كشف خطاب نوايا وقعته الحكومة القطرية مع شركة الدفاع الفرنسية «نكستر» في ديسمبر/كانون الأول الماضي، خلال زيارة الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» للدوحة عن كيان جديد، يسمى «برزان القابضة»، وهو عبارة عن شركة لتطوير الصناعات الدفاعية القطرية.

ويأتي إنشاء «برزان القابضة» في إطار خطة طموحة لتطوير صناعة دفاع قطرية وطنية، كما أن الشركة ستكون مملوكة جزئيا للقطاع العام وستدار من قبل وزارة الدفاع القطرية، وستشرف على جميع التدابير وصفقات صناعة السلاح المستقبلية في قطر، وفقا لمصادر «إنتلجنس أونلاين».

وترتبط قطر وفرنسا بعلاقات تعاون في مجالات عدة، بينها الأمن والدفاع، كما تولي باريس اهتماما لافتا لتعزيز تعاونها في مجال الدفاع والأمن مع الدوحة خلال الفترة الراهنة.

وتأتي الخطوة، في ظل الأزمة الخليجية التي اندلعت عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في 5 يونيو/حزيران من العام الماضي، متهمةً الدوحة بأنها تدعم الإرهاب، وهو ما نفته الدوحة، التي سعت منذ انطلاق الأزمة إلى تسريع خططها الدفاعية والعسكرية على مستويات عدة وفي مناطق مختلفة تمركزت في الأساس بتركيا والقارتين الأمريكية والأوروبية. (طالع المزيد)

ومنذ بداية الأزمة، التزمت فرنسا الحياد تجاهها، مع تأييد ضمني للجانب القطري، وطالبت أكثر من مرة بإنهائها.

وتبدو فكرة «برزان القابضة»، كمحاكاة لشركة الإمارات للصناعات العسكرية، وما تحاول المملكة العربية السعودية فعله مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية.

تصنيع قطري

وتأمل الشركة أو الكيان القطري الجديد، في بناء مركبة مدرعة مملوكة ومصنعة في قطر، وليس مجرد شراء العتاد الأجنبي.

وكانت شركة «نكستر» الفرنسية للصناعات العسكرية تأمل في بيع 490 قطعة من مركبتها القتالية المدرعة «في بي سي آي» في ديسمبر/كانون الأول، لدولة قطر، غير أنه بعد إنشاء «برزان»، قد ينتهي الأمر بـ«نكستر» إلى أن تكون أداة المكوّنات التكنولوجية في مشروع أكبر لبناء مركبة مدرعة قطرية خاصة.

وبالتوازي مع النقاشات مع «نكستر»، دخلت «برزان» في محادثات مع شركة الصناعات الفنلندية «باتريا»، ونظيرتها النرويجية «كونغسبرغ»، حول تطوير مركبة مدرعة صحراوية.

وبينما تقتصر مداولات «برزان» حول مشاريع الصناعات الدفاعية البرية فقط حتى اللحظة، فقد توسع اهتماماتها لاحقا إلى مجالات الصناعات الدفاعية الأخرى.

وفي ديسمبر/كانون أول الماضي، وقعت قطر وفرنسا، عقودا تجارية وصفقات عسكرية تبلغ قيمتها نحو 12 مليار يورو (14.15 مليار دولار).

وتشمل الصفقات الموقعة بين البلدين، شراء قطر 12 مقاتلة رافال إضافية من شركة «داسو» الفرنسية لصناعة الطائرات، وتفويض شركة «سويز» الفرنسية بعملية تجريف وتطهير مائي، في حين تم اختيار شركة «آر إيه تي بي» وشركة السكك الحديدية «إس إن سي إف» الفرنسيتين لبناء وتشغيل شبكة مترو في قطر، وفق «رويترز».

وسبق أن أجرى وزير الدفاع القطري «خالد العطية»، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، زيارة رسمية إلى باريس، اجتمع خلالها مع نظيرته «بارلي»، وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات الدفاعية والعسكرية وسبل تعريزها وتطويرها، بالإضافة إلى الوقوف على آخر ما تم التوصل إليه فيما يتعلق بمشاريع القوات المسلحة القطرية.

وتناول الاجتماع تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الأمن السيبراني، الذي يلقى اهتماما كبيرا من قبل القيادة العليا في القوات المسلحة القطرية.

وتأكيداً لتوجه البلدين لتعزيز علاقاتهما في مجال الدفاع والأمن والتعاون العسكري، زار «العطية» عددا من الشركات المختصة بصناعة الأسلحة والآليات الحربية، من قبيل شركة «نكستر» بصناعة عدد من الأسلحة والآليات منها دبابة القتال الرئيسية «لوكلير» والدبابة «آي إم إكس-10» ونظام مسح الألغام عن بعد، وعربة المشاة القتالية «في بي سي آي»، والمدفع سيزر عيار 155 مم، والمدفع «إل دي آي» عيار 105 مم.