مواجهة بالبث الحي والمباشر بين نتنياهو وأوباما

الأربعاء 11 فبراير 2015 06:02 ص

سجل أمس فصل دراماتيكي في القصة التي لا تنتهي حول خطاب رئيس الوزراء في الكونغرس: فبعد بضع ساعات من تقرير وكالة "رويترز" للانباء بان نتنياهو "يتراجع" ويفكر بالغاء خطابه – وقف أمام الكاميرات وأوضح بان ليس في نيته تغيير مخططاته. ولكن هذه المرة بالذات كان لاوباما ما يقوله: في نفس الوقت بالضبط عقد الرئيس مؤتمرا صحفيا خاصا به تساءل فيه "ما الذي يشتعل لدى نتنياهو؟" ولذعه على اصراره على الخطاب – وأثبت كم عميقا الشرخ بين الطرفين.

قبل ذلك كانت "رويترز" اقتبست عن "مصادر اسرائيلية" ادعت بان نتنياهو يفكر بتغيير صيغة الخطاب في الكونغرس بتهدئة التوتر. وعلى حد قول هذه المصادر، فانه يفكر بالغاء الخطاب العلني في الكونغرس و "الاكتفاء" بنقاش في محفل مغلق لاعضاء الكونغرس – لا يبث في التلفزيون. امكانية اخرى تناولت أن يخطب في مؤتمر ايباك. وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء ان "الموضوع يوجد في المحادثات كل الاسبوع. نتنياهو يبحث في هذا مع رجال الليكود. بعضهم يقول له ان عليه ان يتخلى عن الخطاب".

وأثار التقرير عاصفة وخلق الانطباع بان نتنياهو يبحث عن سبيل للنزول عن الشجرة. ولكن بعد بضع ساعات من ذلك جاء النفي: في أثناء خطاب مغطى اعلاميا في جامعة بار ايلان أوضح نتنياهو بانه سيسافر لالقاء الخطاب. "في الوقت الذي يوجد هناك من يعنى بالبروتوكول أو في السياسة الحزبية، يتبلور في ميونخ اتفاق سيء مع ايران سيعرض وجود اسرائيل للخطر. هذا الاتفاق سيسمح لايران في غضون بضع سنوات بقدرة انتاج عشرات القنابل النووية. كرئيس الوزراء من واجبي أن افعل كل شيء كي أمنع هذا الاتفاق الخطير"، قال نتنياهو. "ولهذا فاني مصمم على السفر الى واشنطن لاعرض موقف اسرائيل امام اعضاء الكونغرس والشعب الامريكي".

في الجانب الاخر من المحيط عقد الرئيس اوباما مؤتمرا صحفيا خاصا به مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل. وفي اثنائه لم يتردد في لذع ما عرضه كعناد من رئيس الوزراء. وعلى حد قول اوباما، فان وصول نتنياهو الى الكونغرس "سيعكر فقط الاجواء في المحادثات بين القوى العظمى وايران". وشدد على أن "العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدى ليست أمرا يقوم على أساس الانقسامات الحزبية. هذه ليست علاقات بين الليكود والجمهوريين او بين العمل والديمقراطيين. العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل تقوم على أساس القيم وعلى اساس الالتزام الامريكي بأمن اسرائيل". كما أن اوباما لذع نتنياهو مباشرة إذ قال: "اذا كانت انجيلا ميركيل تريد أن تأتي الى واشنطن قبل اسبوعين من الانتخابات في بلادها، فانها ما كانت لتتلقى دعوة، واسمحوا لي بان افترض بانها ما كانت ايضا لتطلب ذلك".

وتناول اوباما بتوسع المفاوضات مع ايران وادعى بانه يجب السماح للمحادثات بان تستمر كي يستخلص منها الافضل. "لا حاجة لتعكير صفو المفاوضات بالذات الان قبل نهايتها"، قال اوباما. "ما هو المشتعل؟ اذا كانت صفقة، حسنا، واذا لم تكن صفقة، فاني سأكون أول من يتوجه الى الكونغرس وأعمل معهم كي اشدد الوسائل حيال ايران".

أما في ديوان رئيس الوزراء فيختلفون مع اوباما: فقد حذرت امس مصادر مقربة من نتنياهو من أن الاتفاق الحالي يترك لدى ايران ما يكفي من أجهزة الطرد المركزي لسلاح نووي – ويعفيها من نظام العقوبات. وفي البيت الابيض لا يزالون يأملون بان نتنياهو سيوافق في اللحظة الاخيرة على التنازل عن خطابه في الكونغرس. وأمس انضم السناتور بارني ساندرس (مستقل) الى ثلاثة اعضاء الكونغرس الديمقراطيين ونائب الرئيس بايدن الذين اعلنوا بانهم سيقاطعون الخطاب. وبالتوازي بدأ اعضاء كونغرس ديمقراطيون باعداد عريضة تدعو رئيس الكونغرس جو بايدن لتأجيل خطاب نتنياهو الى ما بعد الانتخابات في اسرائيل.

المصدر | أيتمار آيخنر وآخرون، يديعوت العبرية - ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

نتنياهو الكونجرس أوباما

إرث نتنياهو في أمريكا: تشكيل منظمات صهيوينة جديدة ودفع اليهود لأحضان الجمهوريين

إسرائيليون يريدون «تغيير نظام» نتنياهو

تدهور علاقات «أوباما» و«نتنياهو» بسبب خطاب الكونغرس المرتقب ومحادثات إيران