جد البريطانيين «أسود مهاجر» من الشرق الأوسط (فيديو)

الأربعاء 7 فبراير 2018 05:02 ص

أعلن فريق من العلماء البريطانيين أن ملامح أقدم رجل بريطاني معروف حتى عصرنا كان يعيش قبل حوالى 10 آلاف سنة كشفت أنه كان أسود البشرة مجعد الشعر، وهي النتيجة التي أتت مخالفة لكلّ التصورات.

وقال مدير الأبحاث في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، «كريس سترينغر»، إن «عملية إعادة تشكيل وجه شيدر مان التي أجريت قبل بضع سنوات أظهرته بشعر أسود وعينين بنيتين لكن مع بشرة لونها أفتح».

ولفت في تصريحات لوكالة فرانس برس «من المفاجئ جدا أن نكتشف أن بريطانيا عاش قبل 10 آلاف سنة كان يتمتع ببشرة داكنة جدا وعينين شديدتي الزرقة».

وتم التوصّل إلى هذه الخلاصات استنادا إلى عاملين اثنين هما نوعية الحمض النووي (دي ان ايه) الجيدة جدا لهيكل عظمي بهذا القدم والتقنيات الحديثة لتحديد تسلسل المجين (الجينوم البشري).

وبفضل المعلومات التي تم استخلاصها من الحمض النووي وبالاستناد إلى مسح ضوئي للجمجمة، صمّم خبيران هولنديان نموذجا بالأبعاد الثلاثية يبيّن ملامح «شيدر مان».

وتبين أن هذا الرجل الملقب بـ«شيدر مان» نسبة إلى الموقع حيث عثر عليه في جنوب غرب إنجلترا كان لديه بشرة داكنة اللون وشعر أسود مجعّد وعينان زرقاوان.

وينتمي «شيدر مان» المعروض هيكله العظمي في متحف التاريخ الطبيعي في لندن إلى إحدى جماعات الصيد وجمع الثمار التي هاجرت من الشرق الأوسط إلى شمال أوروبا نهاية العصري الجليدي. و10% تقريبا من السكان البريطانيين البيض يتحدرون من هذه الجماعة.

ويرجع تبدّل لون البشرة إلى عاملين اثنين، بحسب «كريس سترينغر» الذي قال «نعرف أن البشرة الفاتحة اللون باتت سائدة قبل 10 آلاف سنة مع استحداث الزراعة.. وتغيير الحميات الغذائية مع كميات أقل من الفيتامين دي».

وأحدث الكشف العلمي الجديد ضجة واسعة في بريطانيا، وانشغلت به معظم الصحف، ووضعت صحيفة «ديلي تليغراف» عنوانا لتغطيتها يقول «أوائل البريطانيين كانوا سودا وحمضهم النووي باق في معظمنا».

وتشدد الصحيفة على أن النتائج التي توصل إليها العلماء تظهر، على عكس الاعتقاد الشائع، أن الأجيال الأولى لسكان بريطانيا تشترك بالكثير في مظهرها مع إنسان العصر الحجري القديم الذي ظهر في أفريقيا.

ووضعت صحيفة التايمز عنوانا في صدر صفحتها الأولى يقول «أول إنسان حديث في بريطانيا له عينان زرقاوان.. وبشرة سوداء».

وأوضحت الصحيفة أن «شيدر مان»، الذي توفي في العشرينيات من العمر قبل أكثر من 9000 عام، يوصف بأنه أول إنسان حديث في بريطانيا، ويؤشر بداية الاستيطان في هذه الجزيرة.

وتشير الصحيفة إلى أن التمثيلات السابقة لإنسان شيدر كانت تصوره أبيض البشرة، بيد أن الدراسة التي أجراها متحف التاريخ الطبيعي بالتعاون مع جامعة لندن كوليج والتي تعد أول محاولة لتحديد لون بشرة سكان بريطانيا في العصر الحجري الوسيط باستخدام تحليل الحمض النووي، خلصت إلى أن صبغة الجلد الفاتحة لم تتطور لدى سكان أوروبا الشمالية إلا فترة متأخرة أكثر مما كان يعتقد بكثير.

وتشرح الصحيفة أن البحث استند على كشوف علمية سابقة أشارت إلى أن سكان جنوب أوروبا كانت لهم صبغة بشرة داكنة إلى ما قبل 7000 سنة، وأن العلماء يعتقدون أن صبغة الجلد الفاتحة قد تطورت لدى البشر الذين عاشوا في المناطق التي تتميز بمستوى منخفض من شعاع الشمس كي تسمح لجلودهم بتكوين المزيد من فيتامين دي المعتمد على شعاع الشمس.

  كلمات مفتاحية

بريطانيا أسود مهاجر الشرق الأوسط

دراسة: المهاجرون يحققون أداءا اقتصاديا أفضل في المدن البريطانية