«صلاح قوش».. «عدو البشير التائب» يعود للمخابرات السودانية

الاثنين 12 فبراير 2018 05:02 ص

عاد الفريق أول صلاح «محمد عبدالله» الشهير بـ (قوش)، إلى منصبه كمدير عام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني، بعد أكثر من تسع سنوات قضاها بعيدا عن رئاسة الأمن السوداني.

وفي 15 أغسطس/ آب 2009، ودون إبداء أسباب، أصدر الرئيس السوداني «عمر البشير»، قرارا جمهوريا أقال بموجبه «قوش» (61 عاما) من منصب مدير عام جهاز الأمن والمخابرات، الذي كان يتولاه منذ عام 2004، وعين محله نائبه الفريق «محمد عطا المولى».

وجرى تعيين «قوش»، بموجب القرار الجمهوري نفسه، مستشارا أمنيا للرئيس، لكن في عام 2011 أقاله «البشير» من هذا المنصب أيضا دون إبداء أسباب.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 جرى اعتقال «قوش» مع 12 ضابط من الجيش وجهاز الأمن والمخابرات، بتهمة الضلوع في محاولة انقلابية أحبطتها السلطات السودانية، ثم أصدر البشير، في يوليو/ تموز 2013 عفوا عاما عن «قوش»، وأسقط التهم الموجهة إليه هو وزملائه الضباط.

وبعد أن قضى ثمانية أشهر في السجن، شكر «قوش» الرئيس السوداني على قرار العفو، وقال: «أنا أبن الانقاذ (انقلاب البشير العسكري عام 1989)، منها وليها وفيها ولم تتغير مبادئي، وما أزال ابن الحركة الإسلامية و(حزب) المؤتمر الوطني».

ثم أنزوي «قوش» عن الأنظار، منخرطا في عمله الخاص بين الخرطوم ودبي، لكنه حافظ على وجوده في الساحة السياسية، نائبا في البرلمان السوداني عن دائرة مروي، التي فاز بانتخاباتها عام 2015.

والأحد بدأ فصل جديد لرجل الأمن القوي، بعودته إلى قمة الجهاز الأمني السوداني، حيث أصدر البشير قرارا جمهوريا بتعيين «قوش» مديرا عاما لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.

وأهمية «قوش» تنبع من المناصب التي تقلدها منذ دراسته الجامعية في جامعة الخرطوم، حيث كان مسؤولا عن جهاز المعلومات الخاص بتنظيم الإخوان المسلمين، الذي كان أقوى تنظيم في الجامعة في العقدين الثامن والتاسع من القرن الماضي، وسيطر على معظم اتحادات الطلاب.

وكان نبوغه في العمل الاستخباري وجمع المعلومات وتحليلها، كما يقول متابعوه، سببا في التحاقه بجهاز المخابرات، الذي أسسه الإسلاميون، بزعامة الترابي، عقب الانقلاب العسكري الذي أوصل البشير إلى السلطة في 1989.

وينحدر الرجل من قبيلة الشايقية، وهي من أكبر القبائل السودانية وأكثرها نفوذا، حيث ولد بقرية البلل (شمال) في معقل قبيلته، وعاش صباه في مدينة بورتسودان (شرق)، بعد أن استقرت بها أسرته، ودرس بها المرحلة الثانوية، التي التحق خلالها بالإسلاميين.

و«قوش» هو أستاذ رياضيات عرف بـ«الذكاء الخارق 175، ودرس في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم، وتدرج في جهاز المخابرات حتى بلغ منصب نائب مدير العمليات، وفي 1996، ونظرا لخلفيته الهندسية، تم تعيينه مديرا لمصنع اليرموك الحربي، الذي اتهمت الخرطوم إسرائيل بقصفه، في أكتوبر/ تشرين الأول 2012.

وعندما اختلف «البشير» مع زعيم الإسلاميين الترابي، عام 1999، وأسس الأخير حزب المؤتمر الشعبي المعارض، انحاز «قوش» إلى «البشير».

والرجل القوي في المخابرات والأمن هو من قاد تحويل جهاز الأمن في عهده إلى قوى كبرى داخل الدولة، حيث تمدد الأمن في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والرياضية، وصار بمثابة الجهاز التنفيذي للدولة بدلا عن مجلس الوزراء، وفق بعض أطراف المعارضة.

يشار إلى أن الحكومة السودانية كانت قد اتهمت الفريق أول «صلاح عبدالله»، بمحاولة تدبير عملية انقلابية برفقة عدد من الضباط في الجيش السوداني.

وتأتي الإقالة بعد أيام من الاجتماع الرباعي، الذي ضم وزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات في مصر والسودان، الخميس الماضي، الذي اختتم أعماله بالاتفاق على وقف التراشق الإعلامي بين البلدين، والإعداد لقمة رئاسية لرفع مستوى التعاون بين القاهرة والخرطوم.

  كلمات مفتاحية

السودان عمر البشير صلاح قوش المخابرات السودانية الأمن السوداني محمد عطا المولى

في خطوة مفاجئة.. «البشير» يقيل مدير المخابرات ويعيد السابق

«البشير»: تركيا بدأت إعمار جزيرة سواكن

أسرار عودة «قوش» إلى رئاسة جهاز المخابرات السودانية