قمة دبي تستشرف جيلاً جديداً من حكومات المستقبل

الثلاثاء 10 فبراير 2015 08:02 ص

هل يمكن أن نصل إلى مرحلة تهتم فيها الحكومات، حقًّا، بسعادة مواطنيها عبر التخفيف من أعبائهم، لا سيما في حصولهم على الخدمات الحكومية، التي هي من أبسط حقوقهم؟ وهل تصبح هذه الخدمات في متناول اليد، عبر الهواتف الخلوية، مع ما يعنيه ذلك من توفير في الوقت والمال؟

حول هذه الفكرة، انعقدت أمس في دبي أعمال القمة الحكومية العالمية الثالثة بمشاركة حوالي ألفي شخصية من القطاعَين العام والخاص في 93 دولة، وتحت رعاية نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد.

ماذا تعني «القمة الحكومية»؟

التسمية تعود إلى هدف المؤتمر، وهو تحسين الأداء الحكومي عبر الإفادة من الثورة التقنية، وتوظيف العلاقة مع القطاع الخاص في توفير حاجات المواطنين، وبالتالي تشكل القمة منتدى عالميًّا لتبادل الأفكار الجديدة والمبتكرة بين الحكومات على هذا الصعيد.

وسيتحدث في القمة قرابة 100 شخصية عالمية، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) كلاوس شواب، وقرينة الملك الأردني عبدالله بن الحسين الملكة رانيا، وغيرهم من المتحدثين من الجامعات العالمية والمنظمات الدولية .

والقمة التي تستمر ثلاثة ايام تستشرف الجيل المقبل من حكومات المستقبل وأهم المتغيرات العالمية في مجال تطوير الأداء الحكومي، وفي إطار هذا الاستشراف يفتتح الشيخ محمد بن راشد اليوم «متحف المستقبل»، وهو يتضمن تصوُّرًا للجيل المقبل من الحكومات، بالإضافة إلى تقنيات تستخدم للمرة الأولى في تقديم الخدمات الحكومية وفق تطبيقات وابتكارات جديدة.

الكلمة الرئيسية في القمة ستكون لولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد، بالإضافة إلى كلمات لولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد، ووزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد. وستتمحور هذه الكلمات حول التجربة الإماراتية على صعيد الحكومة الإلكترونية، ذلك ان ثمة 3600 مؤشر للأداء الحكومي، في هذا المجال، للحكم على مدى نجاح كل وزارة من الوزارات في تقديم الخدمات للمواطنين، عبر الهواتف والألواح الذكية. 

ويشير وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي رئيس اللجنة العليا المنظمة للقمة محمد عبد الله القرقاوي إلى أن نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد «يؤمن بأن أحد أهم مفاتيح تحقيق الاستقرار والخير للشعوب هو في تطوير أداء الحكومات، وأن تغيير السياسات أهم بكثير من تغيير الشخصيات، وأن القطاع الحكومي أولى بالبحث والتطوير وتحسين الممارسات من القطاع الخاص».

التجربة الإماراتية غنية في مجالات عدة، على صعيد الإفادة من التقدم التكنولوجي، فهي تتضمن في التربية، مثلا، استخدام الـ «آي باد» في بعض صفوف التعليم، بدلا من الكتب والدفاتر التقليدية، حيث يقوم الطالب بأداء واجباته المدرسية، عبر الكومبيوتر اللوحي فيما يتولى أستاذه تصحيحها بالطريقة ذاتها.

ثمة شبان إماراتيون يعملون على إنجاز أول قمر اصطناعي عربي، مئة في المئة، وسيتم إطلاقه في العام 2017، كما أن شبانًا إماراتيين قاموا بتصنيع طائرات من دون طيار، وحصلوا على جوائز كبرى في مهرجان لهذا النوع من الطائرات عشية القمة، وكل ذلك يقدم برهانًا إضافيًّا على قدرة العرب على منافسة الدول الأخرى، إذا تم احتضان العقول العربية الشابة، بشكل صحيح، وتشجيع طاقة الفكر والابتكار لديها، بحيث نحصل على 200 مليون شاب عربي مبدعين، بدلا من 200 مليون شاب عاطلين عن العمل.

ويشير مشاركون في القمة إلى أن التغيرات العالمية المقبلة كبيرة جدًّا، ومواكبتها لا تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة، إنما إلى استخدام الإمكانات المتوفرة بشكل صحيح، وتوفير البيئة الحاضنة التي توجه الطاقات الشابة العربية نحو الابتكار العلمي والتكنولوجي.

ويوضحون أن تطبيقات الحوسبة الحديثة ترتكز على النظريات الحسابية للخوارزمي، وبالتالي فإن العرب كانوا سباقين في هذا المجال، وباستطاعتهم استعادة مكانتهم بتوفير البيئة الصالحة للتقدم العلمي، بحيث تتلاءم إمكانات المجتمع مع حاجات المواطنين، إذ يفترض أن تكون تلبية حاجات الإنسان الهدف الرئيسي لعمل أي حكومة، وإذا كانت الشركات الخاصة تتنافس من أجل تلبية حاجات زبائنها، فإن لدى حكومات العالم سبعة مليارات زبون، وعليها أن تعمل على تقديم خدمات ترضيهم.

وإذا كانت الخدمات الحكومية التقليدية تحتاج إلى مبان ضخمة وجيوش من الموظفين، مع ما يعنيه ذلك من نفقات يتحملها المجتمع، فإن الخدمات الحكومية الإلكترونية تختصر الوقت والمال معا.
هل يمكن أن تسعى الحكومات فعلا من أجل تأمين راحة مواطنيها؟

الأمر يبدو حلمًا مثاليًّا بالنظر إلى الواقع، على الصعيدَين العربي والعالمي، ولكن لا بأس من الحلم عسى أن يتحقق يومًا.

 

المصدر | السفير

  كلمات مفتاحية

دبي الإمارات القمة الحكومية محمد بن راشد معرض المستقبل للخدمات الحكومية قمة دبي بان كي مون البيئة المنتدى الاقتصادي العالمي

ديون دبي .. هل تنوء بحملها الإمارة الغنية؟