قالت "سوزانا فاسيليفيتش" المستشارة الإعلامية لرئيس صربيا " ألكسندر فوتشيتش" إن نقل سفارة بلادها إلى القدس أمر غير نهائي، مضيفة أن بلجراد لم توقع بعد على أي شيء.

وأضافت في مقابلة تليفزيونية لقناة "برفا" الصربية الأربعاء، أنها ستراقب تطور الوضع وتصرف (إسرائيل) فيما يتعلق مع كوسوفو.

جاء ذلك بعد أقل من أسبوع إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" خلال لقائه نظيره الصربي في البيت الأبيض أن بلجراد وافقت على نقل سفارتها إلى القدس، معلنا في الوقت ذاته موافقة صربيا وكوسوفو على تطبيع العلاقات مع (إسرائيل).

وفى وقت لاحق، انتشر مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي في صربيا، رجح متداولوه أن الرئيس الصربي تفاجأ بإعلان "ترامب" مسألة نقل السفارة، وذلك بسبب ارتباكه الواضح لحظة حديث الرئيس الأمريكي بالمكتب البيضاوي.

غير أن صحيفة جيراليزوم بوست، نقلت عن من وصفتهم بمقربين من الرئيس الصربي، الخميس قولهم إن "فوتشيتش" سبق أن أعلن خلال مؤتمر إيباك في مارس/آذار الماضي أن بلاده ستفتح مكتبا تجاري في القدس، وأن لدي صربيا نية واضحة لفتح سفارة في العاصمة الإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة العبرية، نقلا عن المصدر المذكور، أن الحديث بأن الرئيس الصربي كان لا يعلم بحديث ترامب تجافي الحقائق على أرض الواقع.

والجمعة أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، أن دولتي صربيا وكوسوفو، تعتزمان نقل سفارتي بلديهما إلى مدينة القدس.

قلق أوروبي

والإثنين، أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه الشديد" و"أسفه" بشأن تعهد بلجراد بنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، مشيرا إلى أن تلك الخطوة تلقي بظلاله على استئناف المحادثات بين صربيا وكوسوفو في بروكسل.

والإثنين، استأنف "فوتشيتش" ورئيس وزراء كوسوفو "عبدالله هوتي" في بروكسل حوارا يهدف إلى تطبيع العلاقات بين بلجراد وبريشتينا بعد أيام من توقيع اتفاق اقتصادي بينهما في واشنطن.

ووافقت كوسوفو من جهتها على إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية.

ويتمسك الاتحاد الأوروبي بحل الدولتين مع القدس عاصمة لهما، وتتخذ بعثته الدبلوماسية في تل أبيب مقرا. ويشترط الاتحاد على المرشحين للانضمام إليه اعتماد النهج نفسه على صعيد السياسة الخارجية.

وقال "بيتر ستانو" الناطق باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل" "في هذا الإطار كل مسعى دبلوماسي يعيد النظر في موقف الاتحاد الأوروبي المشترك من القدس هو مصدر قلق شديد وأسف".

وتتواصل المحادثات الأسبوع المقبل على مستوى الخبراء على أن يلتقي الزعيمان مجددا نهاية سبتمبر/ أيلول.

ولا يزال النزاع بين صربيا وكوسوفو العائد إلى أكثر من عقدين، يشكل خطرا على استقرار القارة الأوروبية. ولم يتم التوصل إلى حل له منذ الحرب الأخيرة التي مزقت يوغوسلافيا السابقة (1998-1999) وأسفرت عن 13 ألف قتيل.

ولا تعترف بلجراد باستقلال كوسوفو الذي أعلنه هذا الإقليم ذو الغالبية الألبانية عام 2008.

وتعترف غالبية الدول الغربية بكوسوفو كدولة مستقلة إلا أن خمسة من أعضاء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين هم إسبانيا ورومانيا واليونان وقبرص وسلوفاكيا، يرفضون هذا الاعتراف.

كذلك، رفضت روسيا والصين الاعتراف باستقلال كوسوفو ما يغلق الباب أمام انضمام هذا الإقليم البالغ عدد سكانه مليوني نسمة، إلى الأمم المتحدة.