هل تستمر انفراجة العلاقات المصرية السودانية؟

الأحد 11 مارس 2018 03:03 ص

يتداول في الأوساط السياسية أنباء عن انفراجة وشيكة في العلاقات المصرية السودانية، بعد المساعي الأخيرة لعودة العلاقات السياسية والتجارية والدبلوماسية لمسارها الطبيعي على خلفية الأزمة الأخيرة بين البلدين.

العلاقات المصرية السودانية تشهد من وقت آخر تباينات في وجهات النظر ومشاحنات بين إعلاميي البلدين بسبب قضايا خلافية؛ منها النزاع على مثلث «حلايب وشلاتين» الحدودي، والموقف من سد «النهضة» الإثيوبي.

زيارة «عباس كامل»

ومن بشائر تلك الانفراجة، الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء «عباس كامل»، أمس السبت، إلى السودان لبحث الملفات العالقة بين القاهرة والخرطوم.

وبحسب البيان لوزارة الدفاع السودانية، فقد أكد وزير الدفاع السوداني «محمد بن عوف» أن «الأمن القومي المصري يمثل أمن الأمة، ومن الواجب حمايته، وهذا الواقع يحتم على مصر أيضا القيام بأدوار من شأنها أن تحافظ على الأمن القومي للأمة العربية»، دون توضيح طبيعة هذه الأدوار.

وأشار وزير الدفاع السوداني إلى «أهمية تشكيل كتلة لحماية الأمن الإقليمي في ظل المهددات والتحديات التي تواجه تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة والإقليم»، مشددا على أهمية «التنسيق وتبادل المعلومات لحماية الحدود، واستلهام تجربة القوات المشتركة السودانية التشادية كنموذج حقق نجاحات مقدرة في جوانب متعددة».

عودة السفير السوداني

ثاني بشائر الانفراجة، جاءت بعودة السفير السوداني «عبدالمحمود عبدالحليم» لممارسة عملة بالقاهرة، بعد نحو شهرين من استدعائه.

وعقب عودته للقاهرة، قال السفير السوداني، إنه تم تكليف مسؤولي البلدين بوضع خارطة طريق تتضمن حلولا للقضايا العالقة عبر الآليات واللجان الرئاسية والوزارية والفنية التي تربط البلدين.

وأضاف «عبدالحليم»: «سيتم العمل خلال الفترة المقبلة على تنفيذ نتائج اللقاء الرباعي الذي عقد في القاهرة مؤخرا بين وزيري الخارجية ومديري جهازي المخابرات في البلدين، بتكليف من الرئيسين عبدالفتاح السيسي وعمر البشير».

وحث «عبدالحليم»، الذي يشغل كذلك مندوب السودان الدائم في جامعة الدول العربية، على توطيد العلاقات والحفاظ عليها بين البلدين، قائلا إنها «ليست مسؤولية الحكومات فقط، بل يجب أن تضطلع بها كل القوى الشعبية والمثقفين والعلماء ووسائل الإعلام والبرلمانيين».

قوة عسكرية مشتركة

وفي ذات السياق، أعلن السفير السوداني أن بلاده اقترحت على السلطات المصرية إنشاء قوة عسكرية مشتركة لحماية الحدود بين البلدين.

وأشار «عبدالحليم» في مؤتمر صحفي، بمقر السفارة السودانية بالقاهرة، إلى أن الجانبين يدرسان المقترح الذي تقدمت به بلاده مؤخرًا، لافتًا إلى أن مهام القوة المقترحة تتمثل في تأمين الحدود ومنع عمليات التهريب وغيرها.

وكشف السفير السوداني عن سعي بلاده لتدشين مشروعات اقتصادية مشتركة مع مصر خلال الفترة المقبلة، في إطار رفع مستوى العلاقات بين البلدين، قائلا إن الجانبين يجريان مباحثات حاليًا بشأن حظر بلاده استيراد الخضر والفاكهة من مصر، إضافة إلى هروب عدد من العناصر الإرهابية إلى السودان وتسليمهم إلى مصر.

وأوضح «عبدالحليم» أن السودان قدمت إلى مصر مؤخرًا قائمة بأسماء عناصر مطلوبة لدى السلطات المصرية، وعدة معلومات بشأن تحركاتهم.

انفراجة في حركة التجارة

وعلى الصعيد الاقتصادي، كشف مسؤول مصري عن حدوث انفراجة، أدت لعودة حركة التجارة البرية بين بلاده، ودولة السودان، عبر منفذي «قسطل» و«أرقين» الحدوديين.

وقال رئيس الغرفة التجارية في محافظة أسوان، جنوبي مصر، «محمد أبوالقاسم»، إن «حركة التجارة بين مصر، والسودان، عادت إلى معدلاتها الطبيعية عبر منفذي قسطل، وأرقين، بعد أن  تراجعت إلى 20% خلال الأشهر الماضية».

وأضاف «أبوالقاسم»، خلال تصريحات لموقع «إرم نيوز» الإماراتي، أن «المنتجات التي يتم استيرادها من السودان هي: الكركدية، والبلح، والبقوليات، في حين تُصدّر مصر مشتقات المواد البترولية، مثل: المازوت، والأسفلت، والبلاستيك».

وإثر أزمة بين البلدين خلال الشهور الماضية، رفضت السلطات السودانية دخول الشاحنات المصرية من ميناءي «قسطل» و«أرقين» البريين إلا بعد الحصول على تأشيرة دخول من قنصلية السودان في أسوان، ما تسبب في تكدس نحو 500 شاحنة في منطقة صحاري عند مدخل مدينة أبوسمبل جنوبي مصر.

لقاء دبلوماسي

وكان وزير الخارجية المصري «سامح شكري» قد التقى نظيره السوداني «إبراهيم غندور»، الأربعاء، على هامش أعمال الاجتماع الوزاري الدوري لمجلس جامعة الدول العربية بالقاهرة، لبحث سبل إزالة عقبات تعزيز التعاون بين القاهرة والخرطوم.

وأكد الوزير المصري حرص بلاده على إزالة أي عقبات تعترض طريق العلاقات الثنائية مع السودان؛ مؤكدا عمق العلاقات التاريخية بين القاهرة والخرطوم، وفق بيان الخارجية المصرية الذي لم يكشف تفاصيل أكثر حول هذه العقبات وسبل إزالتها.

وبحسب البيان ذاته، بحث الوزيران «مستجدات المفاوضات الخاصة بسد النهضة وسبل تنفيذ التكليفات الصادرة عن القمة الثلاثية بين كل من مصر والسودان وإثيوبيا على هامش القمة الأفريقية الأخيرة في أديس أبابا».

خلاف

ورغم التحسن الأخير في علاقات البلدين، غير أن هناك قضايا خلافية لازالت تؤرق الجانبين، فقال مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، نهاية الشهر الماضي، إن بلاده «حريصة على تجديد شكواها سنويا حول مثلث حلايب (المتنازع عليه مع مصر منذ سنوات) لاستيفاء كافة الطرق لحل النزاعات سلميا وذلك حرصا على حقوقه التي لا تنازل عنها».

واعتبر مندوب السودان، «عمر دهب»، أن «حق السودان في المثلث (مثلث حلايب وشلاتين) معروف، وهو ما يدعونا لعرض هذا الأمر للتفاوض بثبات وقوة، باستخدام وسائل التسوية بما فيها التحكيم الدولي»، وفقا لتصريحاته التي نقلها عنه «المركز السوداني للخدمات الصحفية» (مقرب من الحكومة).

وأضاف: «المصريون يعرفون أنه يجب إنهاء احتلال حلايب، كي نتحرك لآفاق أوسع في تبادل المصالح.. هذا ما نقوله لمجلس الأمن الدولي».

  كلمات مفتاحية

مصر السودان سد النهضة عودة السفير السوداني العلاقات المصرية السودانية

«البشير» يهنئ «السيسي» برئاسة مصر ويدعوه لتعزيز التعاون

أول اجتماع عسكري بين مصر والسودان بعد عزل البشير