مسؤول ليبي يفضح تدخلات الإمارات ومصر لعرقلة التسوية السياسية

السبت 3 مارس 2018 07:03 ص

اتهم مسؤول ليبي رفيع، الإمارات ومصر، بعرقلة التسوية السياسية في البلاد، محذرا من أن فشل الجولة المقبلة من الحوار سيدخل البلاد في نفق مظلم.

جاء ذلك، في لقاء جمع رئيس مجلس الدولة اللبيبي «عبدالرحمن السويحلي»، برئيس البرلمان التونسي «محمد الناصر»، والذي عبر فيه «السويحلي»، عن مخاوفه من الدور الذي تلعبه الإمارات في عملية التسوية السياسية الليبية.

تدخل سافر

وتحدث «السويحلي» عن مخاوفه من «التدخل السافر للإمارات، عبر ضخ السلاح والعتاد إلى الجهات المتنازعة، بشكل علني ومباشر في بنغازي، وعبر تجنيد قنوات وأذرع إعلامية لضرب عملية الحوار والضغط لإفشال التسوية بين القيادات الليبية»، حسب مصادر تحدثت إلى صحيفة «العربي الجديد».

وأشار رئيس مجلس الدولة الليبي، إلى أن «تدخل أبوظبي مكشوف عبر تحول الطائرات العسكرية إلى بنغازي بشكل متواصل، كما أن زيارة نائب رئيس الأركان العامة للجيش الإماراتي، الفريق عيسى المزروعي، ولقاءه المشير خليفة حفتر، يحملان أكثر من رسالة لمن يخالفه الرأي والتوجه».

وبين أن «عدم زيارة أي مسؤول إماراتي أو مصري لطرابلس إلى اليوم يعبر عن انحياز إلى طرف على حساب طرف آخر»، ملمحاً إلى أن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بدوره «لا يتعامل بشكل إيجابي مع المبادرة الثلاثية التي أطلقتها تونس والجزائر ومصر».

ووصل «السويحلي» إلى تونس، في زيارة غير معلنة، بعد أن التقى الخميس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا «غسان سلامة»، في مقر المجلس الأعلى للدولة بالعاصمة طرابلس.

حوار متعثر

وتباحث «السويحلي» مع «الناصر»، حول سبل استئناف الحوار بين المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب، والمقترحات المطروحة لتعديل الاتفاق السياسي، فضلاً عن تطورات الوضع السياسي، ومستجدات خطة عمل الأمم المتحدة حول ليبيا. 

وتحدث «السويحلي» عن أن الأطراف الليبية مقبلة على جولة ثالثة من المفاوضات والحوار في إطار مبادرة الأمم المتحدة التي يقودها «سلامة»، معتبراً أن «هذه الجولة تعد فرصة أخيرة قبل إعلان فشل عملية التسوية السياسية في ليبيا ودخول البلاد في نفق مظلم».

وكان «السويحلي» قد حذر، في مناسبات عديدة وعبر تصريحات صحفية، من وجود دولة أجنبية (لم يكشف عن اسمها) تعمل على عرقلة مسار الحوار وتعطيل مبادرة الأمم المتحدة، بهدف تكريس مصالحها، عبر «إطالة أمد الأزمة في ليبيا وترسيخ الانقسام»، محذراً من «جرّ البلاد إلى مربع العنف والتدخل العسكري».

ويرى مراقبون، أن الأطراف الليبية الداعمة لحكومة «الوفاق»، المنبثقة من اتفاق «الصخيرات» المدعوم أممياً، تبحث عن «حشد مزيد من دعم دول الجوار والدول الغربية للإسراع بفرض خارطة السلام التي أعلنها المبعوث غسان سلامة، إلا أن صعوبات دولية حالت دون ذلك، بتدخل أطراف أجنبية أمالت كفة التوازن في المنطقة نحو مزيد التأزم وعقدت مسار المفاوضات الجارية».

وفي وقت سابق، أظهر تقرير دولي، تورط دولة الإمارات، في خرق الحظر الأممي المفروض على تصدير السلاح لأطراف النزاع في ليبيا.

وقال تقرير لجنة العقوبات الدولية، إن «الإمارات قدمت مساعدات عسكرية لقوات خليفة حفتر»، وأكدت اللجنة، في تقريرها، أمام الأمم المتحدة، أن الأسلحة الإماراتية فاقمت عدد الضحايا في ليبيا.

وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي وفوضى أمنية منذ الإطاحة بالعقيد الراحل «معمر القذافي»؛ ما يجعل العديد من مناطق البلاد تشهد بين الحين والآخر أعمال قتالية بين القوى المتصارعة على السلطة، لا سيما في طرابلس ومحيطها غربا، وبنغازي وجوارها شرقاً، وسبها ومحيطها جنوبا.

وتتصارع حكومتان على الشرعية في ليبيا، إحداهما حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، في العاصمة طرابلس (غرب)، والأخرى هي «الحكومة المؤقتة» في مدينة البيضاء (شرق)، وتتبع مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق (شرق).

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات ليبيا مصر حفتر صراع الصخيرات الأمم المتحدة

أمريكا تطالب مصر برفع الحماية عن مسؤول ليبي سابق