صدمة باليمن عقب اغتيال «بن سميط».. الكل ينعي والفاعل مجهول

السبت 3 مارس 2018 01:03 ص

حالة من الصدمة والاستنكار، انتابت الأوساط اليمنية، إثر الإعلان عن اغتيال الداعية البارز وإمام وخطيب مسجد المحضار «عيدروس بن سميط»، بمنزله في مدينة تريم بمحافظة حضرموت.

والجمعة، تسلل مسلحون إلى منزل «بن سميط»، وأطلقوا النار عليه، ما أدى إلى مقتله على الفور.

وبعث الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، برقية عزاء ومواساة إلى «أبو بكر» و«محمد» و«علي» أبناء «عيدروس بن سميط»، عزاهم بمقتل والدهم، مشيرا إلى «مناقب الفقيد التي جسدها خلال مشوار حياته الحافلة بالعطاء، ودعوته للفكر الوسطي المعتدل، ورفضه لكافة أشكال العنف والتطرق والغلو، مهما كانت دوافعه ومسبباته».

وأكد «هادي» أن رحيله يمثل خسارة كبيرة للوطن الذي كان في أمس الحاجة لها خاصة في هذه المرحلة الراهنة.

 

 

كما بعث رئيس مجلس الوزراء اليمني «أحمد عبيد بن دغر»، ببرقية أخرى، قال فيها إن «جريمة اغتيال الشهيد الحبيب بن سميط، إنما هي استهداف للفكر المعتدل الوسطي الذي يرفض الأفكار المنحرفة، وينبذها مجتمعيا».

وشدد على كافة الأجهزة الأمنية، بضرورة ضبط وملاحقة الخارجين عن النظام والقانون ومثولهم للقضاء، وأخذ جزاءهم العادل، مؤكدا «ضرورة مضاعفة الجهود الأمنية ورفع مستوى اليقظة لاجتثاث بؤر الإرهاب، وتطهير كل مديريات وقرى حضرموت وكافة المدن اليمنية من قتلة الإنسانية وأعداء الحياة».

 

 

الحوثيون، من جانبهم، أدانوا الواقعة، وقالوا في بيان لمكتبهم السياسي، إن «جريمة اغتيال عيدروس تمثل استهدافا لكل قيم وتعاليم المجتمع اليمني المسلم، وتأتي في سياق المخطط الاستعماري لدول العدوان التي تحتل أجزاء من الوطن، وتسيطر على كل مقومات الحياه فيها وتقتل العلماء وتعتقل الأحرار».

ودعا الحوثيون، الجميع في عموم المحافظات ومن مختلف التوجهات، توحيد الجهود والنهوض بالمسؤولية في مواجهة دول العدوان (السعودية والإمارات) ومرتزقته في الداخل أينما كانوا، حسب قولهم.

ملاحقة الجناة

فيما هاتف نائب رئيس اليمن «علي محسن الأحمر»، قائد المنطقة العسكرية الأولى، اللواء «صالح طيمس»، للإطلاع على المستجدات، وعلى تفاصيل الجريمة.

ووجه «الأحمر»، بضرورة ملاحقة الجناة، وتعقب تلك العناصر الإرهابية لينالوا جزاءهم الرادع.

وشدد على ضرورة رفع الحس الأمني واليقظة العالية لإحباط المحاولات الهادفة لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة.

 

 

من جانبه، أكد قائد المنطقة الأولى، سعي الوحدات العسكرية لضبط العناصر الإرهابية، وتكثيف الحملات بالتنسيق مع أجهزة الشرطة وبما يحقق تعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة.

وتناوب سياسيون ورجال دين وناشطون، التعليق على الواقعة، وسط انتقادات لقيادة المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.

ووضع الكاتب «محمد جميح» صورة «بن سميط»، وغرد تحتها بالقول: «مسلحون يغتالون الحبيب عيدروس بن سميط، قرب مسجد المحضار في تريم.. أصبح استهداف أئمة المساجد ظاهرة بدأت في عدن وانتشرت في حضرموت.. إنها فرق الموت».

 

 

أما رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، محافظ حضـرموت السابق اللواء «أحمد سعيد بن بريك»، فقال معلقا على اغتيال «بن سميط»: «أمام تلك المؤامرات والدسائس والمخططات الإجرامية المكشوفة والفاضحة التي تأتي نتيجة متعمدة للفشل الذريع للأجهزة العسكرية في وادي حضرموت والصحراء الفاشلة، والتي سبق وثبتت بعض الوقائع تورط عدد من عناصرها في عمليات التخريب والتدمير والتصفية، وهي لا تؤتمن على حفظ أمن واستقرار وادي حضرموت وحماية أهله».

وأضاف: «أصبحت اليوم الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى بأن يستلم زمام الأمور العسكرية والأمنية أبناء حضرموت الوادي والصحراء الذين هم أقدر على حماية أرضهم وعرضهم وتحقيق الأمن والاستقرار».

 

 

وغرد القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي «هاني بن بريك»: «اغتيال الشيخ عيدروس بن عبدالله بن سميط – رحمه الله – وفي المسجد جريمة شنعاء في مسلسل جرائم أعداء الجنوب الذين يريدون إغراقنا في الفوضى والإخلالات الأمنية ليتحقق لهم مشروعهم الفاسد في الجنوب».

وأضاف: «سنأخذ بحقه وحق الذين اغتالتهم أيادي الغدر بضربنا للإرهاب ومن يقف خلفه».

فيما علق الداعية اليمني «علي الجفري»: «الحبيب عيدروس بن سميط من مواليد عام 1355 هجرية أي أنه في الرابعة والثمانين من عمره قضى منها عقودا إماما محتسبًا لمسجد الإمام المحضار في تريم الغناء بوادي حضرموت خلفًا لأبيه وعمه وجده. رحم الله الحبيب عيدروس بن سميط وتقبله في الشهداء وأخلفه في أبنائه وفي الأمة بخلف صالح».

وتابع «الجفري»: «نطالب بتأمين وادي حضرموت عبر قوات النخبة الحضرمية على غرار الساحل، وإبعاد العناصر المشتبه بتعاملها مع خوارج العصر؛ سيما وقد تكررت حوادث القتل والاختطاف في وضح النهار تحت سمع وبصر المسؤولين عن وادي حضرموت ومرورًا بنقاطهم العسكرية».

 

فيما قال الكاتب اليمني «هاني مسهور»: «اغتيال الحبيب عيدروس بن عبدالله بن سميط في تريم بوادي حضرموت دليل واضح على استهداف المدرسة الشافعية الحضرمية ومحاولة مكشوفة لعدم إتاحة المساحة لها لتتحرك كمذهبية معتدلة جامعة وذات تأثير عالمي».

 

 

كما غرد الباحث «مهنا الحبيل»: «تزامن مع حملة جديدة ضد المختلفين مع الغلو وهو يعود اليوم ليشمل، علماء التصوف وأي فكر إسلامي مختلف معه بالجملة، وكان قد مارسها سابقًا، ضد الجيش الحر وعلماء آخرين. نفس آلية التفكير تعود وتستخدم مصطلحات خطرة لا تقف عند تخطئة العالم، وإنما تحفز الأتباع لتصفيته».

 

 

مسؤولية التحالف

وتابعت الناشطة الحاصلة على جائزة «نوبل» للسلام «توكل كرمان»: «أدين جريمة اغتيال الشيخ عيدروس بن سميط في منزله بمدينة تريم.. وأحمل الاحتلال الإماراتي السعودية المسؤولية عن جرائم القتل التي تطال العلماء والساسة والمعارضين في المناطق التي تحررت من سيطرة ميليشيا الحوثي وبقت تحت سيطرة قوات التحالف. خالص عزائي لعائلة عيدروس بن سميط».

 

 

ولفت «عباس الضالعي»، بالقول: «قتلوا الحبيب عيدروس بن سميط وهو راكعا على سجادته وفي بيته. ما الخطر الذي يشكله شيخ بلغ من العمر عتيا؟.. لم يشكل أي خطر لكن الإمارات تريد إسقاط القدوة وتجفيف المجتمع من رجال العلم واستبدالهم بالصعاليك.. على أبناء حضرموت رفض أدوات إمارة العبث لحماية المجتمع الحضرمي من الاختراق».

 

وغرد عضو مجلس الشوري اليمني «علوي الباشا بن زبع» بالقول: «اغتيال العلامة عيدروس بن سميط في هذا السن وفِي حضرموت المعتدلة، هو خبر مروع ينذر باستفحال دورة العنف في اليمن، وهي امتداد للسكوت المزري على اغتيالات عدة طالت علماء دين سلاحهم كلمتهم».

 

وخلال الأشهر الأخيرة، تعرض العديد من علماء الدين وأئمة المساجد للاغتيال في محافظة عدن، جنوبي اليمن، ومحافظات أخرى، على يد مجهولين، مستغلين حالة الهشاشة الأمنية في البلاد، وطالت بصفة خاصة شخصيات محسوبة على «حزب التجمع اليمني للإصلاح» (الممثل لجماعة الإخوان في اليمن).

  كلمات مفتاحية

التحالف العربي الأزمة اليمنية اليمن حضرموت جنوب اليمن عيدروس بن سميط اغتيال

«التحالف» يكثف إجراءات تحصين حضرموت اليمنية الهامة لأمن السعودية