» التابع لرئاسة الوزراء التركية وبمراسم رسمية، تلاه مؤتمر صحفي مقتضب.

وخلال المؤتمر، أكد «يلدريم» على أن حجم التبادل التجاري بين لبنان وتركيا عانى في الفترة الأخيرة من هبوط، بسبب الحرب الدائرة في سوريا، حيث سيتم العمل على إيجاد السبل لرفع حجم التبادل التجاري.

ولفت إلى أن اللقاء كان فرصة لاطلاع رئيس الوزراء اللبناني بشكل شامل على عملية «غصن الزيتون» ضد معاقل حزب «الاتحاد الديمقراطي» (الجناح السوري للعمال الكردستاني) في منطقة عفرين، منوها إلى أن الجانبين تحدثا حول القضية الفلسطينية والقرار الأمريكي المتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

وأكد «يلدريم» أن اللقاء تناول أيضا موضوع اللاجئين السوريين، وطرق دعمهم سواء في لبنان أو تركيا.

وتأتي زيارة «الحريري»، في الوقت الذي شهدت فيه علاقته بالرياض، الداعم الرئيسي له، برودا كبيرا خلال الفترة السابقة، وبالذات بعد احتجازه في الرياض وإجباره على إلقاء خطاب أعلن خلاله استقالته، ليخرج بوساطة فرنسية، تراجع على إثرها عن قراره بالاستقالة.

ويمتلك «الحريري» استثمارات متعثرة في تركيا، ممثلة بحصة تقارب 55% في شركة «تورك تيلكوم» التركية لخدمات المحمول، ولكن تعاني الشركة من تراكم الديون.

وتتماس مصالح تركيا ولبنان مع بعض قضايا المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية، حيث تستضيف أنقرة أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري، فيما تستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري، ومن مصلحة أنقرة وبيروت إنهاء الأزمة بشكل يحفظ كرامة السوريين.