غضب بعد ركل شرطي إيراني لفتاة تعارض «الحجاب الإلزامي»

الاثنين 26 فبراير 2018 08:02 ص

نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريرا حول واقعة توقيف فتاة إيرانية شقراء قامت بالوقوف على إحدى خزانات الكهرباء في الشارع وهي تحمل وشاح رأسها في يدها ملوحة به، وذلك بعد اتهامها بـ«الإخلال بالنظام العام».

وكانت الفتاة الإيرانية، ذات الشعر الأشقر الطويل المشدود إلى الخلف على شكل ذيل حصان، واقفة فوق خزانة الكهرباء في الشارع، تلوح بيدها حاملة وشاحها الأبيض، بينما كان شرطي في الأسفل يحاول بصوت هادئ إقناعها بالنزول.

في تلك الأثناء، وفق تقرير صحيفة «Le monde» الفرنسية، طلبت منه الفتاة أن يوضح لها «ما التهمة الموجهة إليها؟»، فأجابها الشرطي «انزلي ثم سأقول لك». ولكن، رفضت الإيرانية أن تخضع لأوامر الشرطي، قائلة له «قلها الآن أمام كل الناس»، فأجابها الشرطي أخيرا «الإخلال بالنظام العام».

حينها، بدأ الناس في التجمع حول المشهد والفتاة شيئا فشيئا. حيث صرخ أحدهم قائلا «صفقوا لها»، بينما ردد البعض ما قاله. وبعد ثوان من عمر هذا النقاش، صعد الشرطي على شجرة قريبة من الخزانة وركل الفتاة، لتسقط وسط الحشد.

وتدعى الفتاة «مريم شريعتمداري»، حيث صورها الحاضرون بهواتفهم المحمولة، وهو المقطع المصور الذي لقي انتشارا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي.

تسببت تلك الواقعة يوم الخميس 22 فبراير/شباط 2018، في اندلاع الجدل والاحتجاجات بالعاصمة الإيرانية طهران. وذلك بعد أن نقلت «مريم شريعتمداري»، التي تعاني من إصابة في ركبتها، إلى سجن إيفين شمالي العاصمة الإيرانية، في انتظار محاكمتها.

وحول الفتاة، خريجة جامعة «أمير كبير» بطهران، فهي آخر شابة إيرانية تعبر علنا عن معارضتها للقانون الذي يفرض الحجاب على النساء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وفي 27 ديسمبر/كانون الأول، كانت «فيدا مفاهد» رائدة هذه الحركة، حيث صعدت على خزانة الكهرباء الموجودة في تقاطع شارع «انقلاب» و«طالقاني» وسط طهران، وقامت بنزع حجابها الأبيض. ومنذ ذلك الوقت، واجهت قرابة 30 امرأة إيرانية السلطة، بتكرار نفس الفعل علنا في العاصمة وغيرها من المحافظات الإيرانية.

ومنذ الخميس الماضي، أثارت ردة فعل الشرطة العنيفة انتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي، مستنكرين ركل الشرطي للفتاة الشابة من هذا الارتفاع والتسبب في إصابتها.

وحول ذلك، صرحت «نسرين ستوده»، المحامية الإيرانية المشهورة في الدفاع عن حقوق الإنسان، التي تدافع عن بعض الفتيات اللاتي يخضعن للتتبعات العدلية، عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»، إن الشرطي «ارتكب فعلا غير قانوني، فلا يحق لأي رجل أن يعنف أي امرأة، ناهيك عن هذا أنه قد أساء استخدام سلطاته. وفي الحقيقة، ترغب نساء بلادنا في أن يكون قرار ارتداء الملابس التي يرونها مناسبة لهن، قرارهن الخاص»، بحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية.

وتلفت إلى أنه قد وجه إلى إحدى موكلاتها، وهي «نرجس حسيني»، التي اعتقلت يوم 29 يناير/كانون الثاني، تهمة «الظهور للعلن من دون حجاب»، و«ارتكاب فعل حرام» مخالف لنصوص الشريعة المعمول بها في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و«التحريض على الفساد».

أما بالنسبة للتهمة الأخيرة، فإن عقابها السجن لمدة قد تصل إلى 10 سنوات؛ وهي وفقا لـ«لوموند»، «عقوبة قاسية جدا تعكس رغبة السلطات في القضاء على هذا الشكل من النزاع، من خلال الترفيع في ثمن الغرامة الواجب دفعها».

وإلى الآن، تتعرض النسوة اللاتي يخالفن قانون ارتداء الحجاب في الأماكن العامة إلى غرامة مالية قد تبلغ 50 ألف تومان إيراني، أي ما يعادل نحو 11 دولار أمريكي، أو السجن لمدة تتراوح بين 10 أيام وشهرين.

وفي هذا الإطار، أطلق سراح «نرجس حسيني» من سجن «جوهردشت»، الواقع في ضواحي كرج، التي تبعد 40 كيلومترا عن طهران، مقابل دفع غرامة مالية قدرها 60 مليون تومان، أي ما يعادل 12 ألف دولار.

ومن جانبها تعتزم «نسرين ستوده» الاحتجاج ضد المبالغ الملزمة على موكلتها، حيث أوردت أن موكلتها «خرجت من دون حجاب، لأنها كانت ترتدي ملابس الشتاء، وكان جسمها مغطى بالكامل».
أما على شبكات التواصل الاجتماعية، ومنذ اللحظة التي أحدثت فيها هذه الحركة احتجاجات متجددة، فقد وجه عدد كبير من الإيرانيين انتقادات لاذعة لهؤلاء النسوة. فعلى سبيل المثال، وصف «علي صدرينية»، على موقع تويتر، هذا الصراع بأنه «مخالف للقانون، وغير منطقي».

وتابع: «تخيل أن أحدهم وجد أن بعض مواد قانون الطرقات تمثل مشكلة، ومن ثم قرر القيادة في الاتجاه المعاكس في الطرقات كشكل من أشكال الاحتجاج. فكيف تصفون هذا الفعل؟ لا يمكن أن يعتقد شخص ذكي وفي كامل مداركه العقلية، أن تغيير قانون ما يكون عبر خرقه».

كما أشار بعض مستخدمي تويتر إلى مسألة سفر هؤلاء النسوة، اللاتي اعتقلن ضمن هذه الحركة، إلى الخارج، ما يوحي بأنهن تعرضن للتوظيف من قبل البلدان المعادية لإيران، بحسب زعمهم واتهاماتهم.

تجدر الإشارة إلى أنه الخميس الماضي، وقبل ساعات قليلة من أن تقدم «مريم شريعتمداري» على خلع حجابها في الشارع كشكل من أشكال الاحتجاج، تم تعديل تصميم خزانة الكهرباء الشهيرة في شارع «الانقلاب»، التي صعدت عليها الرائدة «فيدا مفاهد»، من أجل منع أي فتاة أخرى من تكرار ما فعلته الأخيرة.

  كلمات مفتاحية

إيران حجاب الحجاب الإلزامي المرأة الإيرانية إيرانيات احتجاج معارضة شرطة حبس اعتقال

مصر تنتقد تعامل الشرطة البريطانية مع مواطنتها المسحولة

بقص شعرهن وحرق حجابهن.. إيرانيات يعبرن عن غضبهن لمقتل الفتاة مهسا أميني (فيديو)

بعد مقتل امرأة.. مكتب حقوق الإنسان الأممي يطالب إيران بإلغاء قواعد الحجاب الإلزامي