قال الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، الثلاثاء، إن واقعة تسميم الجاسوس الروسي المزدوج «سيرغي سكريبال» وابنته في بريطانيا، قبل أيام، تبدو من تدبير روسيا، مشيرا إلى أنه سيتحدث لاحقا في هذا الأمر مع رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي».
وأضاف «ترامب» للصحفيين في البيت الأبيض: «يبدو لي الأمر وكأنها روسيا، استنادا إلى كل الأدلة التي بحوزة البريطانيين».
وتابع: «سأتحدث إلى تيريزا ماي اليوم، وبمجرد أن نحصل على الوقائع، إذا اتفقنا معهم، سندين دور روسيا».
وتعرض «سكريبال» (66 عاماً) وابنته «يوليا» (33 عاماً) لما عرفتها الشرطة البريطانية لاحقاً بأنه نوع من غاز الأعصاب تنتجه روسيا، ولا يزالان في حالة حرجة بوحدة العناية الفائقة في المستشفى.
نفي روسي
واليوم، نفت موسكو ضلوعها في واقعة التسميم مع اقتراب موعد انقضاء المهلة التي حددتها لندن حتى منتصف الليل لتوضيح ملابسات الأمر.
وقال وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» إن بلاده مستعدة للتعاون مع بريطانيا بشأن حادثة تسميم الجاسوس وابنته، لكن ليس بحلول منتصف ليل اليوم كما طلبت لندن.
وأضاف «لافروف» أن بريطانيا لم تسمح لروسيا برؤية الأدلة كما يحدد القانون الدولي، وإذا فعلت بريطانيا ذلك فإن روسيا سترد في غضون عشرة أيام كما ينص القانون الدولي.
وشدد على أن روسيا لا علاقة لها بما حدث للجاسوس وابنته.
دعم غربي لبريطانيا
ورغم النفي الروسي، اصطف العالم الغربي إلى جانب الموقف البريطاني في ظل تصاعد حدة الأزمة الدبلوماسية مع استدعاء وزارة الخارجية الروسية السفير البريطاني لديها، بعدما وصفت الاتهامات الموجهة إليها في وقت سابق بأنها «عرض هزلي» للتأثير على استضافتها كأس العالم لكرة القدم هذا الصيف.
وقالت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي «فيدريكا موغيرني» إن محاولة الاغتيال باستخدام سلاح عسكري وقعت على الأراضي البريطانية، وهددت مدنيين، وهذا أمر صادم.
واعتبرت الحكومة الفرنسية أن حادثة التسميم «غير مقبولة على الإطلاق».
وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ينس ستولتنبرغ» عن قلق منظمته «الشديد» ازاء الاعتداء على «سكريبال».
في حين ذكرت صحيفة «ذي ديلي تلغراف» أن بريطانيا تشاور نظراءها في الحلف بشأن تفعيل المادة الخامسة من معاهدة بالدفاع المشترك.
بريطانيا تصر على اتهام روسيا
وفي بريطانيا تواصلت تفاعلات القضية.
إذ قالت رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي»، أمام البرلمان، إنه «من المرجح جدا» أن تكون روسيا خلف الهجوم.
ومنحت موسكو مهلة حتى نهاية الثلاثاء للرد على الاتهامات.
وأضافت «ماي» أمام النواب أنه سبق واستخدمت روسيا مجموعة من غازات الأعصاب تعرف باسم «نوفيشوك»، مشيرة إلى أن لدى روسيا سجلا في عمليات الاغتيال التي تتم بإيعاز من الدولة؛ حيث ترى في منشقين على غرار «سكريبال» أهدافا مشروعة.
وطالبت موسكو بالكشف عن تفاصيل تطويرها لبرنامج غازات الأعصاب «نوفيشوك» لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
بينما، قال المتحدث باسم «ماي» إن مجلس الأمن القومي البريطاني سيجتمع الاربعاء لتقييم الرد الروسي.
ونقلت تقارير عن الخبير الكيميائي «فيل ميرزيانوف» الذي عمل على برنامج «نوفيشوك»، ويقيم حاليا في الولايات المتحدة قوله، إن آثار غاز الأعصاب وحشية.
وقال: «لقد انتهى الرجل وابنته. حتى ولو نجيا فلن يتعافيا».
