قال وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، إن بلاده لن تقف صامتة حيال تدخل الولايات المتحدة في الحوار بين صربيا وكوسوفو، وأن موسكو «ستتدخل هي الأخرى حال طلبت صربيا ذلك».
وشدد «لافروف»، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الصربي «ألكسندر فوسيتش»، الأربعاء، على «ضرورة قيام أي دولة باختيار شركائها في ضوء مصالحها الوطنية»، مشيرًا إلى أن مطالبة دولة ما (في إشارة لصربيا) بالتخلي عن علاقاتها الجيدة القائمة مع دولة أخرى (في إشارة لروسيا) «أمر لا يليق بأوروبا»، حسب الأناضول.
ويزور «لافروف» بلغراد، عاصمة صربيا، بمناسبة مرور 180 عامًا على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وصربيا.
وتطرق الوزير الروسي في تصريحاته إلى تعاون صربيا مع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، موضحًا أن وقوف صربيا على الحياد عسكريًا يعتبر أحد أهم عوامل الاستقرار في منطقة البلقان.
من جانبه، جدد الرئيس الصربي تأكيده على أن بلاده -التي تتقدم في طريق حصولها على عضوية الاتحاد الأوروبي- لن تفرض عقوبات على روسيا، مشيرًا أنه يعتقد أن أوروبا تتفهم ذلك.
وقال: «صربيا لن تغير موقفها هذا رغم أية ضغوط محتملة؛ فروسيا لم تتحرك مطلقًا ضد المصالح الصربية».
وأضاف: «أتمنى أن يدرك الاتحاد الأوروبي حساسية الوضع الموجود بين صربيا وروسيا».
وصربيا، المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، هي حليفة تاريخية لروسيا، التي تدعمها، خصوصا في رفضها استقلال كوسوفو الذي أُعلن منذ نحو عشر سنوات.
والإثنين الماضي، اعتبر «لافروف»، في مقابلة مع وكالة الأنباء الصربية «بيتا»، أن «البحث حاليا في موقع كوسوفو في الأمم المتحدة لا معنى له».
وذكر بأن القرار 1244 الصادر عام 1999 عن مجلس الأمن في نهاية النزاع بين القوات الصربية وألبان كوسوفو «لا يزال ساري المفعول وينصّ على أن إقليم كوسوفو الذي يتمتع بحكم ذاتي، هو جزء من صربيا».
وطالبت بروكسل بلغراد بتطبيع العلاقات مع بريشتينا (عاصمة كوسوفو)، وتبني خط دبلوماسي ينسجم مع خطها، من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وتعليقا على هذا، رأى «لافروف» أن «فرض الاتحاد الأوروبي على كل دولة مرشحة للانضمام اتباع سياسات خارجية ودفاعية تتماشى مع سياسته ناجم عن فلسفة أو ذهنية تساهم في زيادة حدة التوتر في أوروبا».
