رغبة سعودية للتواصل مع ميليشيا شيعية عراقية مرتبطة بإيران

الاثنين 12 مارس 2018 08:03 ص

ترغب السعودية في التواصل والتنسيق مع ميليشيات شيعية عراقية، ودعوتها إلى زيارة المملكة خلال الشهر الجاري.

كشف ذلك السياسي العراقي «وضاح الصديد»، لممثلين عن كل من ميليشيا «الخراساني» وميليشيا «النجباء»، خلال اجتماع معهما بالعاصمة اللبنانية بيروت، في 6 مارس/آذار الجاري.

ونقل «الصديد» إلى الطرفين، رغبة السعودية في فتح حوار مع التنظيمين المسلحين، وعرض دعوة زيارة غير معلنة للمملكة خلال الشهر الحالي، حسب ما كشفته مصادر لموقع «هاف بوست عربي».

وأرجأ قادة الميليشيات قرارهم في الدعوة، إلى بعد التشاور مع مرجعياتهم في العراق.

كما أبدى «الصديد»، خلال اللقاء، رغبته في زيارة بغداد، وطلب أن تتم الزيارة تحت حماية الميليشيات، على اعتبار أنه مطلوب للسلطات العراقية في قضايا أمنية.

ولم يتسن الحصول على توضيح من «الصديد»، حول ما ذكرته المصادر.

وينتمي «الصديد» إلى محافظة صلاح الدين، وكان عضواً في فصيل سني مسلح، وعلى علاقة وطيدة بالسعودية، ويرأس حالياً ائتلاف القوى السنية العراقية، الذي سيخوض الانتخابات المقبلة، ويحظى بدعم سعودي ويعتبر في الأوساط العراقية رجل السعودية القادم في العراق.

وسبق للسعودية أن استضافت الزعيم الشيعي «مقتدى الصدر»، في يوليو/تموز 2017، عندما لبّى دعوة ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان».

والتقي «الصدر» و«بن سلمان» في مدينة جدة الساحلية، في زيارة غير معلنة المدة، بناءً على دعوة رسمية من الرياض.

وقال مصدر سياسي بالتيار الصدري حينها، إن زيارة «الصدر» للسعودية تأتي تأكيداً منه على أهمية إعادة العلاقات بين الرياض وبغداد، لافتاً إلى أن «الصدر» ممن يطالبون في العراق بضرورة إقامة علاقات متوازنة مع كل دول الجوار.

ومن المتوقع أن يحدث التقارب بين السعودية والميليشيات المذكورة فجوة مع «الصدر»، لأنه على طرفي النقيض معهم.

وسبق أن أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية كلاً من ميليشيا «الخراساني» و«النجباء» في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، على قائمة الإرهاب، نظراً لدورهما في استهداف المدنيين في سوريا لصالح النظام «بشار الأسد».

وتعد ميليشيا «النجباء» فصيلاً من الحشد الشعبي العراقي (قوات شيعية موالية للحكومة)، وتعرف باسم «حركة المقاومة الإسلامية»، التي يقودها «أكرم الكعبي» المرتبط بعلاقات وثيقة مع إيران.

ولدى «النجباء»، قرابة تسعة آلاف مسلح، كانوا يقاتلون بجانب الحكومة العراقية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، ويقاتلون في الجانب الآخر من الحدود بجانب النظام السوري ضد «الدولة الإسلامية» وفصائل المعارضة السورية.

أما بالنسبة لميليشيا «الخراساني»، فهي تعد أحد فصائل الحشد الشعبي الشيعي في العراق، ويرأسها الأمين العام «علي الياسري»، كما لديها علاقات وثيقة بقوات الحرس الثوري الإيراني.

وخلال المعارك التي دارت نهاية عام 2016، بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة في ريف حلب الجنوبي، شاركت «الخرساني» بقوة إضافة إلى فصائل شيعية أخرى.

كما للميليشيا وجود كبير في بلدتي «النبل والزهراء»، بالإضافة لريف دمشق، بسوريا.

وبحسب مركز «الروابط للأبحاث والدراسات الاستراتيجية» العراقي، فإن ميليشيا «سرايا الخراساني» تعتبر من ألوية المهمات الخاصة المرتبطة بـ«فيلق القدس» في العراق، والتابع للحرس الثوري الإيراني وتتخذ من علامته العسكرية علامة لها.

وعلى مدار الأشهر الماضية، استقبلت الرياض زعامات شيعية عراقية في محاولة منها لاختراق نفوذ إيران والحد من هيمنتها على بغداد، ضمن استراتيجية سعودية لإعادة العراق إلى محيطه العربي.

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران العراق ميليشيا شيعية وضاح الصديد النجباء الخرساني

«الخزعلي»: السعودية تسببت في إيذاء العراقيين وعليها دفع الثمن