قال وزير الاقتصاد والتجارة القطري، «أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني»، إن بلاده قامت باستثمار ما قيمته 35 مليار دولار في الولايات المتحدة، وأن جهاز قطر للاستثمار يعتزم استثمار 10 مليارات دولار أخرى في المستقبل القريب.

جاء ذلك في كلمة له أمس الأول الأربعاء، في غداء العمل الذي نظمه مجلس الأعمال الأمريكي- القطري، على هامش أعمال الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الذي عقد بالعاصمة واشنطن.

ووفق صحيفة «العرب» القطرية، حضر اللقاء أعضاء مجلس الأعمال الأمريكي القطري، وعدد من الشخصيات المرموقة في الولايات المتحدة إلى جانب عدد من ممثلي كبرى الشركات الأمريكية.

وأعرب الوزير القطري عن تطلعه في أن يسهم المجلس بتحفيز وتشجيع الشركات الأمريكية على الاستفادة من الفرص التي يتيحها الاقتصاد القطري لكافة المستثمرين، مشيرا في هذا الصدد إلى خطاب النوايا الذي وقعته وزارة الاقتصاد والتجارة، بهدف توطيد أواصر التعاون مع مجلس الأعمال الأمريكي -القطري في كافة المجالات.

وأكد وزير الاقتصاد والتجارة القطري أن اقتصاد دولة قطر يتميز بانفتاحه، داعياً الشركات الأمريكية في مختلف القطاعات للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تتيحها دولة قطر في هذه المرحلة الاقتصادية.

وأوضح أن وزارة الاقتصاد القطرية مستعدة للعمل والتعاون مع المجلس والشركات الأمريكية وتقديم كافة أنواع المساعدة والدعم للاستفادة من دولة قطر كمركز تجاري لممارسة الشركات لأعمالها التجارية، مؤكداً بهذا الصدد أن التجارة الدولية والاستثمار تمثلان جزءا رئيسيا في سياسة التنويع الاقتصادي التي انتهجتها دولة قطر.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد الشريك التجاري السادس لقطر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 6 مليار دولار.

وأشار إلى أن هذا الاجتماع يأتي في ظل مجموعة من التحديات الاقتصادية التي شهدتها دولة قطر إثر الحصار غير القانوني المفروض عليها من دول الجوار، والذي كان يهدف إلى تقويض موقفها كدولة مستقلة اقتصادياً وذات سيادة، موضحاً أن دولة قطر نجحت في تعزيز قوتها واستقلاليتها أكثر من أي وقت مضى.

وأضاف أن هذه الأزمة أتاحت الفرصة لجعل الاقتصاد القطري أكثر انفتاحا على كافة دول العالم، لافتا إلى أن الدولة نجحت في استحداث خطوط تجارية مباشرة مع عدد من الموانئ الاستراتيجية وتحويلها نحو الشركاء التجاريين الرئيسيين للدولة.

وأكد أن كافة المؤشرات الاقتصادية تؤكد على تجاوز دولة قطر للحصار المفروض عليها، وأن الحصار ساهم في تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية لدولة قطر، مما جعل الدولة وجهة جاذبة للاستثمارات الأمريكية.

وقبل أيام، رأى خبراء ومصادر خليجية أن توقيت انعقاد الحوار الاستراتيجي القطري - الأمريكي، يمثل إعلانا بفشل تحويل الحصار على قطر إلى عزلة دولية، وأن معركة دول الحصار لكسب عقل وقلب واشنطن قد فشلت أيضا، وأن قطر تمكنت من الالتفاف على خطة دول الحصار.

وأضافت المصادر، أن إحدى الرسائل التي يحملها هذا الحوار متعلقة بالولايات المتحدة نفسها، وهي أن مخطط البيت الأبيض للاصطفاف مع دول الحصار لم ينجح، وأن مؤسسات الدولة الأمريكية الأخرى، وتحديدا الخارجية والبنتاغون، تمكنت من فرض وجهة نظرها بأن قطر تظل حليفا مهما في عدة ملفات، وأن أمريكا، بهذا الحوار، ترفض ضمنيا وتلقائيا رواية دول الحصار بأن قطر تدعم الاٍرهاب.