تحرك عسكري تركي لمنع عملية تنقيب في البحر المتوسط

الأحد 11 فبراير 2018 03:02 ص

اعترضت قطع بحرية تركية، طريق سفينة تابعة لشركة «إيني» الإيطالية لاستكشاف النفط، التي كانت في طريقها للتنقيب عن الغاز المكتشف أخيرا في المياه القبرصية.

وذكرت وسائل إعلام قبرصية، الأحد، أن سفنا حربية تركية كانت تجري مناورات في المنطقة، مشيرة إلى أن الحادث وقع يوم الجمعة الماضي.

وحذر العسكريون الأتراك طاقم السفينة من مواصلة الرحلة، لأن المنطقة ستشهد مناورات عسكرية، وفق ما ذكر ناطق باسم الشركة الإيطالية لوكالة «أسوشيتدبرس» الذي أكد أن السفن ستبقى مكانها.

وقالت قبرص إن سفينة الحفر «سايبم 12000» كانت في طريقها من موقع بين الجنوب والجنوب الغربي من قبرص متوجهة إلى منطقة في جنوب شرقي الجزيرة عندما أوقفتها السفن الحربية التركية.

من جانبه، قال الرئيس القبرصي «نيكوس أناستاسيادس» في مؤتمر صحفي في نيقوسيا، إن قبرص تتخذ الخطوات اللازمة تجاه الأمر، مضيفا أن تصرفات السلطات القبرصية تعكس ضرورة تفادي أي شيء يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الموقف دون التغاضي بالطبع عن انتهاك تركيا للقانون الدولي.

بدوره، صرح وزير خارجية قبرص «يوانيس كاسوليدس» أن بلاده تجري اتصالات مكثفة مع الشركة والحكومة في إيطاليا بخصوص أمر السفينة.

وفي السياق ذاته، أعرب السفير القبرصي بالقاهرة، عن قلقه من التصعيد التركي في البحر المتوسط، وأكد عدم قدرة الحكومة التركية على تهديد المصالح القبرصية - المصرية في البحر المتوسط، خاصة أن الاتفاقية بين مصر وقبرص قد أبرمت منذ سنوات وتم اكتشاف الغاز بالفعل وتم الإنتاج، وبالتالي ليس لديهم ما يهددون به «مصالحنا».

وأعرب السفير القبرصي عن رغبة برلمان بلاده في تأسيس جمعية صداقة برلمانية مصرية - قبرصية.

يذكر أنه في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، منعت قوات خفر السواحل التركية، وزير الدفاع اليوناني «بانوس كامينوس»، من الاقتراب بزورق عسكري من جزر «كارداك» الصخرية التركية في بحر إيجة.

وكانت مصر وجهت تحذيرا إلى تركيا، الأسبوع الماضي، من محاولة المساس بسيادتها على المنطقة الاقتصادية الخاصة بها في شرق المتوسط، وذلك عقب إعلان أنقرة عدم اعترفها باتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص عام 2013.

ونشر الموقع الرسمي لوزارة الدفاع المصري، فيلما وثائقيا يكشف حماية حاملة المروحيات «ميسترال»، لحقول الغاز شرق البحر الأبيض المتوسط.

وتحت عنوان «عمالقة البحار»، أظهر الفيلم البحرية المصرية وهم يحمون حقل ظهر للغاز الطبيعي، بالبحر المتوسط، وذلك باستخدام القطع البحرية الحديثة «ميسترال».

 

 

 

 

وكانت مصادر مصرية خاصة كشفت لـ«الخليج الجديد»، الخميس الماضي، عن تحريك حاملة طائرات من طراز «ميسترال»، فجر الأربعاء، باتجاه حقول الغاز شرق البحر الأبيض المتوسط. (طالع: حصري.. مصر تحرك «الميسترال» لتأمين حقوق غاز شرق المتوسط)

وقالت المصادر، إن التحرك المصري جاء ردا على تصريحات وزير الخارجية التركي، «مولود جاويش أوغلو»، الإثنين الماضي، بشأن عدم اعتراف تركيا بالاتفاق المبرم بين مصر وقبرص في ديسمبر/كانون الأول 2013، بترسيم الحدود البحرية بين البلدين للاستفادة من المصادر الطبيعية في شرق البحر المتوسط.

وأضافت المصادر القريبة من أوساط دبلوماسية وعسكرية في القاهرة أن التحركات العسكرية المصرية شملت قطعا بحرية أخرى، في تكتم بالغ حول الخطوة، التي جاءت بتنسيق مع قبرص واليونان و(إسرائيل).

وتزامنت التحركات المصرية مع تحذيرات صدرت عن الخارجية المصرية، من محاولة المساس بالسيادة المصرية فيما يتعلق بـ«المنطقة الاقتصادية الخاصة بها في شرق المتوسط»، مؤكدة أن ذلك محاولة «مرفوضة وسيتم التصدي لها».

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، «أحمد أبوزيد»، إن «اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص لا يمكن لأي طرف أن ينازع في قانونيتها؛ حيث إنها تتسق وقواعد القانون الدولي وتم إيداعها كاتفاقية دولية في الأمم المتحدة».

وترفض أنقرة قيام قبرص اليونانية (المتحالفة مع مصر) بعمليات التنقيب في شرق البحر الأبيض المتوسط، من طرف واحد، متجاهلة حق جارتها «قبرص التركية» (المدعومة من أنقرة)، مشددة على أنه «لا يمكن القبول بهذه الأعمال في ظل عدم التوصل إلى حل عادل وشامل في المسألة القبرصية»، وفق بيان خارجية قبرص التركية.

اللافت أن تحركات البحرية المصرية شرق المتوسط، واكبها تصريحات من برلمانيين وإعلاميين مصريين نافذين تذكر أنقرة بقدرات مصر التسليحية، القادرة على ردع الجانب التركي.

وتعمل القاهرة ضمن تحالف ثلاثي يضم إلى جانبها كلا من قبرص اليونانية واليونان، وذلك في مواجهة تركيا، التي تعتبر النظام في القاهرة غير شرعي وجاء بانقلاب عسكري على الرئيس المصري «محمد مرسي» في 2013.

وحاملتا الطائرات «ميسترال»، اللتان تسلمتهما مصر من فرنسا، العام قبل الماضي، وأطلقت عليهما اسمي الرئيسين المصريين الراحلين «جمال عبدالناصر» و«أنور السادات»، تعد من أكثر السفن المتطورة في العالم، وتتميز بقدراتها الهجومية والبرمائية العالية.

وتتسلح الواحدة منهم بمنظومة صاروخية للدفاع الجوي، ويمكنها حمل 700 جندي، و16 طائرة هليكوبتر، وما يصل إلى 50 عربة مدرعة و40 دبابة، وهي معنية بالتمركز والتأمين وتنفيذ المهام البحرية على سواحل البحر المتوسط.

  كلمات مفتاحية

مصر تركيا قبرص البحر المتوسط مناورات عسكرية تركية التنقيب عن الغاز

مصر: سنحارب لآخر نقطة من مقدراتنا الاقتصادية