ضحايا حروب غزة يلجأن للسباحة لتحقيق إنجازات تتطلع للعالمية

الاثنين 15 أكتوبر 2018 08:10 ص

عانت الطفلة الفلسطينية "فاطمة أبو شدق" البالغ عمرها 14عاما، من استشهاد والدها في قصف إسرائيلي لمنزلهم ببلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، خلال العدوان على القطاع عام 2014، وهو ما جعلها تتجه إلى البحث عن نشاط تستخرج من خلاله طاقتها وشغفها، وكان ذلك في السباحة.

حيث التحقت "فاطمة" عام 2015 بصفوف فريق لتعلم السباحة يضم 1400 طفل تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 14 عاما، بعضهم استشهد أفراد من عائلاتهم في غارات إسرائيلية.

ووجدت "فاطمة" التي تعيش مع أسرتها، المكونة من الأم، و7 أشقاء، هي أصغرهم سنا، لنفسها وسط الماء فرصة للخروج من الحالة النفسية الصعبة التي سيطرت عليها، بعد فقدان والدها، ما انعكس بشكل إيجابي على تفكيرها ومستواها الدراسي والصحي.

وبحسب وكالة "الأناضول"، واصلت الصبية الفلسطينية للعام الثالث على التوالي، دروسها، مبدية الكثير من التميز والإبداع بحسب معلميها، لتصبح من أفضل 15 سباحة في القطاع، وتتطلع لتمثيل بلادها في البطولات العالمية الكبرى.

وتوضح للوكالة في مقابلة صحفية: "التحقت عام 2015 بهذا الفريق، في محاولة للتخفيف من الصدمة والألم الذي تعرضت له بعد استشهاد والدي، الذي لم يغِب عن بالي للحظة؛ فوجدت في السباحة استرخاء، وترفيه، وسعادة، وتحد، ومغامرة".

وهي تطمح إلى أن تصبح أول منقذة بحرية ببحر غزة، وتشارك في أولمبياد طوكيو عام 2020، وتمثيل فلسطين.

وتوضح أنها تأتي لتدريب السباحة 3 مرات أسبوعيا، مدة ساعة ونصف إلى ساعتين كل مرة، فقط في فصل الصيف؛ وتتمنى أن يكون هناك مسابح شتوية لتبقى طوال العالم تتدرب هي وصديقاتها اللواتي فقد البعض منهن أفرادا من عوائلهن جراء العدوان الإسرائيلي.

وتلفت إلى أنها باتت تفضل وبمجرد العودة إلى المنزل بعد انتهاء التمرين البدء في مراجعة دروسها المدرسية، لأن السباحة تُعطيها طاقة إيجابية.

"رقية البابا" (12عاما)، عانت بدورها من فقدان والدتها وأحد أشقائها في قصف جوي إسرائيلي خلال عدوان 2008-2009، وهي لم تتجاوز الثانية من عمرها.

"رقية" التي تعيش حاليا مع والدها وأشقائها الأكبر منها، انضمت هي الأخرى لفريق السباحة، حيث برعت فيه ليقع عليها الاختيار ضمن أفضل 15 سباحة بقطاع غزة.

وتقول إنها تُجيد السباحة الحرة والصدر والظهر، وتشعر أن أجمل وقت تقضيه هو عندما تأتي للسباحة.

السباحة لدعم ضحايا الحرب

وقال صاحب مبادرة للسباحة والمشرف على التدريب، "أمجد طنطيش" (42 عاما)، إنه بدأ منذ عام 2015 بتعليم السباحة لحوالي 1400طفل، جزء منهم من ضحايا الحروب، خاصة ممن فقدوا أفرادا من عائلاتهم أو تعرضت منازلهم للقصف والتدمير، لمساعدتهم في تخطي الصعوبات التي يواجهونها.

وأوضح "طنطيش" أن التدريب تم على ساحل بحر بيت لاهيا في بدايته، من خلال إقامة عائق من ركام المنازل المُدمرة وزيادة عُمق الشاطئ، وساهمت في إنجاحه تبرعات من أفراد محليين.

ولفت إلى أنه في العام الماضي جرى للمرة الأولى تشكيل فريق من الفتيات، تتراوح أعمارهن من 10- 14عاما، وتلقى دعما من مؤسسة ألمانية، غطت نفقات المسبح والمواصلات وبعض المعدات، بهدف تأهيل سباحين خاصة من الفتيات لأولمبياد طوكيو.

وقال إنه تم تصفية نحو 50 فتاة العام الماضي إلى 15 فتاة فقط، جرى اختيارهن بشكل مهني عال بعد إجراء اختبارات قاسية لهن، مشيرا إلى أن قرابة 70% من الفريق ضحايا حروب، يمتلكن مهارات جيدة للسباحة؛ ونجحن في الحصول على مراكز أولى في مسابقات سباحة محلية طويلة وقصيرة أجريت في مسابح خاصة ومدارس.

ومن الصعوبات التي تواجه فريق الفتيات الذي يواصل تدريباته بكد ليصبح مؤهلا للمشاركة في الأوليمبياد، عدم توفر مسابح شتوية مُدفئة في غزة وأخرى أولمبية طويلة، ومعدات سباحة كالزعانف، وملابس السباحة المعتمدة في المسابقات الدولية.

ويطالب "طنطيش" بـ"استيعاب أعضاء الفريق في دول خارجية تمتلك الإمكانيات اللازمة لتأهيلهم، كأقل مبادرة إنسانية مع أطفال غزة المحاصرين وبالأخص ممن تأثروا بشكل مباشر من الحروب".

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

غزة فلسطين شهداء يتيم سباحة أولمبياد