دخل رئيس وزراء مصر الأسبق المرشح الرئاسي السابق الفريق «أحمد شفيق» في عزلة سياسية مفاجئة لفتت الأنظار، تماما كإعلانه المفاجئ ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية 2018، ثم انسحابه لاحقا.

وبعد انسحابه، من ماراثون رئاسيات مصر، المقرر الاقتراع فيها مارس/آذار المقبل، فوض «شفيق» كافة صلاحياته كرئيس لحزب الحركة الوطنية المصرية، أسسه بعد ثورة 25 يناير/كانون الأول، إلى نائبه اللواء «رؤوف السيد»، ليختفي «شفيق» مجددًا وينزوي في ركن هادئ بعيدًا عن السياسة وصخبها، حيث يقيم في منزله دون أن يمارس أي نشاط سياسي حتى داخل حزبه.

وقال «رؤوف السيد» إن «شفيق» فوضه بإدارة شؤون الحزب كقائم بأعمال رئيس الحزب لحين انعقاد المؤتمر العام للحزب في منتصف ديسمبر/كانون الأول المقبل، حيث من المقرر أن يقوم المؤتمر العام لحزب الحركة الوطنية باختيار رئيس الحزب وأمينه العام وكل المناصب القيادية داخل الحزب بالانتخاب الحر المباشر من بين أعضاء الحزب، وفقا لتصريحاته لصحيفة «المصريون».

وأشار «السيد» إلى أن «شفيق أصبح لا علاقة بحزب الحركة الوطنية الآن، ولا يمارس أي دور سياسي داخل الحزب منذ تفويضه لنائب رئيس الحزب بإدارة شئونه».

وسبق أن فجر إعلان «شفيق» الترشح للانتخابات الرئاسية، مفاجأة من العيار الثقيل، في 29 نوفمبر/تشرين الأول الماضي عبر مقطع فيديو ظهر من خلاله «شفيق» من مقر إقامته من أبوظبي بالإمارات أعلن فيه، عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية المقررة في 2018.

بعدها بساعات قليلة، بثت قناة «الجزيرة» الإخبارية مقطع فيديو لـ«شفيق» يتحدث فيه عن منعه من السفر؛ وتبع ذلك نفي من الإمارات لصحة المنع، على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية، «أنور قرقاش»، عبر حسابه على «تويتر»، كما هاجم «شفيق» بسبب تصريحاته تلك.

ورغم الإعلان عن توجه «شفيق» إلى فرنسا، فقد تم ترحيله بشكل مفاجئ إلى مصر في 2 ديسمبر/كانون الأول الماضي، على متن طائرة خاصة، بعد خمس سنوات قضاها في الإمارات، وأقام فور وصوله القاهرة بأحد الفنادق، قبل أن يعود بعدها إلى منزله بمنطقة التجمع الخامس شرقي القاهرة.

وغداة وصوله، فاجأ «شفيق» الجميع بإعلانه أنه قرر إعادة تقييم موقفه من خوض الانتخابات، ليعلن بعد ذلك عن تراجعه بشكل رسمي عن الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقال «شفيق» في بيان تراجعه عن الترشح نشره عبر حسابه على «تويتر» إنه «بالمتابعة للواقع، فقد رأيت أنني لن أكون الشخص الأمثل لقيادة أمور الدولة خلال الفترة القادمة ولذلك قررت عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة».

ولم يعلن «شفيق» دعمه لأي من المرشحين في بيانه، لكنه قال إنه «يدعو الله أن يكلل جهود الدولة في استكمال مسيرة التطور والإنجاز».

وأضاف: «كنت قد قررت لدى عودتي إلى أرض الوطن أن أعيد تقدير الموقف العام بشأن ما سبق أن أعلنته (من قرار الترشح لانتخابات الرئاسة) أثناء وجودي بدولة الإمارات، مقدرًا أن غيابي لفترة زادت على خمس سنوات ربما أبعدني عن المتابعة الدقيقة لما يجري على أرض وطننا الحبيب من تطورات وإنجازات رغم صعوبة الظروف التي أوجدتها أعمال العنف والإرهاب».