«الناتو» يحضر قوة «رأس الحربة» استعدادا لمواجهة التهديدات القادمة من المنطقة العربية

السبت 7 فبراير 2015 08:02 ص

أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) إنه سيكون جاهزا للرد على أي تهديد قادم من الدول العربية، وسيكون لديه قوات عالية التأهيل والتجهيز تسمى «رأس الحربة»، للتحرك في غضون يومين إلى أي بؤرة صراع يرتفع تهديدها للأمن الأطلسي.

واعتمد زعماء دول الحلف، خلال قمة ويلز في بريطانيا، الصيف الماضي، خطة شاملة لرفع الجاهزية، خاصة بعد نشوب الحرب الأوكرانية على حدود أوروبا، وكذلك نتيجة للحروب العربية المحيطة بالقارة العجوز.

أول معالم تطبيق الخطة جاء خلال اجتماع وزراء دفاع الحلف أمس الأول،برفع عدد قوات الحلف المشتركة إلى 30 ألف جندي، بعدما كانت 13 ألفاً حتى الآن. الأهم كان إعطاء الضوء الأخضر لحشد خمسة آلاف جندي، سيكونون بمثابة قوة مهام خاصة، ضخمة نسبياً، يمكن تعبئتها ووضعها في الخدمة في غضون 48 ساعة. هذه القوة ستقدم لها المساندة التي تحتاجها، كما أكد المخططون العسكريون، من القوات البحرية والجوية وقوات «الكوماندوس». في حال وجود «أزمة كبيرة»، يمكن دعم هذه القوة بالمزيد من كتائب المناورة.

وقال «مارتين ستروبنتسكي»، وزير دفاع تشيكيا الفاعلة في تسليح القوات العراقية والبشمركة الكردية، أن القوة الجديدة ستكون بمثابة جهاز عسكري متعدد الاستخدام، مرن ومتكيف، ولا حاجة لتصميمه مسبقاً وفق خصوصيات الصراع في هذه المنطقة أو تلك، تلك المواصفات باتت تفرضها شروط جديدة تتحكم اليوم بالبيئة الأمنية.

كما يقول «إنها رد فعل عام على حقيقة أن الصراعات باتت تندلع بسرعة كبيرة. في السابق كانت تمر أشهر قبل انتقال صراع ما من مرحلة نظرية إلى واقع عملي، أما الآن فيمكننا الحديث عن أيام، ولذلك ينبغي أن يكون رد الحلفاء أكثر سرعة وجاهزية».

وحول إمكانية القوة التدخل في حال نشوء تهديد يعتبره الحلف يستوجب ذلك، قال «مع سيناريو مفترض للتدخل «في العراق مثلا، سيكون عبر حوار لصيق مع الحكومة العراقية، فهو ليس شيئا موجها ضد الحكومة». الأمر يختلف مع الأزمة السورية، في حال كانت منبع التهديد. ويوضح «الأمر في حالة سوريا صعب إلى حد معين، (تدخل القوة) ليس موجهاً للتحرك ضد حكومات شرعية بالطبع، تلك التي لا ترهب شعبها».

وفي هذا السياق، أكد ديبلوماسي في الحلف، لـ «السفير»، أن «هذه القضية يدرسها المخططون العسكريون». وقال إن« التعامل مع التهديدات الآتية من المنطقة العربية سيكون جزءا من المناورة الأكبر لـ «الناتو» هذه السنة، وستكون دول الجنوب الأوروبي مسرحا لها».

وسينشر الحلف عشرات الآلاف من الجنود في المناورة التي ستجري في النصف الثاني من العام الحالي، وستشمل عملياتها كل من إيطاليا وإسبانيا والبرتغال.

وأوضح الديبلوماسي أن تأهيل قوة «رأس الحربة» سيكون مشمولاً في هذه المناورات، خصوصا أنها تجري على الشواطئ المقابلة للأزمات المشتعلة. ومن المرجح أن تشارك فيها دولاً عربية، مثل الأردن، ترتبط باتفاقيات شراكة مع «الأطلسي».

مبادرة تشكيل هذه القوة تعهدت بها كل من فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، بولندا، أسبانيا وبريطانيا. المسألة تحتاج أشهراً من الإعداد والتخطيط، لتكون القوة جاهزة للعمل. بريطانيا قالت إنها ستتسلم مهام قيادة «رأس الحربة» في العام 2017، ووضعت في خدمتها منذ الآن ألف جندي.

لكن حتى تصبح تلك القوة جاهزة، هناك الآن قوة بديلة مؤقتة، شكلتها ألمانيا وهولندا والنروج. هذه القوة بدأت بالفعل أجراء التدريبات والمناورات، والدول التي شكلتها تعمل على حشد دعم دول أطلسية أخرى للانضمام لها.

وعقب الإعلان عن هذه الاتفاقات، أصدر وزراء دفاع الحلف بياناً أكدوا فيه أن مهمة القوة ستكون «الردع في حالة التحديات التي تسببها روسيا وانعكاساتها الإستراتيجية، وفي حالة المخاطر والتهديدات المنبثقة من جوارنا، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». ولفتوا إلى أن «القوة سيتم تدريبها وتنظيمها لتتولى الاستجابة السريعة لمجموعة متنوعة من الحالات الطارئة».

من ناحية أخرى، ستكون «رأس الحربة» معنية الآن بالتعامل مع التهديد الآتي من الشرق، خصوصا في ظل القتال المتصاعد بين الانفصاليين وحكومة أوكرانيا. وسينشأ في كل من دول «الناتو» الست المجاورة لروسيا مركز قيادة وتحكم، لتنظيم عمل الجيوش الوطنية مع قوات الحلف. هذا يعني زيادة الوجود الدائم للحلف، على تخوم روسيا، وهو ما حذرت منه موسكو مراراً. وإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء قاعدتين إقليميتين، في بولندا ورومانيا.

وأبدى الجانب الأوكراني ارتياحه لهذه التحركات، وإن كانت لا تعنيه مباشرة.

المصدر | الخليج الجديد+ السفير

  كلمات مفتاحية

الناتو الدولة الإسلامية

«الناتو» يستعد لإرسال طائرات بدون طيار فوق ليبيا بدء من العام المقبل

«الناتو» يقر خطة لتعزيز قدرات الجيش العراقي

ماذا تستفيد الكويت من اتفاقية «العبور» التي وقعتها مع «الناتو»؟

وزير الدفاع الإماراتي يبحث مع نائب أمين عام «الناتو» التعاون المشترك