«نيويورك تايمز»: تراجع الخطاب الحقوقي لأمريكا وراء انتهاكات «السيسي»

الجمعة 2 فبراير 2018 08:02 ص

اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن ما يرتكبه الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» من انتهاكات يرجع في الأصل إلى تجاهل الإدارة الأمريكية، وتراجع خطاب واشنطن فيما يتعلق بحقوق الإنسان وقيم الديمقراطية.

وقال مدير مكتب الصحيفة الأمريكية بالقاهرة، «ديكلان والش»، في مقال له، إن «السيسي لم يترك أمر توليه ولاية ثانية في رئاسة مصر للصدفة، وسارع إلى تهميش المرشحين المحتملين، سواء بالسجن أو تهديدهم؛ بمساعدة الوسائل الإعلامية المصرية التي تمكّن من السيطرة عليها».

وأشار «والش» إلى أن «المصريين سيضطرون إلى الاختيار بين السيسي ومرشح آخر غامض لا يعرف عنه أحد شيئًا؛ ووجوده فقط لتفادي إحراج الحكومة المصرية من إقامة سباق انتخابي فيه متسابق واحد».

وأكد أن «السيسي غير متخوف من اللوم الأجنبي، خاصة بعد أن أشاد به (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب ووصفه بأنه الصديق الرائع، بينما صمت باقي القادة الغربيون عما يفعله السيسي؛ وممارسته هذه منتشرة بين القادة الأوتوقراطيين في جميع أنحاء العالم، ويضاف إليها تزوير الأصوات واضطهاد المعارضين وخنق وسائل الإعلام».

وأرجع الصحفي الأمريكي سبب صمت الدول الأوروبية، أيضا، إلى «المشاكل والقضايا المتورطة فيها، مثل قضايا اللاجئين والهجرة والتمييز الاقتصادي؛ وهو ما أكّد لقادة مثل السيسي أنه لن يتعرض لتوبيخ بسبب تصرفاته».

وفي ذات السياق، تساءلت «نيويورك تايمز» عن سبب صمت الرئيس الأمريكي على الممارسات القمعية للقادة الديكتاتوريين مثل «السيسي»، ولماذا لم يعد يخشى بعض هؤلاء القادة النفوذ الأمريكي؟

وأشارت الصحيفة، في تحليل مطول، إلى إن «السبب يعود في جزء منه إلى تخلي ترامب إلى حد كبير عن حقوق الإنسان والديمقراطية، وذلك لصالح أجندة ضيقة تتمثل في اتباعه نهج أمريكا أولا».

وقالت الصحيفة إن «الاحتضان الدافئ الذي يقوم به ترامب إزاء القادة المتشددين الذين لا يتورعون عن قتل الآلاف من شعوبهم هو ما يشجعهم على الاستمرار في تجاوزات أسوأ».

وأكدت أن «قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا يتصارعون، أيضا، مع تصاعد السياسة الشعبوية في بلدانهم، بينما لم يفعلوا الكثير بشأن قمع السيسي لمعارضيه أو منافسيه في السياق الانتخابي».

ورغم حديث أمريكا لعقود عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، فإنها أعطت الأولوية للأمن الداخلي الأمريكي، الذي بدأ تقريبا من بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وقال الباحث في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، «ستيوارت باتريك»، إن «خطوات ترامب تجاه الرؤساء الاستبداديين مثل السيسي وبوتين وغيرهم لم تشجع سوى انتهاكات قيم حقوق الإنسان».

وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان في إدارة الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما»، «توم مالينوفسكي»، إن «الحكومات السيئة تتصرف بشكل سيئ؛ لكنهم كانوا من قبل يأخذون في حسبانهم رد الفعل الأمريكي، وهو ما لم يعد موجودا الآن».

وأضاف أنه «بالنظر إلى الخطاب الأمريكي بشأن حقوق الإنسان على مدار المدد الماضية نجد أنه انتقائي، لكن هذه الحقيقة أصبحت واضحة للعيان في عهد ترامب».

وفي تعليقها على ما حدث للمرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة المصرية في مارس/آزار المقبل، اكتفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية «هيذر ناويرت» بالقول إن مسؤولي بلدها يراقبون الوضع عن كثب.

  كلمات مفتاحية

مصر أمريكا العلاقات المصرية الأمريكية ترامب السيسي رئاسيات مصر 2018

«السيسي» يبدو قلقا.. «ميشيل دن» تكشف الأسباب