تسجيلات لمقاتلين روس: تعرضنا لمجزرة أمريكية في سوريا

الأربعاء 14 فبراير 2018 07:02 ص

أثارت تسريبات لتعرض « المتعاقدين العسكريين الروس» الذين يقاتلون في سوريا إلى جانب قوات النظام السوري، لضربة عنيفة في ليل 8 فبراير/شباط الحالي قرب دير الزور من جانب القوات الأمريكية أسفرت عن مقتل عدد كبير منهم، الجدل في الأوساط الروسية.

وتحدث ناجون من «المجزرة» وفقا لوصف بعضهم، في مكالمات هاتفية، عن تفاصيل الهجوم المفاجئ ونتائجه، وانتقدوا فيها بقوة السلطات الروسية «التي تجنبت حتى الإشارة إلى الكارثة وكأننا لسنا بشرا»، حسب صحيفة «الشرق الأوسط».

تسربت التسجيلات من أوكرانيا، حيث ينشط «زملاء» لـ«المرتزقة الروس» في المعارك الدائرة هناك في شرق البلاد، في إطار ما يعرف بـ«جيش فاغنر»، وهو يضم تشكيلات مسلحة غير نظامية تدفع رواتب مجزية للمتعاقدين معها في مقابل تنفيذ عمليات عسكرية خاصة.

وأوضح المتحدثون في 3 اتصالات هاتفية أجراها ناجون من القصف الأمريكي مع أصدقائهم، تفاصيل ما جرى في تلك الليلة.

في التسجيل الأول، قال المتصل إن «المعلومات التي نشرت في وسائل إعلام عن أن الضربة استهدفت الجيش السوري كاذبة.. جماعتنا تعرضوا لهجوم عنيف»، مضيفا: «الوحدة الخامسة دمرت بالكامل.. 200 من 900 (قتلوا). كنا محاصرين وأغلقوا الطريق أمامنا، 4 مروحيات شاركت في الهجوم المباشر، لم يكن معنا إلا بنادق، لا مضادات».

وجاء في التسجيل الثاني: «كانوا يعرفون (الأمريكيون) أننا روس... انهمر القصف بشكل جنوني.. كثير من الجثث.. الضربات المكثفة استمرت عدة دقائق ولم ينج أحد.. جماعتنا لا يسألون عنا، تجنبوا حتى الإعلان عن الحادثة.. لا يتعاملون معنا باعتبارنا بشرا».

وفي التسجيل الثالث، أوضح المتحدث أن «الوحدة الخامسة والوحدة الثانية دمرتا تماما، حتى أمس أحصوا 177 قتيلا في الوحدة الخامسة.. لم يكن أمام الشباب أي فرصة للنجاة. فيكتوروفيتش مات أيضا. كان يفصلنا 300 متر فقط، تعرضنا لفخ.. أعتقد أن المجموع بين 200 و215. شاهدنا العلم الأمريكي على بعد مسافة قبل أن تصل الطائرات».

اللافت أنه قبل تسريب التسجيلات الصوتية مباشرة، أثار متطوعون روس في أوكرانيا ضجة حول «المأساة» التي تعرض لها رفاقهم في سوريا، مما دفع بالناشط البارز في الحرب الأوكرانية «إيغور ستيرلوف» الذي شغل سابقا منصب «وزير الدفاع» في «جمهورية دونيتسك» التي أعلنت انفصالا من جانب واحد عن أوكرانيا، إلى إصدار بيان ساخط، انتقد فيه بقوة «الصمت الرسمي» تجاه الحادثة، وأكد أنه «تم تدمير وحدتين في (جيش فاغنر) بشكل كامل، وتم تحميل جثث القتلى في شاحنتي (كاماز)»، منبها من يتعاقد لـ«العمل في سوريا» بأنه سيواجه «الإهمال والتجاهل».

كما كتب قائد المقاتلين الروس في أوكرانيا إيغور غيركين أن «هذه أسوأ حصيلة منذ بداية الحرب، لم يسبق أن تكبدنا مثل هذه الخسائر. الوحدة الهجومية الخامسة أبيدت، ولدينا 644 بين قتيل وجريح».

من جهته، دعا «غريغوري يافلينسكي»، وهو سياسي ليبرالي روسي مخضرم يترشح للرئاسة في الانتخابات الشهر المقبل، الرئيس «فلاديمير بوتين» إلى الكشف عن عدد الروس الذين قتلوا في سوريا وفي أي ظروف.

وتابع «يافلينسكي» في بيان له: «إذا كانت هناك خسائر كبيرة فى الأرواح للمواطنين الروس فإن المسؤولين المعنيين وفيهم القائد الأعلى لقواتنا المسلحة (بوتين) ملزمون بإقناع البلاد بها وتحديد من يتحمل المسؤولية عن ذلك».

وذهب أنصار «يافلينيسكي» إلى مطالبة البرلمان الروسي بإثارة الملف ووضع أسئلة أمام وزارة الدفاع حول: «لماذا يشارك مواطنون روس في حرب برية في سوريا؟».

وأشار بعضهم إلى أن «الرئيس ووزارة الدفاع أعلنا أن الحرب الأهلية في هذا البلد انتهت، وأن روسيا تقوم بسحب قواتها النظامية، بينما تسمح بموت عشرات أو مئات من المقاتلين غير النظاميين».

وأعلن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة بقيادة واشنطن، الأسبوع الماضي، تنفيذ ضربات جوية ضد قوات موالية للنظام السوري؛ لقيامها بالهجوم على مقر لما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية» التي يشكل مسلحو تنظيم «ب ي د/بي كا كا» الإرهابي عمودها الفقري.

وأشار التحالف إلى أن «الهجوم وقع على بعد 8 كيلومترات شرق خط مناطق خفض التوتر المتفق عليه على نهر الفرات».

بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين «ديمتري بيسكوف» في مؤتمر صحفي: «لا نملك معلومات عن الروس الآخرين الذين قد يكونون في سوريا».

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس الثلاثاء، أن أفرادا من الروس بدأوا يتحدثون عن وفاة أشخاص محبوبين في سوريا، وبعضهم أعلن عن أسماء الضحايا على وسائل التواصل الاجتماعي.

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا أمريكا دير الزور ضحايا روس غارات التحالف تسريبات روسية

مصادر: مئات من القتلى الروس في غارت أمريكية على سوريا