تتأهب مصر، حاليا، للفوز بعقود بمليارات الدولارات من كعكة إعمار المدن المدمرة جراء عمليات مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق وليبيا.

وتقدر المؤسسات الدولية التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار في الدول الثلاث بتريليون دولار؛ نصيب سوريا منها 500 مليار دولار، وليبيا 400 مليار دولار، والعراق 100 مليار دولار.

وفي تصريحات لموقع «هاف بوست» العربي، قال نقيب المهندسين المصريين، «طارق النبراوي»، إن «تكلفة إعادة الإعمار في العراق وسوريا وليبيا تتجاوز الأرقام التي تذكرها التقارير الدولية؛ لأن تلك المدن ستبنى من جديد، بداية من البنية التحتية مثل محطات الكهرباء والماء وشبكات الصرف الصحي والطرق والكباري، والمصانع، والمشاريع السكانية».

وأضاف أن النقابة بادرت، منذ العام الماضي، بدعوة من نقابة المهندسين في سوريا، إلى القيام بزيارات ميدانية، للتعرف على طبيعة المشاريع التي تحتاجها هناك.

وتابع موضحا: «دعَوْنا مجالسَ نقابات سوريا والعراق، لحضور مؤتمر إعادة الإعمار في القاهرة، لعرض ومناقشة الأفكار وخطط الإعمار التي تحتاجها كل دولة، من قبل المهندسين الاستشاريين المصريين».

بدورها، تواصلت نقابة المهندسين المصريين، كما يشير نقيبها، مع نحو 100 مكتب للاستشارات الهندسية، استعدادا لحضور مؤتمرات إعادة الإعمار، التي ستُنظم بداية من فبراير/شباط الجاري؛ بهدف فتح أسواق جديدة للعاملين في مجال البناء والتعمير خارج مصر.

وحول ذلك، قال رئيس شعبة إلحاق العمالة بالخارج، «حمدي إمام»، للموقع ذاته، إن الغرف تتوقع إرسال نحو مليون عامل في أول عامين للعراق.

وأضاف أن سوريا لم تكن في السابق سوقاً للعمالة المصرية، لكن الغرفة مهتمة بتوفير العمالة المدربة، سواء للشركات المصرية أو غير المصرية، التي ستشارك في عملية الإعمار، سواء في العراق أو سوريا أو ليبيا.

من ناحيته، أكد رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، «أحمد الوكيل»، في تصريحات صحفية، أن الغرفة سوف تشارك في ثلاثة معارض متعلقة بعملية الإعمار في العراق وسوريا وليبيا «البداية ستكون في مؤتمر الكويت للجهات المانحة لإعمار العراق، يوم 13 فبراير/شباط، ثم معرض إعادة إعمار سوريا والمنتجات المصرية، يوم 4 أبريل/نيسان بدمشق، ثم معرض مثيل لإعادة إعمار ليبيا، يوم 7 مايو/أيار في بنغازي».

وبعد انتهاء انتخابات الرئاسة في مصر، ستبدأ الشركات المصرية في العمل في مدينة بغداد، ثم باقي المدن العراقية؛ لأنها الأكثر استقرارا أمنيا حاليا، حسبما يؤكد نقيب المهندسين المصريين، وذلك بعد خلاصات مؤتمر الكويت، التي أوضحت أن «مصر تمتلك قدرة تنفيذية عالية، خاصة لمشروعات البنية التحتية».

كما يؤكد «حمدي إمام» ذلك؛ لأن سوق العمالة في العراق معروف بالنسبة للمصريين، ومستعد حاليا لاستقبال العمالة، بخلاف سوريا وليبيا.

واعتبر أن «العراق متعطشة، حاليا، لكافة العمالة المدربة، سواء في مجال البناء أو التجارة أو الطب وغيرها».

وبالنسبة للعائد الاقتصادي لمصر من عملية إعادة الإعمار في الدول التي دمرت خلال السنوات الماضية، سيكون كبيرا جدا، حسب الدراسات التي أعدّتها نقابة المهندسين خلال الفترة الماضية؛ حيث ستصل إلى نحو 30% من إجمالي عملية الإعمار، حسب استعداد الشركات المصرية الراغبة في المشاركة بعملية الإعمار.

ووفقا للنسبة التي أوضحها «النبراوي»، سيكون نصيب مصر من إعمار العراق نحو 30 مليار دولار، وسوريا نحو 125 مليار دولار، وليبيا نحو 120 مليار دولار.