توقع مراقبون في سوق الأسهم السعودية، الأحد، فشل أي اكتتاب مستقبلي في الصناديق العقارية المتداولة في المملكة، نتيجة لما تمر به تلك الصناديق من مرحلة ضغوط حادة، أدت في نهاية المطاف لإلغاء اكتتاب أحدها مؤخراً نتيجة عدم تغطية الاكتتاب.

ويتزامن الضغط على الصناديق العقارية المتداولة، مع حالة الركود التي يعانيها القطاع العقاري السعودي منذ تراجع أسعار النفط، إذ هبطت أسعار العقار بقرابة 17% منذ نهاية 2014، وفق مسح لوكالة «الأناضول» لبيانات الهيئة العامة للإحصاء (حكومي).

ولأول مرة في البلاد، قررت إدارة صندوق شركة الوساطة المالية «وساطة كابيتال» إلغاء طرح وإدراج صندوق الاستثمار العقاري المتداول «صندوق وساطة ريت» وعدم تمديد فترة الطرح؛ نظراً لعدم تغطية الاكتتاب.

وقال المحلل المالي «محمد الشميمري» إن اكتتابات الصناديق العقارية المتداولة أثبتت فشلها؛ نتيجة لأن أسعار وحداتها (أسهمها) أصبحت حالياً أقل من سعر الاكتتاب، بحسب الوكالة.

وتساءل «الشميمري» : «لماذا يذهب المستثمر للاكتتاب ما دامت الأسعار في السوق أقل؟».

وبحسب المسح، يتداول حالياً سبعة صناديق عقارية بأسعار أقل من سعر الاكتتاب البالغ 10 ريالات (2.7 دولار)، في حين أن صندوقين فقط يتداولان أعلى من سعر الطرح.

والبورصة السعودية الكبرى في العالم العربي من حيث القيمة السوقية، وتضم 181 شركة وصندوقاً عقارياً متداولاً، موزعة على 20 قطاعاً.

وأرجع «الشميمري» فشل اكتتابات الصناديق العقارية المتداولة إلى المبالغة في التقييم عند الطرح، ومن ثم يتراجع التقييم لاحقاً ممَّا يضر بالمساهمين، إضافة إلى زيادة الوعي لدى المستثمرين حالياً، ونتيجة لبيع مؤسسي الصناديق لحصصهم.

ولاقت الصناديق العقارية المتداولة إقبالاً ضخماً من المستثمرين على الاكتتاب بها في البداية، إذ تراوحت تغطية طروحات أول 5 صناديق بين 9 مرات و20 مرة، في حين تراوحت معدلات التغطية في آخر 4 طروحات بين مرة ومرتين فقط، كما تعرض الأخير لفشل التغطية.

ووفق المسح تتداول سبعة صناديق عقارية في البورصة السعودية دون سعر الاكتتاب؛ وهي: الرياض ريت، وجدوى ريت الحرمين، والمعذر ريت، ومشاركة ريت، وملكية ريت، ومشاعر ريت، والأهلي ريت1.

في حين يتداول صندوقا الجزيرة موطن ريت، وتعليم ريت، فقط بأسعار أعلى من سعر الطرح.

والجمعة الماضي، قررت إدارة صندوق شركة الوساطة المالية «وساطة كابيتال» إلغاء طرح وإدراج صندوق الاستثمار العقاري المتداول (صندوق وساطة ريت)، وعدم تمديد فترة الطرح؛ نظراً لعدم تغطية الاكتتاب.

وكانت هيئة السوق المالية السعودية قد وافقت، في ديسمبر الماضي، على طلب الشركة طرح وتسجيل وإدراج وحدات «صندوق وساطة ريت» في السوق، كوحدات صندوق استثمار عقاري متداول مطروح طرحاً عاماً.

وبدأ الاكتتاب في الصندوق اعتباراً من يوم 14 يناير 2018 وانتهى في 1 فبراير الجاري، دون تغطيته.

وطرحت إدارة الصندوق 32.4 مليون وحدة للجمهور، وبسعر اشتراك قدره 10 ريالات للوحدة.

ويعاني قطاع العقارات السعودي من ركود حاد، خلال الأشهر الماضية، متأثرا بحركة نزوح ملحوظة للوافدين عن المملكة، بعد قرارات زيادة الرسوم المفروضة عليهم، والضرائب، علاوة على تقليل الدعم على الوقود وغيره من المنتجات والخدمات.

الركود أيضا تسبب به عزوف المواطنين عن الشراء، لمعظم الأسباب السابقة، علاوة على تأثر دخولهم سلبا، بعد انخفاض سعر النفط.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كشفت وزارة الإسكان السعودية، أن 92% من العقارات المعروضة للبيع خلال النصف الأول من العام الجاري، لم يتم بيعها.

ومنذ بداية عام 2017، انخفض إجمالي صفقات السوق العقارية في السعودية خلال الأشهر الثمانية الأولى منه، بنسبة 29.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتستقر عند 137.0 مليار ريال (36.53 مليار دولار).