«مجتهد» يكشف السبب الحقيقي لزيارة وزير الداخلية التونسي للسعودية

السبت 3 مارس 2018 09:03 ص

كشف المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، أسباب زيارة وزير داخلية تونس «لطفي براهم»، للمملكة ولقائه العاهل السعودي «سلمان بن عبدالعزيز» بالمخالفة للبروتوكول، في الزيارة التي تجاوزت المدة الطبيعية للزيارات الرسمية.

ووصل «براهم» إلى الرياض، الأحد الماضي، في زيارة لم يعلن عن مدتها أو برنامجها.

واستقبله العاهل السعودي الأربعاء، واستعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية «واس».

كما التقى وزير الداخلية السعودي الأمير «عبدالعزيز بن سعود بن نايف»، وبحث معه مسارات التنسيق والتعاون المشترك بين وزارتي الداخلية في البلدين.

علاقات مع السعودية والإمارات

المغرد السعودي الذي يقول إنه قريب من دوائر السلطة بالمملكة، أوضح أن «لطفي براهم كان قبل أن يعين وزيرا للداخلية آمرا للحرس الوطني، وهو القوة المكلفة بملف ما يسمى الإرهاب، وتمت ترقيته لوزارة الداخلية بعد أن أثبت كفاءته».

وأضاف: «كانت تونس منذ الثمانينات تدعي أنها الرائدة في محاربة التطرف الإسلامي، ويكرر قادتها أنها هي التي علمت السعودية تجفيف المنابع».

 

 

وتابع: «لكن بعد الربيع العربي وحصول حركة «النهضة» (المنتمية لفكر الإخوان المسلمين) على نصيب من الشراكة السياسية جرى تصنيفها من قبل محور الشر (السعودية/الإمارات/مصر) داعمة للربيع العربي، رغم استمرار نفوذ الدولة العميقة وسيطرتها على الأمن والمال والإعلام، ثم جاءت أزمة الطيران الأخيرة مع الإمارات فأججت المشكلة مع هذه الدول»، حسب قوله.

واستطرد «مجتهد»: «حاول القادة السياسيون المحسوبون على الرئيس السابق (زين العابدين) بن علي، والموجودون في السلطة، تلطيف الجو، ولكن السعودية والإمارات يحبون أسلوب التركيع مع الدول الضعيفة، فتمنعوا عليهم، ولهذا السبب لم يشمل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، السعودية والإمارات في جولته الأخيرة».

 

 

ولفت إلى أن «هؤلاء القادة من فريق (بن علي) يريدون كسب السعودية بمدخلين، هما التعاون مع بن علي المقيم في السعودية، والتخلي عن زعم تفوق تونس في محاربة الإرهاب والتظاهر، أنهم يستطيعون التعلم من السعودية التي تروج لنفسها، أنها رائدة في ذلك، وتستقبل وفودا غربية يتعلموا منها محاربة الإرهاب!».

وعلق على ذلك بالقول: «ويبدو أنهم على صواب فكلا المدخلان يأخذان بلباب آل سعود».

 

 

عودة «بن علي»

وأضاف «مجتهد»: «بالنسبة لبن علي لا يزال آل سعود يأملون في عودته للحكم، وذلك بتنفيذ برنامج إعلامي سياسي أمني لإقناع الشعب التونسي، أن الوضع تحت حكمه أفضل بكثير مما عليه الآن ويمارسون هم والإمارات نفوذهم المالي هناك لتهيئة الشعب التونسي لذلك».

ولفت المغرد السعودي إلى أن «لطفي براهم من الشخصيات المساهمة في هذا البرنامج، وكان آخر فضيحة له قبل أن يعين وزيرا للداخلية هي مسؤوليته عن عملية إرهابية وهمية (تمثيلية) جرى تنفيذها بدعم من السعودية والإمارات، لتبرير مزيد من القمع، وتوسيع سلطة الأمن، وبيان خطر الإسلاميين، وأخيرا تسهيل الحديث عن عودة بن علي».

 

 

وأضاف: «بدلا من إقالته ومحاسبته فقد رقي لوزارة الداخلية، إرضاء للسعودية والإمارات، لكن جريمته الحقيقية تجاوزت هذه العملية الإرهابية الكاذبة إلى جريمة أكبر، وهي الاستجابة للضغط السعودي الإماراتي بالاستماع لتوجيهات بن علي من منفاه، باعتباره أعرف منهم بقمع الإسلاميين، وذلك بتدشين خط سري بينهم».

وتابع: «يبدو أن الاتصال لم يكن كافيا، فأصرت السعودية على مقابلة شخصية مع بن علي حتى يتمكن من استعراض الوضع بالتفصيل، وإعطاء التوجيهات، ولهذا السبب طالت مدة الزيارة، وحاول الجانبان إعطاء الزيارة غطاء سياسيا بمقابلة الملك ووزير الخارجية، وكأن وزير الداخلية أتى ممثلا للرئيس».

 

 

محاربة الإرهاب

وذكر «مجتهد» سببا آخر لطول مدة الزيارة، حين قال: «تعريف الوزير ببرنامج السعودية (الناجح) في محاربة الإرهاب بطريقة شاملة، كما يدعي آل سعود (أمنيا ودينيا وماليا وإعلاميا واجتماعيا إلخ)، وأخذ الوزير التونسي في جولة تكاد تكون دورة تدريبية، وهذا بالطبع يستغرق وقتا وهو أحد أسباب طول المدة».

وأضاف: «الحقيقة، فوزير الداخلية التونسي، وبقية القادة التونسيين، ليسوا مقتنعين بكلا الأمرين، فلا هم الذين يريدون عودة بن علي ولا هم الذين يعتبرون تجربة السعودية متفوقة على تجربتهم، لكنها مغازلة لآل سعود الذين يطربون لمدح برنامجهم في محاربة الإرهاب والذين يخططون لعودة بن علي للسلطة».

 

 

وختم حديثه بالقول: «وهكذا تتضح الصورة فمقابلة لطفي براهم للملك، ووزير الخارجية غطاء لإعطاء الزيارة قيمة سياسية بدلا من حقيقتها الأمنية، وطول المدة يفسر باللوجيستيات المعقدة في مقابلة بن علي والدورة التدريبية على محاربة الإرهاب، وكلا الأمرين يبين تكتم الإعلام التونسي على الحدث، واكتفائه بترداد خبر واس».

 

 

  كلمات مفتاحية

بن علي مجتهد السعودية الإمارات مكافحة الإرهاب لطفي براهم سلمان

السعودية وتونس تتفقان على إنشاء صندوق استثماري مشترك

الملك «سلمان» يبحث مع «السبسي» اليوم العلاقات السعودية التونسية