أمريكا تعطل خططا لتعديل اتفاق خفض إنتاج النفط

الأحد 11 فبراير 2018 10:02 ص

رفعت الولايات المتحدة الأمريكية، قدراتها الإنتاجية من النفط، تزامنا مع التطلعات لتعديل اتفاقيات تخفيض الإنتاج المصاحبة لارتفاعات أسعار الخام البرنت، بمبلغ أقصاه 71 دولارا للبرميل، ما تسبب في انخفاض الأسعار مرة أخرى.

وبينما بدأ بعض منتجي النفط يفكرون في تعديل اتفاق تخفيض الإنتاج، بعد ارتفاعات لخام برنت بلغ متوسطها خلال الشهرين الماضيين 64 دولارا، وأقصاها 71 دولارا، منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، أسرعت منصات الحفر الأمريكية بالاستفادة من تلك الزيادات في الأسعار، وزادت عدد الحفارات النفطية لأعلى مستوى لها منذ نحو 3 سنوات.

ونتيجة لذلك، هبط مزيج برنت في تعاملات الجمعة، آخر تعاملات الأسبوع، لأدنى مستوى منذ 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وسجلت العقود الآجلة هبوطا بـ2.02 دولار أو 3.1%، ليبلغ عند التسوية 62.79 دولار للبرميل.

كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 1.95 دولار أو 3.2%، ليبلغ عند التسوية 59.20 دولار للبرميل، مسجلا أدنى مستوى إغلاق منذ 22 ديسمبر/كانون الأول.

وبلغ أقل مستوى للخام الأمريكي في الجلسة 58.07 دولار للبرميل.

ولم يغب عن الرئيس التنفيذي لشركة «جازبروم نفط»، «ألكسندر ديوكوف»، حينما قال يوم الجمعة، إن من المحتمل تعديل الاتفاق العالمي على خفض إنتاج النفط المبرم بين «أوبك» وبعض المنتجين غير الأعضاء في المنظمة، ومن بينهم روسيا، في الربع الثاني من 2018، حجم إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية الذي سجل مستوى ارتفاع قياسي العام الماضي، وسط تطلعات لاستقراره فوق 10 ملايين برميل يوميا العام الحالي.

وقال «ديوكوف»، وفقا لوكالة «رويترز»، إن سوق النفط العالمية تقترب من نقطة التوازن، معبرا عن أمله في أن تتفق الدول على زيادة الإنتاج بدلا من خفضه أكثر.

وتخفض روسيا إنتاجها من الخام بأكثر من 300 ألف برميل يوميا بموجب الاتفاق.

ويُشار إلى أن مستوى 60 دولارا للبرميل، مستهدف مطمئن لروسيا لدعم ميزانيتها، بينما يمثل لدول أخرى أعضاء في منظمة «أوبك»، دون الحد الأدنى المأمول من إيرادات النفط، لكن السعودية، الذي يمثل هذا المستوى لها كفايتها وتحقيق فائض منه، نظرا لانخفاض تكاليف الإنتاج، تدعم تمديد اتفاق تخفيض الإنتاج، وتشير إلى أن السوق تتجه ناحية التوازن.

لكن إنتاج أمريكا يقف حائلا أمام خطط منتجي النفط داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» ومنتجين مستقلين، لإعادة التوازن للسوق بوتيرة ثابتة، رغم أنه لم تعلن أي دولة رسميا حتى الآن، ضمن إطار اتفاق تخفيض الإنتاج، عن إعادة النظر في بنود الاتفاقية، إلا ما تردد مؤخرا عن أهمية وضع استراتيجية الخروج، بعد انقضاء المدة المحددة، آخر العام الحالي.

لكن روسيا اعتادت على جس نبض السوق عن طريق إحدى شركاتها التابعة.

وأضافت شركات الطاقة الأمريكية 26 حفارا نفطيا الأسبوع الماضي، ليرتفع إجمالي عدد منصات الحفر إلى 791 منصة، وهو أعلى مستوى منذ أبريل/نيسان 2015، حتى مع تراجع الخام من أعلى مستوياته في ثلاث سنوات، حيث تتوقع شركات الحفر ارتفاع أسعار إنتاجها في 2018 عن العام الماضي‭‬‬.

وقالت شركة «بيكر هيوز» لخدمات الطاقة يوم الجمعة، في تقريرها الأسبوعي، إن الزيادة في عدد الحفارات، خلال الأسبوع المنتهي في التاسع من فبراير/شباط، يمثل أكبر زيادة أسبوعية منذ يناير/كانون الثاني 2017.

وعدد الحفارات النفطية النشطة في أمريكا، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، أعلى بكثير من مستواه قبل عام البالغ 591، مع استمرار شركات الطاقة في زيادة الإنفاق منذ منتصف 2016 حين بدأت أسعار الخام في التعافي من هبوط حاد استمر عامين.

وبلغ إجمالي عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي النشطة حتى التاسع من فبراير/شباط 975 حفارا، وهو أيضا أعلى مستوى منذ أبريل/نيسان 2015، مقارنة مع متوسط بلغ 876 حفارا في 2017 و509 حفارات في 2016، ونحو 978 حفارا في 2015، وتنتج معظم هذه الحفارات كلا من النفط والغاز.

وأخذ النفط الأمريكي نحو العام ونصف العام، للهبوط من 106 دولارات، ليبلغ القاع عند 26 دولارا في يناير/كانون الثاني 2016، لكنه احتاج إلى عامين ليرتفع من مستوى القاع إلى 66 دولارا. ومنذ منتصف 2016، زاد إنتاجه بأكثر من 17%، ليسجل 9.88 مليون برميل يوميا.

وبفعل تجدد المخاوف نتيجة ارتفاع إمدادات الخام، انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي وخام برنت أكثر من 11% من مستوى ذروة العام الحالي، الذي بلغته في أواخر يناير/كانون الثاني.

ونزل برنت نحو 9% خلال الأسبوع الماضي، بينما هبط الخام الأمريكي 10%، في أكبر خسائر أسبوعية منذ يناير/كانون الثاني 2016.

وسجلت العقود الآجلة سادس خسائرها اليومية على التوالي، لتبدد المكاسب التي حققتها منذ بداية العام في سلسلة من الجلسات التي شهدت أحجام تداول مرتفعة تحت ضغط من بيانات أقوى من المتوقع عن الإمدادات، وارتفاع غير متوقع في كميات الخام المنقولة عبر خط أنابيب فورتيس في بحر الشمال، الذي أغلق في وقت آخر الأسبوع الماضي، بحسب بيانات «رويترز».

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

أمريكا أوبك نفط خام برنت سعر البرميل زيادة الإنتاج النفط الأمريكي انخفاض أسعار النفط