تمر الرياضة النسائية في المملكة العربية السعودية، بمرحلة تاريخية فريدة من نوعها، حيث تشهد انفتاحاً ملحوظاً، كان آخرها التجهيز لتنظيم أول ماراثون نسائي، بجانب السماح للعائلات والنساء بحضور مباريات دوري المحترفين لكرة القدم، وفي ظل ذلك نسلط الضوء على إحدى رائدات الرياضة النسائية السعودية، إنها «هناء الزهير».

هي سيدة أعمال بدأت حياتها التعليمية والعلمية في المنطقة الشرقية في المملكة، قبل 17 عاماً، وفي الوقت الذي كانت ترأس فيه منصب مديرة إقليمية لإحدى المؤسسات التعليمية، تم اختيارها من بين 15 سيدة للمشاركة في إحدى جلسات مجلس الشورى في وقت لم يكن للمرأة أية مشاركة نسائية آنذاك، كما شغلت منصب نائب رئيس صندوق «الأمير سلطان بن عبدالعزيز» لتنمية المرأة.

ورغم ما تقلدته من مناصب عليا، إلا أن تركيزها كان على ريادة الأعمال، وتحديداً للعنصر النسائي، إيماناً منها بحق المرأة السعودية أن يكون لها حضورها ومشاركتها في التنمية الشاملة للمملكة، فأنشأت صندوق يقدم الدعم المالي والتدريبي للسيدات، ليصبح لهن وضع مختلف ومؤثر في المجتمع، كما أنشأت أول ناد رياضي للفتيات عام 2010.

وبعد تأسيسها للنادي الذي أطلقت عليه اسم «صحة المرأة ولياقتها»، أنشأت مبادرة أسمتها «يلا نمشي» تمكنت من خلالها استقطاب الصغار والكبار من الجنسين.

ورغم ما واجهته «هناء» من صعوبة في الحصول على رخصة قانونية للنادي الرياضي النسائي الأول في السعودية، استطاعت بعد محاولات عديدة وإصرار الحصول على رخصته، وبذلك تصبح الأولى التي تمنح هكذا رخصة، ثم بدأ النادي يحصد سمعة مميزة عند الصغار والكبار ليس على مستوى المنطقة الشرقية بحسب، بل على مستوى المملكة والخليج.

وبدأ النادي اهتمامه بالرياضة والصحة والثقافة واللياقة لفئة النساء، ونظراً لما حققه من نجاحات، أنشأت مراكز رياضية أخرى للغرض نفسه.

كما استطاعت «هناء» أن تكون واحدة من السيدات السعوديات اللاتي تمكن من قيادة يخت، يركبه عدد كبير من الرجال، كنوع من إثبات بأن المرأة السعودية قادرة على تخطي أية صعوبات كان في الاعتقاد سابقاً أنها غير قادرة على فعلها.

كما ستستغل «هناء» فصل الصيف المقبل لتنظيم عدد من الفعاليات الرياضة الخاصة باليوغا والتنفس والراحة النفسية، بالتوازي مع مبادرة «يلا نمشي» التي ستبقى مصاحبة للرياضات السابقة.