قمة دبي الحكومية: الإرهاب عائق خطير في الطريق نحو المستقبل

الخميس 12 فبراير 2015 06:02 ص

تتخذ «القمة الحكومية» المنعقدة في دبي من «استشراف حكومات المستقبل» عنوانًا لها، إلا أن تبادل الأفكار بين المشاركين في القمة، التي افتُتِحَت أعمالُها أمس الأول وتُختتم غدًا، لا يقتصر على استعراض الإمكانات التي توفرها الثورة التقنية لتطوير عمل الحكومات وتحسين خدماتها للمواطنين، بل تبحث القمة أيضًا في التحديات التي تواجه هذه الحكومات، لا سيما على الصعيد العربي، حيث يبرز الإرهاب في مقدمة هذه التحديات، يليه تأثر خطط التنمية بتقلبات أسعار النفط.

صحيح أن الهدف الأساسي للقمة، التي يرعاها ويحضرها نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هو البحث عن إجابات للتساؤلات في شأن التحولات المتوقعة في طريقة إدارة حياتنا مستقبلًا، بالاعتماد على مرحلة جديدة من خدمات الإنترنت، إلا أن هواجس الحاضر تفرض تساؤلات إضافية حول كيفية تجاوز العوائق الراهنة، خصوصًا الإرهاب الذي يزداد خطره باستفادته، بدوره، من التطورات التقنية. 

ففي حديثه عن التحديات التي تواجه العالم والمنطقة، خاصة التطرف الديني العنيف، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه حيال ذلك، وقال أمام القمة: «أشعر بقلق بالغ إزاء انتشار فكر الكراهية والعنف في جميع أنحاء العالم، خاصة الجرائم الوحشية التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي».

وأضاف بأن أنه «بالتوازي مع اتخاذ الإجراءات العسكرية لمحاربة الإرهاب والتطرف، ينبغي أن ننظر إلى الأسباب الجذرية لهذه الظواهر السلبية المخيفة، ولماذا تأثرت فئة من الشباب بفكر الكراهية والعنف والتوحش الذي يتبناه التنظيم».

وفي كلمته أمام القمة، أشار ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد إلى أن المنطقة تمر بمرحلة صعبة حاليًّا «لكن بتوفيق الله وهمة رجال ونساء الوطن سنتجاوز هذه المرحلة»، مؤكدًا تماسك المجتمع الإماراتي ووحدته، ومستذكرًا تاريخ الإمارات وأسلوب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في إدارة أمور الدولة.

على صعيد النفط وتقلبات أسعاره، توقع بن زايد أن تحتفل دولة الإمارات بتصدير آخر شحنة نفط بعد خمسين سنة «إذا كان استثمارنا صحيحًا عبر بناء اقتصاد متنوع ومتين ومستدام لا يعتمد على الموارد التقليدية»، مشيرًا إلى الإنجازات التي حققها مطار دبي «والذي أصبح أحد أكبر مطارات العالم على صعيد حركة المسافرين التي تبلغ أكثر من 70 مليون مسافر سنويًّا».

محاسبة داعمي «داعش»
أما نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، فأشار إلى أن أبرز ما يشغل الرأي العام العالمي اليوم هما قضيتا الإرهاب وانخفاض أسعار النفط، نظراً لما يشكلانه من تهديد خطير على السلم والاستقرار العالمي.

ولفت إلى أن هذا التهديد لا يمثل أزمة بالنسبة إلى الإمارات «بل مجرد تحدٍّ يمكن التعامل معه بفضل السياسة العلمية الفاعلة التي تتبناها الحكومة في ظل قيادة الإمارات، حيث عملت على تنويع مصادر الدخل لتقليص حجم الاعتماد على النفط».

وناشد وزير الداخلية الإماراتي المجتمع الدولي وضع أطر ومفاهيم حديثة لمكافحة الإرهاب، لا تعتمد فقط على القوانين والإجراءات الجنائية، بل تتعداها إلى معالجات معمقة لمصادر ومحركات الإرهاب وقائيًّا ومحاسبة مموليه ومروجيه وبعض الساسة القائمين على رعايته.

وتحت عنوان «نحن الإمارات»، تحدث وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد عن التطورات التي يشهدها المجتمع الإماراتي، بالمقارنة مع ما كانت عليه الأمور لدى تأسيس الدولة، منوهًا بتراجع الاعتماد على النفط في الناتج الوطني، في مقابل تزايد الإيرادات من قطاعات أخرى. 

زوجة الملك الأردني عبدالله الثاني، الملكة رانيا، وجهت رسالة متلفزة إلى القمة، معتذرة عن عدم حضورها بسبب حال الحزن في الأردن. ودعت إلى «اعتماد سياسات تتناسب مع الأولويات التي فرضت نفسها علينا، مثل القضاء على الفكر الظلامي وإرهابه، ليس عسكريًّا فقط، بل إيديولوجيًّا أيضًا».

الحكومات والثورة التقنية
وعلى صعيد استشراف المستقبل، أكد وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي رئيس اللجنة المنظمة للقمة محمد عبد الله القرقاوي، أن انعقاد القمة هدفه «الإجابة عن مجموعة من الأسئلة تتركز حول كيفية تغيير أنظمة تعليمنا وتطويرها، ليتمكن طلابنا في المستقبل القريب من العمل في وظائف غير موجودة أصلًا في الوقت الحالي»، موضحًا أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «يؤمن بأن الفرق بين الدول التي تَقود والدول التي تُقاد هو في الابتكار». 

بدوره، أشار رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي ـــ «دافوس» كلاوس شواب، إلى أن الثورة التقنية تتدفق بشكل كبير ومتسارع يفوق جميع التوقعات، ولهذا فإن آليات العمل الحكومي بأسره لا بد من أن تتغير، لتعتمد على الابتكار، الذي سيكون المحرك الأساسي للتطور والتغيير، لا رأسالمال المادي والموارد الطبيعية كما كان في السابق. 

 

المصدر | معتز ميداني | السفير

  كلمات مفتاحية

داعش بان كي مون النفط دبي السياسة الجرائم المجتمع الدولي المنتدى الاقتصادي العالمي

مناورة إماراتية عسكرية لتحرير ميناء بحري .. في افتتاح معرض «آيدكس 2015»